ما هو مصير الصحفيين الإسرائيليين الذين ينتقدون نتنياهو؟

وكالة القدس للأنباء(قدسنا) فاجأت في التلفزيون الإسرائيلي خلال برنامج (أستوديو الأسبوع) في القناة الـ12 بالتلفزيون الإسرائيلي الصحافية والمحللة السياسية رينا متسليح المتابعين حين قالت: “أنا أوجّه كلامي لنتنياهو وابنه وزعرانه لن نرتدع ولن تخيفونا ولن تستطيعوا قمع حرية الصحافة في إسرائيل، على حدّ تعبيرها، وقالت بانفعال شديد إنّ إخوتي يقومون بإيصالي إلى مكان عملي في التلفزيون الإسرائيلي خشية أنْ يتعرض لي زعران اليمين المتطرف ويعتدون عليّ، مُضيفة في الوقت عينه بصورة تساؤل: إلى هذا المستوى وصلت الأمور؟”، على حدّ تعبيرها.

وتدخل المحلل الإسرائيليّ المُخضرم والمعروف، أمنون ابراموفيتش، وقال إنّ نتنياهو يهدد بحبس زميلهم رفيف دروكر، وهو يعمل محللاً سياسيًا في القناة الـ13 في التلفزيون الإسرائيلي، لأنّه كشف أسرار عن ملفات الفساد الخاصّة بنتنياهو، وأضاف أنّ الصحافيين الذين ينتقدون نتنياهو يشعرون بالخطر وأنّ هذا معيب على إسرائيل ومعيب للصحافة الإسرائيليّة، طبقًا لأقواله.

وأضافت رينا متسليح قائلةً إنّ هذه أساليب لا يمكن أنْ تنجح ولن يقمع احد الصحافيين الإسرائيليين وأنهم سيقولون الحقيقة، وإذا كان نتنياهو يريد أنْ يتحكم بكلّ شيء في إسرائيل فإنهم سيتصدون له، على حدّ تعبيرها.

وفي خضم النقاش تدخل رئيس تحرير صحيفة “إسرائيل هايوم”، بوعاز بيسموت، المجانية والموالية لنتنياهو وهو سفير سابق لكيان الاحتلال، وحاول خلط الأوراق وقال إنّه أيضًا يتعرّض لانتقادات عبر الفيسبوك، وهنا احتج معظم الصحافيين عليه وقالوا له إنّ صحيفته موالية لنتنياهو ولا يتعرض هو لتهديد، وهذه محاولة لخلط الأوراق لأنّه من يتم تهديدهم هم الصحافيون اليساريون وفي حين إن صحافيين من اليمين لا يتعرضون للتهديد، وقاموا بإسكاته على الفور، كما دار في الأستوديو في النشرة المركزيّة يوم الجمعة الماضي.

في السياق عينه نشر المحلل روغل ألفير مقالاً في صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية هاجم فيه بشدّة رئيس الوزراء نتنياهو على تعامله مع وسائل الإعلام التي لا تؤيّده، لافتًا في الوقت عينه إنّه بالنسبة لنتنياهو فإنّ نشر أيّ معلومةٍ تُسبب له الأذى، هو بمثابة عملية إجراميّة، وهذا النشر، أضاف يُحتّم على السلطات الإسرائيليّة زجّ الصحافيّ المسؤول عن الخبر في السجن فورًا. وتابع قائلاً إنّ النظرة لكلٍّ من جورج فلويد، الذي خنقته الشرطة الأمريكيّة للموت، وللصحافيّ الإسرائيليّ، رفيف دروكر، كاشِف قضايا نتنياهو، والمسؤول عن صفحة الآراء في صحيفة (نيويورك تايمز)، الذي أُقيل بسسب نشره مقالاً لسيناتور أمريكيّ دعا فيه الشرطة إلى قمع المتظاهرين، قال إنّ النظرة متشابهة جدًا، وتختلف فقط في التطرّف، على حدّ تعبيره.

وأورد مثالاً على التصرّف الإسرائيليّ خلال الحجر الصحيّ الذي تمّ فغرضه من قبل السلطات الإسرائيليّة على جميع سكان الكيان، حيث عملت وسائل الإعلام جميعها على إظهار الإجماع والمُشترك خلال النقاش الذي دار حول معالجة الحكومة للجائحة، أمّا أولئك الذين قاموا بالتغريد خارج السرب، تابع المحلل الإسرائيليّ، فتعرّضوا لعمليات شيطنةٍ، مُشيرًا إلى أنّه بسبب الحملات على مواقع التواصل الاجتماعيّ التي شملت ألفاظًا بذيئةً جدًا ضدّ كلّ مَنْ يُعارِض سياسة الحكومة أخافت الكلّ الإسرائيليّ، مُستنتجًا بأنّ سياسة التهديد والوعيد نجحت إلى حدٍّ كبير، وبات الساسة ينشرون على وسائط التواصل الاجتماعيّ ويعتذرون مُسبقًا، كما قال.

وكشف النقاب عن أنّه بالإضافة إلى تفعيل جهاز الأمن العّام (الشاباك) في ملاحقة المرضى بأمرٍ من الحكومة الإسرائيليّة، فإنّ الأوامر الجاهزة لساعات الطوارئ، التي ما زالت كما هي منذ انتهاء الانتداب البريطانيّ في فلسطين، عام النكبة 1948، ما زالت حاضرة وجاهزة وتسمح لشرطة إسرائيل بالقيام بالتحقيق مع كلّ شخص في الكيان على نشره أخبارًا غيرُ صحيحةٍ، وختم بالقول إنّ زجّ الصحافيين الإسرائيليين في السجن هي مسألة وقت، ليس إلّا، على حدّ تعبيره.

رأي اليوم