qodsna.ir qodsna.ir

تحطم وهم قوة الكيان
الصهيونى

علي الازيرجاوي

 

وكالة القدس للانباء(قدسنا) كتب علي الازيرجاوي*:  تعرض الشعب الفلسطيني إلى أنتهاكات عنصرية خطيرة ومظالم كبيرة من قبل الكيان الغاصب المدعوم بشكل واضح من قوى الغرب، وتخاذل مهين من دول إسلامية وعربية، تمثل في أنتهاكات لحقوق الانسان ومحاولات سلب أملاك المواطنين، وشن هجوم ارهابي عنيف على غزة والتسبب في قتل المدنيين العزل وتهديم البنى الخدمية أمام مرأى ومسمع العالم ومنظماته الدولية التي لم تحرك ساكن.

 

ولكن كانت ردّة الفعل الفلسطيني بمستوى أذهل الجميع وحطم وهم قوة الكيان الصهيونى وجعلها أوهن من بيت العنكبوت.

 

ولتسليط الضوء على جزء من هذه الأحداث نبين الآتي:

 

أولا. وقف إطلاق النار الذي حصل بعد معركة سيف القدس يختلف جذرياً عن السابق كونه جاء بطلب من الكيان الصهيوني بتكليف الوسيط المصري لحفظ ما وجهه، بسبب الضربات المفاجئة التي تعرض لها من الفصائل الفلسطينية المقاومة. لذلك سيكون اتفاقًا هشاً تبقى المبادرة فيه للفصائل إذا عاود الاحتلال التجاوز على الشعب الفلسطيني ومقدساته.

 

ثانيا. الأحداث الأخيرة في فلسطين أثبتت بما لا يقبل الشك وحدة الشعب الفلسطيني تجاه قضيته المصيرية، وظهر ذلك من خلال تكاتف المقدسيين والضفة مع أهل غزة والذين في الشتات جميعهم توحدوا مع قضيتهم العادلة، فقد أزيلت الفوارق الجغرافية التي حاول الاحتلال وضعها لتفريق المجتمع الفلسطيني، ولكن يمكرون ويمكر الله، فقد كان الصوت الفلسطيني في الداخل والخارج هادراً وموحداً.

 

وسيكون له تأثير كبير على مسار المقاومة في المستقبل وتقوية جبهة الداخل ودعم الخارج الفلسطيني.

 

ثالثاً. قد تغيرت معادلات القوة بشكل كبير وكانت رشقات الصواريخ الفلسطينية ردة فعل على ما حصل من أحداث في حي الشيخ جراح والمسجد الأقصى، لذلك كانت تسمية المعركة بسيف القدس، وهو دلالة على جهوزية المقاومة وامتلاكها المبادرة الدفاعية والهجومية في الوقت نفسه، وقد جاءت هذه الأحداث لإبراز قوة المباغتة التي تمتلكها الفصائل التي تتمنى تلقين العدو درساً في الوقت المناسب وقد حان.

 

رابعاً. إن وقفة الشعوب المسلمة مع الشعب الفلسطيني كانت مثيرة للفخر والاعتزاز، وساهمت في كسب تعاطف الرأي العام العالمي، ما أسهم في أعادة قضية الأقصى ومظلومية الشعب الفلسطيني للواجهة من جديد، ومثلت إحراجًا للغرب وعزلة للكيان الغاصب الذي يبقى غاصباً لهذه الأرض مادام الأحرار متيقظون.

 

ويعطي الحق- أمام الرأي العام الدولي- للمقاومة الفلسطينية في الدفاع عن وطنها واعتبارها قوة شعب ودولة مهمتها مقاومة المحتل والوقوف نداً قوياً أمام غطرسته وطغيانه.

 

وتكمن إدامة هذه التحركات الشعبية من خلال التركيز على محاولات العدو أغتصاب أملاك أصحاب الأرض ومصادرتها من سكانها الأصليين، وأساليب العنف المستخدمة في ذلك، وكذلك استهتار العدو في الإمعان بإستخدام القوة المفرطة ضد المدنيين في غزة، بما يجعل القضية فاعلة ومستمرة في قلوب الشعوب وأروقة المنظمات الدولية لإدانة الكيان الغاصب ومن يدعمه الذي يبدو انه أمسى قليلًا بفضل الله وجهود المخلصين.

 

خامساً. دخول الأنظمة الداعمة للكيان الغاصب على خط الأزمة جاء بعد بروز قوة المقاومة وانهيار الدفاعات والتحصينات الاسرائلية، من أجل التهدئة ومنعاً لتوسع المقاومة نحو الشمال الفلسطيني وهو ما حصل بالفعل من إطلاق عدة صواريخ من الجانب السوري واللبناني، ما يعني إحتمالية تحول الصراع الى حرب مفتوحة من جبهات عدة ودخول المقاومة اللبنانية على خط المواجهة، وما أدراك ما حزب الله!

 

سادساً. إن هذه الأحداث الأخيرة جاءت بما لا تشتهي سفن المطبعين، ووضعتهم في خانة الحيرة والإحراج أمام شعوبهم والرأي العام والشعب الفلسطيني على وجه الخصوص، بل أظهرت هشاشة تفكير تلك الأنظمة وتابعيتها للقرار الأمريكي البراغماتي، وخدعة إتفاق السلام الذي حاولوا إيهام شعوبهم فيه، لذلك ستكون أفضل حالاتهم التي سيعملون عليها هي التوسط بين الكيان والمقاومة الفلسطينية، ودفع الديات نيابة عنهم!

 

سابعاً. ختاماً نقول كان للجمهورية الإسلامية الدور الأبرز والتأثير الكبير في تحويل مسار المقاومة إستراتيجيًا وتحصينها أمام العدو بل جعلت الجهوزية بإتجاه دك العود في عمق قواعده المنيعة كما كان يعتقد في السابق؛ وهذا الأمر لم يحصل لولا الدعم في الجانب الروحي المتمثل بإحياء يوم القدس العالمي واستمراه لأجيال ما جعل القضية الفلسطينية حاضرة في قلوب الفلسطينيين خاصة والأمة الإسلامية عامة والشعوب الحرة بشكل أعم، وهو ما ظهرت نتائجه من تلاحم عالمي أسرّ الصديق وأبغض العدو.

 

 

 

*ممثل كتلة النهج الوطني  في طهران

24 أيار 2021