ماذا تعني نتائج
الانتخابات الإسرائيلية؟

سعيد رضا دلشكيب
وكالة القدس للانباء(قدسنا) نشرت وسائل اعلام الاحتلال الإسرائيلي نتائج انتخابات الكنيست الإسرائيلي والتي أظهرت تفوق حزب الليكود الذي يترأسه بنيامين نتنياهو على حزب "أزرق أبيض" الذي يترأسه بيني غانتس بفارق 3 مقاعد، ما يمكن نتنياهو من تشكيل حكومة بعد عام من الفراغ السياسي. إن تمكن نتنياهو من تشكيل حكومة لايعني تمكنه من حكومة قوية قادرة علي الاستمرار، بل انه سوف يشكل حكومة ائتلافية أكثر هشاشة من تلك التي انهارت بعد خروج ليبرمن منها. ان نتائج الانتخابات التي أجريت مؤخرا في اسرائيل ستوفر له حصانة(فقط) من الملاحقة القضائية في قضايا فساد(قدمت بحقه ثلاثة لوائح اتهام).
ومهما يكن ان نتائج الانتخابات الاسرائيلية يمكن تحليلها في ثلاثة مستويات؛ داخلية والقليمية ودولية. لذا فان دلالات هذه الانتخابات ونتائجها تختلف باختلاف مستوي التحليل. في الداخل سوف تشهد اسرائيل المزيد من الصراعات الداخلية(اما بين الأحزاب المتخاصمة واما صراع علي الحقائب الوزارية). أما علي المستوي الخارجي سوف تسير اسرائيل نحو التوتر والتصادم مع القوي الإقليمية والدولية خاصة الدول الاروبية.
- المستوي الداخلي: إن نتائج الانتخابات الاسرائيلية تؤكد بأن الأراضي المحتلة سوف تشهد تعزيز مواقف الأحزاب اليمنية المتطرفة؛ فانتهاك حرمة المقدسات الإسلامية في فلسطين سيأخذ وتيرة متصاعدة وستكون مدعومة من قبل الأحزاب التي سوف تنضم للائتلاف الحكومي. إلي جانب ذلك سوف تتصاعد وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية والقدس المحتلة. أما غزة فوضعها سيزداد سوءا لأن اسرائيل سوف تقوم بفعل كل ما بوسعها لتضييع الخناق ضد هذه المنطقة التي تحتضن المقاومة.
من جهة ثانية، سوف تزداد الهوة بين الأحزاب الإسرائيلية اليمنية واليسارية بسبب السياسات التي سوف ينتهجها نتنياهو ضد الاحزاب المعارضة لتوجهاته. الأيام القادمة سوف تشهد صراعات كبيرة بين القادة الصهاينة كما سوف نشهد ظهور الصهيوني ذات الأصول الروسية، "افيغدور ليبرمان" علي الساحة السياسية من جديد؛ لكن هذه المرة هل يصمد ليبرمان أم سيجر اسرائيل لانتخابات مبكرة مرة أخري؟
-المستوي الاقليمي: إن السياسات والممارسات الإسرائيلية الأخيرة أثبتت بأن اسرائيل زادت من عدوانيتها تجاه دول محور المقاومة وعلي رأسه إيران. من جهة ثانية تسعي اسرائيل بشتي الوسائل والسبل لتطبيع علاقاتها رسميا مع الانظمة العربية، مستخدمة التهويل والتخويف من ايران أداة لتحيق هذا الهدف. بالإضافة إلي ذلك، قامت-وبدعم من إدارة ترامب- باتخاذ عدة اجراءات عدوانية ضد سوريا والقوات الحليفة لها(ايران وروسيا وحزب الله). فاسرائيل في حالة مواجهة مع الدول المنطقة. وربما ستتجه اسرائيل نحو تركيا في ظل التوتر الحاصل في العلاقات بين انقرة وموسكو. إلي جانب هذه كله، سوف تشدد سياساتها التدخلية في كل من لبنان والاردن بهدف زعزعة أمن واستقرار البلدين، لأن ضمان أمن اسرائيل مرهون بتأزيم الأوضاع في الدول المجاورة.
*المستوي الدولي: ابتعدت اسرائيل عن الموقف الأوروبي الداعم لحل الدولتين خاصة بعد طرح الشروع الأمريكي المسمي"صفقة القرن". وفي ظل التطورات التي تشهدها المنطقة ومستقبلا خروج القوات الأمريكية من المنطقة؛ قد تقوم اسرائيل بتوقيع اتفاقية دفاعية مشتركة مع امريكا، خاصة في ظل تغيير موازين القوي في المنطقة لصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS