هل تستطيع إسرائيل
ضمان أمن الإمارات؟

أحمدرضا روح الله زاد
وكالة القدس للانباء(قدسنا) أحمد روح الله زاد: أعلن مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي للشؤون الثقافية، عمر غباش ، في تصريح لـ"فوكس نيوز" أنه "سيكون هناك شكل من أشكال التعاون الأمني مع اسرائيل كجزء من الصفقة الأكبر مع استمرار التوترات مع إيران في التصاعد في المنطقة". السؤال الذي يطرح نفسه في هذا المجال هو: هل تستطيع إسرائيل ضمان أمن الإمارات؟
قبل كل شيء يجب التأكيد علي ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية لاتريد استهداف دول الجوار بل انها وفي الكثر من الأحيان اتبعت إستراتيجية ضبط النفس رداً علي بعض السياسات العدوانية المتخذة من قبل بعض الأنظمة في المنطقة.
كافة بلدان المنطقة تعرف جيداً بأن إيران لديها القدرة علي الرد علي كل إجراء يهدد مصالحها وأمنها القومي. إيران دولة قوية أثبتت عدة مرات بأنها ترد بقوة في الزمان والمكان المناسب علي الخطوات العدوانية.
والدليل علي ذلك ان إيران ردت علي عدة اجراءات عدوانة حيث قامت باحتجاز ناقلة نفط بريطانية عقب إعلان تمديد احتجاز ناقلة إيرانية من جانب سلطات جبل طارق. كما قام الدفاع الجوي للحرس الثوري أسقط طائرة مسيرة أمريكية اخترقت أجواء الجمهورية الإسلامية. والطائرة المسيرة، وهي من طراز غلوبال هوك (تصنعها الشركة الأمريكية نوثروب غرونمان)، تم إسقاطها بنيران الدفاع الجوي للقوة الجوفضائية للحرس الثوري.واستهدف الحرس الثوري قاعدة عين الأسد التي تضم قوات أمريكية في غرب العراق ردا عيل جريمة اغتيال الشهيد قاسم سليماني. هذا بالإضافة إلي استهداف القوات الصاروخية للحرس مواقع لتنظيم داعش في محافظة ديرالزور وكذلك مواقع الإرهابيين في كردستان العراق.
إيران تريد علاقات مع الدول المنطقة علي أساس حسن الجوار. انها قدمت "مبادرة هرمز للسلام"، لإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة. لكن منع ذلك انها لن تتساهل مع أي جهة تريد العبث بالأمن القومي الإيراني.
التصريحات التي اطلقها مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي للشؤون الثقافية هي تصريحات خادعة تحمل رسائل تهديد لإيران. إنه يهدد إيران الكبيرة بإسرائيل المحتلة، في ظروف تعيش فيها إسرائيل حالة انعدام أمن، بالإضافة إلي انها تعيش حالة قلق من صواريخ إيران الدقيقة وبعيدة المدي، فمن يستطيع استهداف الكيان الصهيوني يمكنه تدمير الإمارات بسهولة.
الإمارات تفتقد للعمق الإستراتيجي خاصة وان ايران قادرة على استهداف جميع قواعد العدو في المنطقة. يبدو ان شيوخ الإمارات تنساوا بأنهم ارسلوا وفدا من خفر السواحل الإماراتي إلي طهران وطلبوا منها التعاون المثمر. كما ان تناسوا بأن إيران قوة اقليمية لايمكن مهاجمتها وحتي أميركا لاتريد الدخول في حرب معها والدليل علي ذلك هو ان أميركا بدأت بسحب قواتها من المنطقة بضغط من محور المقاومة.
لاشك ان زعزعة أمن الإمارات سوف تؤثر سلباً علي التجارة في هذا البلد، الأمر الذي سوف يدخل الإمارات في مستنقع أزمات. علي حكام الإمارات توخي الحذر قبل إتخاذ أي إجراء.
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS