التطبيع من كمب ديفيد
حتي ابوظي والمصير واحد!

محمد شاهدي
وكالة القدس للانباء(قدسنا) محمد شاهدي*: لم تمر أيام كثيرة علي حادث انفجار مرفأ بيروت الذي خلف عشرات القتلى وآلاف الجرحى؛ حتي انفجرت قنبلة إعلامية تحدثت عن التوصل إلي اتفاق إماراتي إسرائيلي وتطبيع العلاقات بينهما. لم يكن هذا اتفاقاً جديداً، بل هو استكمال لعلاقة كان الطرفان يعملان عليها لفترة من الوقت. الجديد في هذا الإتفاق هو ان الإمارات وبإعلانها عن التوصل إلي اتفاق مع الكيان الصهيوني قد خرجت من تطبيعها السري مع الاحتلال إلى العلن.
لقد أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخميس الماضي أن الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل توصلتا إلى "اتفاق سلام تاريخي" يسمح للبلدين بتطبيع العلاقات بينهما. الجدير بالذكر ان الإمارات لم تشارك حتي في حرب واحدة ضد إسرائيل، الأمر الذي يطرح تساؤولات حول الهدف الأساسي الذي دفعها للتطبيع مع الاحتلال الذي لم يهددها ولم يكن عدوا لها!
قبل كل شيء يجب التأكيد علي ان كل ما تشهده المنطقة من تحركات وخطوات غربية يأتي في إطار الحفاظ علي أمن إسرائيل والحفاظ علي بقاء الكيان العنصري الذي زرعه الاستعمار في المنطقة.
وهناك اسئلة تطرح في هذا المجال منها: لماذا تم الاعلان عن هذا الإتفاق في ذكري انتصار المقاومة في حرب تموز؟ لماذا اعلن عن الإتفاق بعد يوم من كلمة الأمين العام لحزب الله؟ لماذا تم الاعلان عنه بعد يوم من إنفجار مرفأ بيروت؟ ولمذا جاء بالتزامن مع موجة الاحتجاجات التي تشهدها الأراضي المحتلة؟ لماذا جاء الإعلان بعد تنحى المبعوث الأميركي الخاص بإيران براين هوك، الذي كان يقود خط الرئيس دونالد ترامب المتشدد تجاه طهران، عن منصبه ولماذا جاء قبيل فشل الولايات المتحدة لتمديد الحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة على توريد السلاح لإيران؟
للإجابة علي هذه الأئسلة يجب الانطلاق من هذه الحقيقة القائلة بأن قادة الاحتلال والقادة الأميركان بحاجة ماسة لانتصار وهمي لتصدر أزماتهم الداخلية أو للتغطية عليها.
ترامب يعاني من ازمات داخلية كبيرة خاصة في الوقت الراهن ومع اقتراب موعد الانتخابات. تفشي فيروس كورونا ليس الأزمة الوحيدة التي تعاني منها الولايات المتحدة، بل تعاني من أزمات اجتماعية واقتصادية.
نتنياهو يعاني من ازمات داخلية سياسية واجتماعية. انه متهم بقضايا فساد وفي صراع مستمر مع غانتس الذي يريد الاطاحة بنتنياهو والوصول إلي رئاسة الوزراء.
وعليه يمكن القول إن نتنياهو وترامب بحاجة إلي حدث سياسي كبير يخطف الأنظار. الإمارات وبعد الاستقلال عام 1971 أظهرت نفسها بأنها دولة داعمة للشعب الفلسطيني وطموحاته، لكنه وخلال السنوات الماضية أقامت علاقات سرية مع الاحتلال وتعاونت مع الصهاينة.
الإمارات التي كانت تسعي إلي التحول لدولة مؤثرة وقوية أصبحت اليوم تعاني من أزمات عديدة خاصة بعد ان انضمت للسعودية في عدوانها ضد الشعب اليمني.
إن التجارب السابقة أثبتت بأن اسرائيل لاتلتزم بالوعود، لذا لايمكن الوثوق بالكيان الصهيوني وزعمائه.
يبدو اننا وفي المستقبل القريب سوف نشهد تطورات مهمة تدل علي ندم الإمارات من خطوة التطبيع مع العدو الصهيوني وكذلك عزلة هذا البلد في العالمين الإسلامي والعربي. غضب الشارع العربي والإسلامي سيزداد يوماً بعد يوم. علي حكام الإمارات ان يعتبروا من التأريخ لكي لايكون مصيرهم كمصير صدام حسين، ومحمد رضا شاه، وحسني مبارك، ومعمر القذافي، وعلي عبد الله صالح، وزين العابدين بن علي، ومحمود عباس. لقد أصبحت الإمارات سير علي نفس النهج الذي سارت عليه السعودية من قبل وهو التبعية للقوي الغربية.
وختاماً نقول إن كافة مؤامرات الأعداء الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية وتضييع حقوق الشعب الفلسطيني ستبوء بالفشل لامحالة.
*خبير في الشؤون السياسية
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS