فيروس كورونا يفاجئ
الأنظمة العربية

حسين رويوران
وكالة القدس للانباء(قدسنا) حسين رويوران:
إن فيروس كورونا المستجد الذي وصل إلي كافة انحاء العالم، أثر بشكل كبير وواسع علي الدول العربية ما جعل مراقبون يؤكدون علي أن الظروف المستقبلة في هذه البلدان ستكون مختلفة عما كانت عليه قبل تفشي الفيروس.
بعد ان وصل فيروس كورونا إلي البدان العربية شهدت هذه الدول تغييرات اجتماعية واقتصادية وسياسية كبيرة.
تفشي فيروس كورونا في البلدان العربية كشف عن عجز القطاع الصحي في هذه البلدان خاصة البلدان النفطية، وبذلك ثبت ان هذه البلدان لاتمتلك برامج وطنية للتأمين الصحي للتعامل مع الأزمات.
في السنوات الماضية أخذت قضية علي السطح قضية الأمن العسكري والأمن الغذايي في العالم، مادفع الدول والحكومات لاتخاذ الاجراءات اللازمة لتفادي الأزمات المستقبلية وذلك عبر تخزين المعدات العسكرية والمواد الغذائية لتكون كافية لفترة تستغرق ما بين ستة اشهر حتي سنة.
إن ظهور وتفشي فيروس كورونا شكل مفاجأة كبيرة للدول التي خططت للأزمات المستقبلة، خاصة وان هذه الدول عجزت على صعيد تنفيذ البروتوكولات الصحية والوقائية. اليوم تزايد إدراك الدول بالحاجة إلي اعتماد خطط توسعة للبنية التحتية للرعاية الصحية وكذلك تطوير المستشفيات والمراكز الصحية.
صحيح ان الأزمة الحالية هي ازمة عالمية لاتختص بالعالم العربي فحسب لكنها حدة الأزمة في الدول العربية ملحوظة أكثر من أي مكان آخر في العالم. بعض الدول العربية الفقيرة كمصر تكتمت الجهات المعنية علي الاحصائيات وعدد الإصابات خشية التأثير على الوضع الاجتماعي.
ان الدول العربية عجزت عن احتواء الأزمة بالرغم من امتلاكها بعض الادوات إلي جانب امتلاكها اموال طائلة. علي العكس من هذه الدول، تمكن الصين ان تستخدم تقنياتها الحديثة لاحتواء الأزمة ومنع انتشار الفيروس في حين اكتفت الدول العربية بتوزيع المواد الغذائية علي الأسر وكذلك اعتماد سياسة التباعد الاجتماعي.
ان تفشي فيؤوس كورونا في البلدان العربية أثر سلبا علي القطاع الاقتصادي حيث انه اثر بشكل مباشر علي اسعار النفط. إلي جانب هذا، شهدت البورصات العربية سقوطا غير مسبوق. إن سقوط أسهم أرامكو السعودية عرقل الكثير من الخطط التي كان يخطط لها محمد بن سلمان.
يري مراقبون ان الوضع المتردي الحالي في الدول العربية نتيجة تراجع اسعار النفط سوف يدخل العالم فط مرحلة جديدة يستغني فيها عن النفط، الأمر الذي يعد بمثابة انهيار اقتصاد الدول العربية التي بنت اقتصادها علي النفط.
فيروس كورونا أثر ويوثر علي طبيعية العلاقات السياسية ايضا. الدول العربية كانت تعول علي امريكا في معالجة الأزمات، لكنها اليوم تيقنت بأن امريكا نفسها عاجرة عن الاحتواء الأزمة. في المقابل تمكنت الصين من ارسال طواقم طبيعية للبلدان الاوربية بهدف مساعدتها علي تفشي الفيروس.
إضافة إلي أزمة تفشي فيروس كورونا، تعاني بعض الدول العربية من ازمات داخلية بعضها يتعلق بقضية انتقال الحكم. ان ماشهدته السعودية في الأشهر الماضية خاصة بعد اعتقال عدد من كبار الأمراء، بناء على أوامر من ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان؛ هو دلالة علي ان السعودية مقبلة علي تطورات خطيرة قد تؤدي إلي انهيار النظام السعودية.
من جهة أخري السعودية فشلت في تحقيق اهدافها في اليمن لكنها تتجنب الاعتراف بالهزيمة. تشير بعض الاحصائيات إلي ان تكلفة حرب السعودية على اليمن بلغد 300 مليار دولار حتى الآن، لكنها بالرغم من ذلك فشلت في تحقيق اطماعها في الاراضي اليمنية.
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS