qodsna.ir qodsna.ir
الأحداث أكدت صوابية رؤيته..

فتحي الشقاقي في ذكراه الخامسة والعشرين أكثر حضوراً رغم الغياب

خمسة وعشرون عاماً تمر على غياب واستشهاد المؤسس الدكتور فتحي الشقاقي رحمه الله...ورغم تماسك الحركة فى السنوات الخمس والعشرين، إلا أننا لا زلنا نشعر بالفجيعة ووجع الغياب...

وكالة القدس للانباء(قدسنا) كتب: الشيخ نافذ عزام عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي: خمسة وعشرون عاماً تمر على غياب واستشهاد المؤسس الدكتور فتحي الشقاقي رحمه الله... ورغم تماسك الحركة فى السنوات الخمس والعشرين، إلا أننا لا زلنا نشعر بالفجيعة ووجع الغياب...لم يكن فتحي الشقاقي مجرد قائد لجماعة سياسية مجاهدة، ولكنه كان أيضا زعيما من ذلك الطراز الذي لا يتكرر كل يوم ، كان يمتلك قدرة مذهلة على قراءة الواقع واستشراف المستقبل ... امتلك معها رؤية واضحة لتاريخنا بأدق وأوجع تفاصيله...ولاحقا حول قراءته ورؤيته الى اجتهاد عظيم غيّر مسار هذا الصراع برمته.

 

لقد أعاد الدكتور الشقاقي الفاعلية للعمل الإسلامي في فلسطين وأعطى حيوية كبيرة لقيم الإسلام بتقريبها من أخطر وأهم قضايا العصر _القضية الفلسطينية _ وكان يدرك وبوعي قرآني وتاريخي مشرق أن فلسطين هي القضية المركزية للفلسطينيين والعرب والمسلمين وأن هذا الشعار يجب أن يستنفر كل تيارات الأمة ومكوناتها لتكون صفاً واحداً في مواجهة المشروع المضاد ...وآمن دوماً أن هناك فرصة لتشكيل هذا الاصطفاف الإسلامي والقومي والوطني وبذل جهداً كبيراً لإنجاح الحوار بين هذه التيارات باتجاه بناء هذه الجبهة الواحدة. لقد واجه الشقاقي المحطات الصعبة بإيمان وعناد وكانت "أوسلو" ربما أكثر تلك المحطات صعوبة وحساسية واجهها الشقاقي منذ لحظاتها الأولى بتصميم على تجنب الصدام الداخلي وفي ذات الوقت العمل بقوة على إسقاط ذلك الاتفاق، وأكد بكل مناسبة أن هذا الاتفاق مجحف وأن الشعب الفلسطيني لن يخضع وأن ذلك الاتفاق لن ينجح.

 

ونظن أن الأحداث أكدت صوابية رؤيته، وكان الشعب الفلسطيني تماماً كما توقع المؤسس الشهيد .

 

لقد أكد أيضا الدكتور المؤسس على ضرورة وحدة العمل الإسلامي المقاوم حتى يكون نموذجاً لكل الشعب ولكل الأمة.

 

بعد خمسة وعشرين عاماً يتأكد حضور حركة الجهاد الإسلامي وصلابة مواقفها وبرنامجها ويتأكد للجميع أن القضية الفلسطينية لا يمكن أن تموت.

 

على مدى كل تلك السنوات ظهرت مشاريع لتصفية القضية الفلسطينية وسقطت بفضل الله أولاً وببركة جهاد هذا الشعب ودماء شهدائه وحتى المشاريع المعاصرة اليوم ستفشل بإذن الله...يموت القادة ويستشهدون ويبقى ذكرهم مؤثراً وملهما وكأنهم لا زالوا بيننا...هكذا هم القادة الذين أشعلوا أعمارهم وحياتهم قناديل لشعوبهم وأمتهم ، وفتحي الشقاقي خير نموذج للقائد الذي تبقى أفكاره حية وملهمة حتى بعد سنوات وعقود من موته .

 

التحية للمؤسس الشهيد التحية لكل الشهداء الذين مضوا على هذه الطريق ولن تسقط الراية بإذن الله .