خلال ندوة إعلامية أقيمت تحت عنوان«فشل استراتيجية الغرب في مواجهة الثورة الإسلامية طيلة اربعة عقود»
كوشكي: إنشاء المنظمات التكفيرية ودعمها كان إحدي استراتيجيات الغرب لمواجهة الثورة الإسلامية

أكد الخبير في الشؤون السياسية، محمد صادق كوشكي، ان إنشاء المنظمات التكفيرية كداعش واخواتها، وتقديسم الدعم المتواصل لها كان إحدي استراتيجيات الغرب لمواجهة الثورة الإسلامية، ووذلك بعدما عجز الغرب عن القضاء عليها بشكل كامل.
وكالة القدس للانباء(قدسنا) طهران- أقيمت بعد ظهر اليوم(الثلاثاء) ندوة إعلامية تحت عنوان«فشل استراتيجية الغرب في مواجهة الثورة الإسلامية طيلة اربعة عقود»؛ بحضور الأكاديمي والخبير في الشؤون السياسية، «محمد صادق كوشكي، والأكاديمي«محمد عسكر خاني»، وذلك في مقر جمعية الدفاع عن الشعب الفلسطيني في العاصمة الإيرانية.
في البداية تحدث الكاتب والمحلل السياسي«حسين رويوران»، عن الميزة الأساسية التي تميز الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني(رض) عن باقي ثورات العالم، وقال: إن الايمان بالغيب والوعود الالهية هي النقطة الرئيسية التي تميزت بها الثورة الإسلامية عن باقي الثورات.
واضاف رويوران: إن الثورة ما كانت لتنتصر لولا الايمان بالغيب وما وعد به الله سبحانه وتعالي، وإذا نظرنا إلي انجازات الثورة خلال العقود الأربعة الماضية لرأينا بأنها تحققت عبر الايمان بالله وما وعد به.
من جهته تحدث الأكاديمي والخبير في الشؤون السياسية، الدكتور محمد صادق كوشكي، عن أهم الاستراتيجيات التي اتبعها الغرب لمواجهة الثورة الإسلامية ومنجزاتها وقال: إن الغرب اتبع عدة استراتيجيات لضرب الثورة الإسلامية، لكن قبل ذلك طرحت عدة رؤي في الغرب اوضحت الطريق لمواجهة قيم الثورة وأهدافها.
واضاف كوشكي: ان من اهم الرؤي الغربية تجاه الثورة الإسلامية ريتشارد ميلهاوس نيكسون، احد رؤساء امريكا، حيث أكد بأن الثورة الإسلامية ثورة واسعة اجتازت حدود الدول و وصلت إلي كافة دول العالم الثالث. انها ثورة حلت محل الفكر الماركسي، واستطاعت أن تجعل الفكر الاسلامي الفكر السائد والمسيطر علي دول المنطقة. وأوضح كوشكي: ان هذه التصريحات اطلقت بعد مرور اربعة اعوام من الثورة فقط.
الرؤية الثانية هي رؤية عالم الاجتماع الشهير غيدنز، حيث قال ان الثورة الإسلامية غيرت مسار الأحداث ووجهت الأنظار نحو القضايا المعنوية بعدما كانت تسير نحو الأحداث تسير نحو المادية.
وتابع كوشكي: ومن تلك الرؤي يمكن الاشارة إلي رؤية تافلر حيث أكد بأن الثورة الإسلامية اجازت الحدود الجغرافية وغيرت المفاهيم والقيم السائدة قبل انتصارها، وبالتالي هي ثورة لايمكن مواجهتها. وسبب ذلك ان الثورة الإسلامية هي مجموعة افكار وان الأفكار لايمكن مواجهتها.
وفي جانب آخر من كلمته، أشار كوشكي إلي استراتيجيات الغرب لمواجهة الثورة الإسلامية وقال: إن الغرب وبعد ان عجز عن مواجهة الثورة وتصديرها، قام باتخاذ خطوات تهدف لتشويه سمعة الثورة. انهم حاولوا أن يعرفوا الثورة الإسلامية بأنها ثورة ايرانية شيعية، ومن خلال ذلك ارادوا ابعاد انصار الثورة عن القيم التي تؤكد عليها.
واوضح كوشكي: ان ما قام به حزب البعث العراقي خلال حربه ضد ايران يدخل في إطار استراتيجيات الغرب ومحاولاته لتشويه الثورة الإسلامية، وذلك عبر اطلاق حزب البعث بعض المفردات العنصرية والقومية في محاولة منه لتعريف الثورة بأنها ايرانية وشيعية وليست اسلامية وان الحرب العراقية ضد ايران كانت حرب ضد دولة فارسية.
أما الاستراتيجية الأخري التي اتبعها الغرب لمواجهة الثورة الإسلامية ذكرها الدكتور كوشكي في كلمته، هي ايجاد بديل لثورة الإسلامية وذلك عبر انشاء ودعم المنظمات التكفيرية والوهابية، وهذا ما قد اعلنت عنه امريكا بشكل صريح، بأنها هي التي خلقت داعش واخواتها.
وفي ختام كلمته، أكد الدكتور محمد صادق كوشكي قالا: صحيح ان الاعداء استطاعوا ان يقوموا باتخاذ خطوات لضرب الثورة الإسلامية واستطاعوا ان يحققوا بعض النتائج، لكنهم فشلوا في القضاء اعلي الثورة وفكرها وقيمها التي وصلت إلي جميع انحاء العالم. وكمثال لفشل استراتيجات الأعداء، أشار كوشكي إلي اهم ما دعت اليه الثورة الإسلامية بعد انتصارها وهو دعم القضية الفلسطينية وقال: ان هناك ادلة تثبت بأن الثورة الإسلامية افكار الثورة وقيمها انتشرت في كافة انحاء العالم رغم كل المحاولات المعادية، ومن ذلك احياء يوم القدس العالمي الذي يقام سنويا في كافة الدول الغربية حتي في امريكا وامام البيت الأبيض.
من جهته، تحدث الأكاديمي والمفكر الإيراني، محمد عسكر خاني، عن بعض التحليلات القائلة بأن الثورة الإسلامية في إيران وثلت إلي نهايتها وذلك بسبب ما يقوم به الغرب من خطوات معادية لإيران ونظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقال: إن الثورة الإسلامية في إيران هي استمرار للحركة التي انطلقت من غار حراء، تلك الحركة التي قام بها النبي(ص) بعد كلمة "اقرأ". ثم ان لهذه الثورة جذور تعود لحركات الأنبياء وتاريخ الحضارات، لذا لايمكن القضاء عليها، برغم كل الضغوط والممارسات العدوانية.
وفي جانب من كلمته، أشار عسكر خاني إلي كتابات بعض العلماء والغربيين عن الإسلام قبل انتصار الثورة الإسلامية، وقال: ان العديد من الكتاب والمفكرين الغربيين قد اشاروا إلي صعود وازدهار الاسلام، وذلك قبل انتصار الثورة الإسلامية بسنوات. ومنهم من أكد بأن الثورة قادرة علي الوصول إلي ما عجزت عنه المسيحية.
وأضاف عسكر خاني: ان الثورة الإسلامية في ايران كانت لها رسائل دولية، لذلك شهدت معارضات من قبل القوي الدولية، واستمرت إلي يومنا هذا. ان الأعداء اليوم يشنون حربا اقتصادية وعمنية وثقافية بهدف القضاء علي الثورة الإسلامية، واضعاف ايران الاسلامية، لذلك نراهم يطرحون مثلا قضية الصواريخ بهدف اتخاذ اجراءات مضادة لايران وبرنامجها الدفاعي، وملفات اخري طرحت عبر مجموعة العمل المالي الدولية (FATF) .
وختم عسكر خاني كلمته بالاشارة إلي عنوان الندوة وهو فشل استراتيجية الغرب في مواجهة الثورة الإسلامية طيلة اربعة عقود، و قال : ان الثورة الإسلامية اقوي مما يتحدث عنه الأعداء، فهم غير قادرون علي القضاء عليها، لكن هذا لايعني بأننا يجب ان نتوقف عن العمل، بل لابد من العمل لأن خطوات الأعداء وفعالياتها لضرب الثورة مستمرة.
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS