وارسو وزيف المتاجرين
بالقضية الفلسطينية

جليل هاشم البكاء
وكالة القدس للانباء(قدسنا) طهران- تابعنا بالكثير من الترقب المؤتمر الذي عقدته امريكا في العاصمة البولندية وارسو، علي مدار يومين. وقد تبني المؤتمر هدفا عريضا هو تشجيع الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، لكن المؤتمر وآلايته ومخرجاته لم تكن مصمة لتحقيق هذا الهدف، بل لتحقيق أغراض أخري تتعلق بالحفاظ علي مصالح قوي الهيمنة بالاضافة إلي توفير مصالح الكيان الصهيوني وأمنه.
وبهذا الخصوص، أجرت وكالة القدس للانباء(قدسنا) مقابلة مع الكاتب والمحلل السياسي العراقي«جليل هاشم البكاء» واستفسرته عن أسباب عقد مؤتمر وارسو ومخرجاته وما تمخض عنه من نتائج وقرارات.
ورداً علي سؤال حول الرابح من الخاسر من عقد مؤتمر وارسو وايضا أهداف الادارة الأمريكية من عقد هذا المؤتمر في الفترة الراهنة، قال البكاء: على عكس كل ما يشاع ويقال ويراد أن يسوق له ، فإن مؤتمر وارسو وما نتج عنه هو في صالح المقاومة والقضية الفلسطينية المقدسة، لأن المؤتمر قد كشف للشرفاء والاحرار زيف المتاجرين بالقضية الفلسطينية ، فهناك فارق كبير بين من يتحدث باسم القضية وبين من يعمل في سبيلها. أما عن أسباب عقد المؤتمر، فان ما اضافته المقاومة لرصيدها دفع الدعداء لاتخاذ خطوات لضرب المقاومة خاصة بعد أن توسعت مساحة الحاضنة الشعبية للمقاومة وشرعيتها.
ونوه البكاء إلي أن اقطاب واطراف المؤامرة والخيانة لايمتلكون بل مملوكين، مضيفا ان ما حصل عليه نتنياهو استرجعته المقاومة من خلال خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ، وكذلك المواقف الاخرى لرموز المقاومة في اليمن، العراق والجمهورية الإسلامية الإيرانية.
ورداً علي سؤال حول سعي بعض الأنظمة العربية إلي تطبيع علاقاتها مع اسرائيل، قال الكاتب والمحلل السياسي: إن مواقف الحكومات والانظمة الرجعية تؤكد الحرص على البقاء في الحكم حتى ولو كان الثمن الكرامة والتخلي عن الارض والعرض. وأوضح البكاء: «لقد أسست في كتابي عن التطبيع المعنون بكش ملك ، اسست لقاعدة ومعادلة وهي انه كلما ضعفت وقلت شرعية الحكومات والاحزاب والافراد وانحسرت قاعدتها الشعبية صار اتجاه البوصلة نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب.
واضاف ان محاولات التطبيع مع الكيان الصهيوني ليست بالأمر الجديد، فهذه الانظمة قد ورثت الحكم والمنهج مع السابقين لهم من الاباء والاجداد المطبعين مع الباطل.
وفي الختام أشار الكاتب والمحلل السياسي العراقي إلي دور الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الدفاع عن القضية الفلسطينية والمقاومة وقال: إن إيران دعمت القضية الفلسطينية منذ انتصار الثورة حيث قامت بطرد السفير الإسرائيلي وحولت سفارة اسرائيل إلى سفارة فلسطين وانهت بذلك مرحلة طويلة من الدعم للصهاينة. إن ايران كانت هي المستهدف الأول من خلال الحشد الذي عمل له الشيطان الاكبر بجمع الضغفاء والسفهاء. إن الثورة الإسلامية المباركة بمرتكزاتها الاساسية قادرة على ان تفشل وتجهض احلام واوهام محور الشر ، فاساس الثورة هو «نحن قادرون»، ومعرفة العدو الرئيسي وهو الشيطان الاكبر، لذا فكل الأمل بالمستقبل من خلال الثقة بالله سبحانه وتعالى وماتقدمه الجمهورية الإسلامية المباركة.
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS