الخميس 10 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

ما بعد طوفان الأقصى
ليس كما قبله

ادريس هاني

اكد المفكر المغربي البارز ادريس هاني ان القضية الفلسطينية عادت إلى الواجهة بعد طوفان الأقصى، وأصبح واضحا أن ما بعد طوفان الأقصى ليس كما قبله واصفا هذه العملية بانها منعطف كبير في تاريخ الكفاح الفلسطيني.

 

وفي حديث خاص لوكالة القدس للأنباء (قدسنا) قال ادريس هاني: ما سبق طوفان الأقصى يفسر أسباب العملية، لعل أهمها القمع المستمر في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتحديدا في القدس، حيث ظل الفلسطينيون يتعرضون للعدوان وعدد من الانتهاكات بشكل يومي، فضلا عن الاجراءات الممنهجة التي كرست الاستيطان، والاجراءات التي واكبت كل ذلك من اجل تصفية القضية الفلسطينية، واستيلاء اليمين المتطرف على دواليب حكومة الاحتلال.

 

واضاف: ان القضية الفلسطينية عادت إلى الواجهة بعد طوفان الأقصى، وأصبح واضحا أن ما بعد طوفان الأقصى ليس كما قبله، هناك منعطف كبير في تاريخ الكفاح الفلسطيني.

 

وحذر المغكر المغربي من انه ما دامت القضية الفلسطينية معلقة، فلا يمكن الحديث عن استقرار إقليمي أو دولي وقال: إنني اعتقد أن مكر التاريخ يلعب بخلاف استراتيجية الهيمنة،وبخلاف كل الحسابات التي أهدرت امكانيات المنطقة، وادخلتها في حسابات خاطئة، أدت إلى هشاشة المنطقة.

 

واضاف: أن حالة التجزئة والالتزامات الإقليمية الداخلية فتحت المنطقة على أطماع خارجية وأضعفت المنطقة، مما انعكس سلبا على وضعها الأمني والتنموي، فمادامت القضية الفلسطينية معلقة، فلا يمكن الحديث عن استقرار إقليمي أو دولي.

 

وفيما يتعلق بتقييمه لموقف سماحة قائد الثورة الاسلامية بشان تاكيده مرارا خلال السنوات الماضية بشان ضرورة اجراء استفتاء في الاراضي المحتلة قال:من يتتبع سيرة قائد الثورة قبل الثورة لسنوات عديدة، يدرك أن الموقف من القضية الفلسطينية كان ملهما للثورة نفسها..فلقد كان من بين الذين قادوا حركة احتجاج وتضامنا مع الشعب الفلسطيني، بل كان ممن دخلوا السجون بسبب مواقفه التضامنية، هذا إذن موقف قديم، والدعوة إلى حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ، هي دعوة مشروعة وتستند الى القانون الدولي أيضا.

 

وفي رده علي سؤال كيف تنظرون إلى واقع الرأي العام للشعب المغاربي حيال القضية الفلسطينية نظرا للعلاقات القائمة بين الحكومة المغربية والاحتلال الاسرائيلي والتي واجهت بالطبع ردود افعال من قبل  الشعب المغربي قال: موقف المغاربة من القضية الفلسطينية، موقف قديم، الا وهو أن شعبا احتلت أرضه بناء على وعد بلفور. أي أن الشعب الفلسطيني خرج من استعمار الى آخر أكثر فتكا. وكان المغاربة قد شاركوا في المراحل الأولى من المقاومة الفلسطينية، حيث نشطت حركة تضامنية إبان ثورة البراق 1929.

 

واضاف: قام المحتجون المغاربة بتسليم رسالة تنديد الى القنصلية البريطانية. وكان المناضل الهاشمي الكود قد انتدب من قبل بن عبد الكريم الخطابي، للمشاركة في المقاومة،  بمعية عدد من المقاومين من المغرب العربي، حيث اشتبكوا مع عصابات الهاغانا جنوب غزة، كما واصلوا الاشتباك في مواقع كثيرة من فلسطين المحتلة.

 

وتابع: استمر التضامن المغربي مع الشعب الفلسطيني في كل المحطات الكبرى من تاريخ المقاومة، كما اشترك في كل الحروب العربية - الإسرائيلية. ولا زال المغاربة يعبرون عن تضامنهم مع شعب يجمع بهم أواصر كثيرة، ولعل باب المغاربة تشهد على عمق هذه الأواصر التاريخية.

               

وفيما يتعلق بدور اليمن في عملية طوفان الاقصى قال المفكر المغربي ادريس هاني: اليمن جزء من الأمة ، وهو معني بما يحدث في فلسطين، وقد انخرط في هذه المعركة بعمليات لا يستهان بها، نظرا لموقعه الاستراتيجي في المنطقة. وهذا مؤشر على أن الاحتلال اذا واصل حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني بغزة، سيجد نفسه في مواجهة لن تقف عند هذا الحد،بل ستتسع دائرة الحرب، وقد تدخل دول أخرى عربية في هذه المواجهة.

 

 


| رمز الموضوع: 383379







المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)