قاليباف: عملية "طوفان الأقصى" غيّرت مصير التاريخ

جاء ذلك خلال استقبال رئيس مجلس الشورى الاسلامي محمد باقر قاليباف في طهران اليوم السبت لرئيس المجلس القيادي لحركة حماس محمد اسماعيل درويش والوفد المرافق له.

وأكد قاليباف أن الكيان الصهيوني كان يعتزم محو فلسطين وغزة من التاريخ، وأضاف: "الحمد لله، أثبت شعب غزة وفلسطين اليوم بشكل صحيح أن المقاومة حية ليس فقط بين الشعب الفلسطيني بل بين جميع الباحثين عن الحرية في العالم، كما ظهر من جديد شعار الاهتمام بالثقافة القرآنية ومقاومة الظلم مرة أخرى".

وأكد رئيس مجلس الشورى أنه لا شك أن الكيان الصهيوني المزيف وترامب يجب أن يعلما اليوم أن من حق الشعب الفلسطيني تقرير مصيره بنفسه وفي أرضه ، وأضاف: "الشعب الفلسطيني لن يمنح الكيان الصهيوني والأميركيين الفرصة للتآمر وسيقف في وجههم".

وأكد قاليباف أن فلسطين أصبحت أقوى وأكثر وحدة من أي وقت مضى، وخاصة بين جيل الشباب اليوم، وقال: "في مرحلة ما، اعتقد الكيان الصهيوني أن مرور الزمن سوف يمحو قضية فلسطين من أذهان الشعب الفلسطيني والأجيال القادمة، لكن مقاومة الشباب الفلسطيني ضد جريمة الكيان الصهيوني التي استمرت 16 شهرًا أظهرت أن الشباب الفلسطيني اليوم أكثر ثباتًا من الجيل الأول من الفلسطينيين الذين شاهدوا أضرار الاحتلال والجرائم المتوالية، وهذا هو سر انتصار فلسطين".

ووصف عملية طوفان الأقصى بأنها نقطة تحول غيّرت مصير التاريخ، وقال: "منذ اليوم الذي انعقدت فيه النطفة الحرام للكيان الصهيوني في المنطقة وحتى عملية طوفان الأقصى التي أظهرت أن الفلسفة الوجودية للكيان الصهيوني في خطر، حاولوا على مدى أكثر من 75 عاماً إظهار انهم باقون ولا يُقهرون، لكن استراتيجياتهم وتكتيكاتهم فشلت في عملية طوفان الأقصى، وهذا كان إرادة الله".

*اتفاق وقف إطلاق النار لم يعن سوى الهزيمة للكيان الصهيوني

من جانبه أكد رئيس المجلس القيادي لحركة حماس في اللقاء أن المقاومة الفلسطينية قطعت شوطا كبيرا، مؤكدا: "شعبنا يقاوم منذ عقود، ورغم مرور الزمن فإنه لا يزال صامدا في أعلى المستويات، وبإذن الله بنفس الروح والالتزام بالطريق سيحقق تحرير فلسطين".

واعتبر محمد درويش عملية طوفان الأقصى علامة عظيمة في العصر الحاضر وقال: عملية طوفان الأقصى أظهرت كيف يمكن للأمم أن تحقق النصر بالصمود. لقد أعددنا أنفسنا جيداً لتحقيق هذا النصر وقدمنا ​​كل ما كان يلزم من أجله.

وأضاف: لقد فعّلنا كل الطاقات للوقوف بوجه العدو وطرد المحتلين. وبفضل هذا الإعداد والنشاط الجيد وإيمان مقاتلينا وتربية الأجيال المتعاقبة، تمكنا من تحقيق هذا النصر.

وأكد رئيس المجلس القيادي لحركة حماس أن مشروع المقاومة بدأ منذ أكثر من 40 عاماً، مشيراً إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لعبت دوراً مهماً جداً في خلق هذا المشروع.

وقال محمد درويش: لقد حظينا اليوم بشرف اللقاء مع قائد الثورة الاسلامية، وأكدنا معه على مواصلة السير في هذا الطريق. ولذلك سنستمر في تربية أجيال المجاهدين حتى يأتي النصر النهائي وتحرير القدس إن شاء الله، وسيأتي اليوم الذي نصلي فيه نحن وأنتم في القدس إن شاء الله.

وأكد رئيس المجلس القيادي لحركة حماس أن الله أراد أن تكون غزة، تلك البقعة الصغيرة في العالم العربي، مصدر انتفاضة كبرى ضد الكيان الصهيوني، وتساءل: ما هي الإمكانيات المادية التي نملكها في غزة لمواجهة الكيان الصهيوني وأميركا؟ وأضاف: "في الواقع، قدمت أميركا كل المعدات العسكرية والمادية لهذا الكيان، لكن المقاومة تمكنت بإرادة الشعب والأسلحة البسيطة من كسر هيبتهم".

وأكد: "في السابع من أكتوبر/تشرين الأول استطاعت كتائب القسام ومجموعات المقاومة الأخرى، وبأسلحة بسيطة، أن تبطل إلى الأبد الأسطورة العسكرية للكيان الصهيوني. في واقع الأمر، وقعت هذه الحادثة في مكان يعتبر أضعف نقطة في العالم العربي من حيث الإمكانات المادية والتسليحية. لقد تمكنا من كسر كامل المنظومة العسكرية التي شكلها الكيان الصهيوني حول غزة.

وأضاف درويش: "إن ما كان أعظم من عملية 7 أكتوبر هو المقاومة المذهلة التي أظهرها أهل غزة طيلة 15 شهراً من الحرب والقتل والتجويع والتهجير. لقد صمد شعبنا في وجه كل آلات الحرب والدمار التي لعب نتنياهو وبايدن والنظام الغربي بأكمله دورا في صنعها".

واشار الى أن القدس هي القبلة الأولى للعالم الإسلامي، وقال: "منذ مئات السنين كانت هناك حروب مختلفة للسيطرة على القدس، والحرب الدائرة اليوم هي ابرز هذه الحروب، ولكن بإذن الله سيفشل عدونا في تنفيذ مؤامراته ضد القدس".