السبت 12 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir
خلال اجتماع حول فلسطين على هامش الاجتماع الـ55 لمجلس حقوق الإنسان

وزير الخارجية الإيراني: تقاعس مجلس الأمن حيال الإبادة في غزة كارثة القرن وإسرائيل تشكل اقرب واوضح التهديدات بالنسبة للعالم أجمع

قال وزير الخارجية الإيراني "حسين أمير عبد اللهيان" إن ما نشهده اليوم من تقاعس مجلس الأمن الدولي بشأن الإبادة الجماعية في غزة، هو كارثة القرن الدبلوماسية، وان استمرار جرائم الحرب الإسرائيلية وتوسيع نطاق الحرب، يشكل تهديدا حقيقيا للسلم والأمن الدوليين.

وخلال اجتماع حول فلسطين عقد الإثنين على هامش الاجتماع الـ55 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، أشار "أمير عبد اللهيان" إلي مقتل أكثر من 30 ألف شخص، في قطاع غزة معظمهم من النساء والأطفال؛ مؤكدا أن ذلك شكل أفظع الجرائم بحق الطفولة في تاريخ البشرية.

 

وأضاف أن الكارثة الأخرى التي تحدث في غزة اليوم، هي بدء الهجوم الضخم للكيان "الإسرائيلي" على رفح؛ واصفا تسليح هذا الكيان ليواصل الإبادة الجماعية في غزة، بانه خطأ لا يغتفر، وان قطع أي تعاون، وخاصة في المجالين الاقتصادي والتجاري، مع كيان الفصل العنصري الإسرائيلي هو الإجراء الأكثر إلحاحا والذي يجب أن تتخذه جميع الحكومات.

 

وأردف قائلا إن الكيان الصهيوني لايعترف بأي حقوق للشعب الفلسطيني، بل ويحاول تهجير سكان غزة والضفة الغربية قسرا إلى مناطق في مصر والأردن.

 

 

واستطرد بالقول إنه من المؤسف أن السياسات والاستراتيجية الخاطئة للولايات المتحدة وبريطانيا تجعل نطاق الحرب في المنطقة يتسع يوما بعد يوم.

 

واوضح أن أمريكا وإنجلترا اللتين تطالبان مراراً وتكراراً بالسيطرة على حجم التوتر والأزمات في المنطقة، قامتا عملياً بتوسيع نطاق الصراع من خلال انتهاك سيادة اليمن والهجمات العسكرية المتكررة عليه.

 

أمير عبد اللهيان أكد أن الحل هو وقف الإبادة الجماعية في غزة فورا ووضع حد لجرائم الحرب التي تطال الضفة الغربية، مضيفا "نحن نعتقد أن مستقبل فلسطين سيتحدد من خلال الحوار الفلسطيني الفلسطيني، وأن الخطط والنسخ المفروضة محكوم عليها بالفشل"؛ مبينا ان أرض فلسطين ملك للشعب الفلسطيني، وبالتالي فإن أي قرار بشأن مستقبل هذا البلد يجب أن يتخذه الفلسطينيون أنفسهم.

 

الكيان الصهيوني يشكل اقرب واوضح التهديدات بالنسبة للعالم اجمع

 

ويوم أمس الإثنين شارك وزير الخارجية الإيراني في اجتماع نزع السلاح الذي اقيم في مقر الامم المتحدة بمدينة جنيف.

 

 وزير الخارجية الايراني أكد أن الكيان الصهيوني يشكل اوضح واقرب التهديدات، ليس للفلسطينيين العزل ومنطقة غرب اسيا فحسب، وانما للعالم اجمع؛ مردفا ان المتوقع من المجتمع الدولي اليوم، هو ان يأخذ هذا التهديد على محمل الجد، ويتخذ قرارا حازما في مواجهة التهديدات غير المسبوقة والموجهة من جانب هذا الكيان العنصري والعدواني، ضد السلام العالمي.

 

وأضاف أن الجمهورية الاسلامية تطالب بالحاح، ان يتم ازالة جميع انواع الاسلحة النووية، والتي تشكل اكبر تهديد بفعل الانسان على البشرية والكرة الارضية، مضيفاً "انني على يقين بان مصداقية وانسجام اتفاقية حظر انتشار الاسلحة النووية (NPT)، يعتمد على تنفيذ كامل التعهدات المنصوصة فيها، ومنها البند السادس الذي يلزم الدول الحائزة على الاسلحة النووية باجراء مفاوضات مؤثرة وقائمة على نتائج مجدية من اجل التخلي عن هذا السلاح".

 

وأضاف أن جمهورية ايران الاسلامية، برهنت على الدوام بشان جهودها الهادفة الى تعبئة الارادات السياسية لجميع الدول ضد الاسلحة النووية وتعزيز الاليات الدولية في سياق التخلي عن هذا السلاح؛ مردفا ان نزع كامل السلاح النووي، هو السبيل الوحيد والموثوق للحؤول دون تكرار الكارثتين في هيروشيما وناكازاكي.
 


 

وصرح وزير الخارجية أن بلاده عازمة على التعاون مع اعضاء مؤتمر نزع السلاح النووي؛ مبينا ان الخروج من المازق الذي يواجه هذا المؤتمر منذ امد بعيد، يتم عبر تظافر الجهود من قبل الدول الاعضاء كافة، وخاصة الدول التي تمتلك الاسلحة النووية، من خلال التحلي بارادة سياسية حول الوفاء بتعهداتها في هذا الخصوص.

 

وأضاف أن ايران باعتبارها اكبر ضحية لسلاح الدمار الشامل منذ الحرب العالمية الثانية لحد اليوم، وذلك عندما استخدم النظام البعثي البائد في العراق هذا السلاح ضدها، تؤكد بان الضمان الوحيد لعدم استخدام اسلحة الدمار الشامل بما في ذلك السلاح النووي، يكمن في تدمير هذا السلاح برمته ومن دون عودة، وبما يمكن التحقق صحة ذلك.

 

واكد "امير عبداللهيان"، بان الجمهورية الاسلامية الايرانية لا توافق على (قاعدة) "مرور الوقت" فيما يخص جريمة استخدام اسلحة الدمار الشامل ضد شعبها، بل تطالب بجد الدول التي اقدمت على بيع قطع وتقنية انتاج السلاح الكيمياوي الى نظام صدام البائد، ان تكشف عن الحقيقة وتتحمل المسؤولية قبال حقوق الضحايا.

 

واعرب  عن اسفه لقاء عدم التوصل الى نتائج مرجوة بشان الجهود الجماعية الهادفة الى بناء منطقة عارية عن السلاح النووي في غرب اسيا، وفقا للمبادرة التي طرحتها ايران لاول مرة في 1974، وذلك بفعل امريكا وحلفائها في اطار الدعم التي تقدمها تلك الدول للكيان الصهيوني باعتباره المصدر الحقيقي لانتشار اسلحة الدمار الشامل في المنطقة.

 

ولفت إلي أنه يتعين على العالم ان يقرّ في ظل هذه الظروف، فوجود الاسلحة النووية في متناول هكذا كيان، يشكل اكثر التهديدات جدية واقربها من البشرية.

 

وطالب بتدمير كل مخزون الاسلحة النووية للكيان الصهيوني، ووضع منشاته النووية تحت مراقبة اتفاق الضمانات واليات التحقق التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

 

 

لن نسمح بأن تصبح الإبادة الجماعية أمراً طبيعياً

 

وفي كلمته الاثنين خلال الاجتماع الـ 55 لمجلس حقوق الانسان الدولي في جنيف؛ قال وزير الخارجية الايراني إن ان "جمهورية ايران الاسلامية عازمة على مواصلة الاحتفاظ بالقيم والثوابت الوطنية والاسلامية واحترام الحقوق والكرامة الانسانية".

 

وأشار إلي الجرائم الصهيونية في قطاع غزة قائلا "يجب ان نعترف جميعا بان العالم والعصر الحاضر يواجه اكثر الازمات الاخلاقية والانسانية بشاعة؛ مبينا، ان هذه الازمة تنجم عن 80 عاما من الصمت المقيت حيال الاحتلال الاستعماري والنقض المستديم والمهلك لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره".

وأضاف ان تحقق اهداف حقوق الانسان السامية على الصعيد الدولي، يواجه اليوم مجموعة من العراقيل الاساسية، ومن اكثرها عجالة هي جرائم القتل الممنهجة.

 

وأوضح أنه في غضون 140 فقط، ذبح وجرح وشرد ودفن تحت الانقاض اكثر من مائة الف انسان في قطاع غزة والضفة الغربية، بينما يواجه الاحياء هناك، خطر الموت المرتقب والناجم عن المجاعة والامراض السارية.

 

 

وصرح وزير الخارجية الايراني مخاطبا الحضور "تعالو اليوم في هذا الاجتماع الهام، نؤكد باننا لا نسمح ان تتحول جريمة الابادة واقتراف المجازر الشنيعة الى عملية اعتيادية، وفي السياق ذاته انني استرعي انتباهكم الى تقرير مقرر حقوق الانسان الخاص بفلسطين المحتلة والذي يكشف عن مدى عمق وحجم الجرائم والنقض السافر للحقوق الانسانية الذي يتم حاليا في غزة والضفة الغربية".

 

وتابع أن العالم اليوم يشاهد دعما شاملا من قبل الولايات المتحدة الامريكية وعدد من حلفاء الكيان الصهيوني، الامر الذي يدل على "تواطؤ" حقيقي في ارتكاب جرائم الابادة الجماعية؛ مطالبا مجلس حقوق الانسان الدولي باعتباره يمثل اعلى بيان عالمي حول الحقوق الانسانية، ان يحمّل الكيان الصهيوني وحلفائه المسؤولية قبال جرائمه المناوئة للانسانية.

 

واكد، "لاشك ان بقاء قادة الكيان الصهيوني من دون عقاب طوال العقود الثمانية الماضية، شكل العنصر الرئيس وراء استمرار وتزايد جرائم الاحتلال والقتل على يد هذا الكيان".

 

واستطرد امير عبداللهيان قائلا انني اؤكد بان يتم بنحو جدي وضع محاكمة ومعاقبة المنفذين والامرين والقائمين على اقتراف اكثر الجرائم الدولية ضراوة في حق الشعب الفلسطيني، على جدول اعمال المؤسسات الدولية المعنية، وخاصة محكمة الجنايات الدولية.

 

وقال وزير الخارجية الايراني : انني اعلن بصوت مدوّ بان الاف النساء اللواتي ارتقين شهيدات في غزة وهذه المجازر البشعة المستمرة بحق الاطفال والنساء التي ترتقي الى جريمة الابادة الجماعية داخل القطاع، شكّلت وصمة عار في سجل حقوق الانسان، بل حولته الى سجل اسود؛ مبينا ان اعادة حقوق الانسان الى مكانتها على المستوى الدولي، مرهونة بان لا نسمح للكيان الصهيوني، من خلال استمرار هجماته الجوية والبحرية والبرية وفرض المجاعة على غزة، ان يواصل اقتراف جرائم التطهير العرقي في حق الفلسطينيين.

 

وتابع : انني لا نسى، عندما انطلقت الاصوات المدوية في هذا المكان، على خلفية حادث الوفاة المؤلم لفتاة ايرانية عزيزة والذي احزن الجميع في ايران، كما شُكلت لجنة لتقصي الحقيقة؛ لكن اليوم وفي مواجهة المجازر بحق الاف النساء والاطفال الابرياء بغزة، لا يوجد هناك اي تحرك جاد على مستوى الامم المتحدة.

 

وصرح أنه من الضروري اعادة التأكيد على هذه النقطة، بأن إنشاء الآليات المفروضة ضد ايران بذريعة كشف الحقيقة، رغم فاعلية تلك الآليات في جمهورية إيران الإسلامية، لا يرتكز على اي قاعدة منطقية او مشروعة متعلقة بالقانون الدولي، انما يشكل ذريعة لاستغلال حقوق الانسان وبالتالي التضييق السياسي على البلاد.

 

واضاف امير عبداللهيان أن ظاهرة الإرهاب والتطرف الشريرة والخطيرة لا تزال تحصد الضحايا، وإن الجمهورية الإسلامية باعتبارها دولة تقف في طليعة الحرب ضد الجماعات الإرهابية وقدمت العديد من الشهداء في هذا المسار، تؤكد دائما على الحاجة إلى اتخاذ قرارات جادة من جانب المجتمع الدولي ومن خلال تعاون البلدان والمنظمات الدولية، لاجل مكافحة الإرهاب باعتباره تهديدا حاسما وفعالا.

 

واوضح أن القضاء على الإرهاب يعتمد مبدئيا على وقف استخدام الإرهاب كذريعة من جانب بعض القوى، بما في ذلك الولايات المتحدة الامريكية، وللاسف هناك دول غربية ماضية في ايواء العناصر الإرهابية، وهذا مثال آخر على التباين والنفاق في سوء استخدام شعار الدفاع عن حقوق الإنسان.

 

وشدد أن جمهورية إيران الإسلامية تعلن التزامها الثابت بسياسة التعاون والتفاعل كمحور أساسي في اطار سياستها الخارجية، وخاصة في مجال حقوق الإنسان، وتوضف قدراتها الوطنية للحفاظ على هذه الحقوق وتعزيزها وفقا للقيم الدينية والضوابط الدستورية والقانونية، وسوف لن تدخر جهدا في هذا الاتجاه.




محتوى ذات صلة

لجان المقاومة الفلسطينية: تصريحات قائد الثورة الاسلامية حددت الاستراتيجية المقبلة لمحاربة العدو

لجان المقاومة الفلسطينية: تصريحات قائد الثورة الاسلامية حددت الاستراتيجية المقبلة لمحاربة العدو

رأت لجان المقاومة الفلسطينية بأن تصريحات قائد الثورة الإسلامية قد حددت الاستراتيجيات للمرحلة المقبلة من المعركة والمواجهة مع الكيان الصهيوني ومحور الشر والغطرسة الداعم لهذا الكيان.

|

المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. صنعاء تستهدف "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتي.. وتُهاجم هدفاً في يافا المحتلة
  2. كتائب القسام توقع قوة إسرائيلية في حقل ألغام.. وجنود الاحتلال بين قتيل وجريح
  3. المشّاط للإسرائيليين: لا تراجع عن إسناد غزّة.. الزموا الملاجئ ردّنا سيكون مزلزلاً
  4. الإدارة الأميركية ترضخ.. القوات اليمنية تستفرد بالعدو الصهيوني
  5. انصار الله: إعلان ترامب فشل لنتنياهو
  6. سرايا القدس تسيطر على مُسيرة إسرائيلية شرق مدينة غزة
  7. العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي.. هجوم استعراضي موجه للداخل الصهيوني
  8. عدوان أمريكي إسرائيلي غاشم على اليمن بعشرات الطائرات
  9. وزير الخارجية الإيراني: الدعم القاتل لإبادة نتنياهو الجماعية في غزة، وشن الحرب نيابةً عنه في اليمن، لم يُحققا شيئاً للشعب الأميركي
  10. طهران ترفع الستار عن وثائقي للمقاومة في فلسطين وايرلندا
  11. حكومة الاحتلال تقرّر توسيع الحرب على غزة رغم التحذيرات
  12. وزير العلوم الإيراني: الرأي العام العالمي لا يعترف بالكيان الصهيوني
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)