مَن هو وزير الحرب الإسرائيلي، الذي أثار هذا الأسبوع هزة سياسية في إسرائيل؟
من الذي دفع ليبرمان إلي تقديم الاستقالة؟ المقاومة في غزة أم فشله في منع التواجد الإيرانيّ في سوريّة؟

إن ليبرمان الذي عُيّن وزيرا للحرب في عام 2016، يُعتبر شخصية خاصة وهامة في السياسة الإسرائيلية، ومثيرة للفضول لدى الكثيرين. فما الذي دفعه إلي تقديم الإستقالة؟
وكالة القدس للانباء(قدسنا) تحت عنوان« من أنت، أفيغدور ليبرمان؟» تطرق موقع المصدر الإسرائيلي إلي الهزة السياسية التي شهدها الكيان الصهيوني في الأيام الأخيرة بعد أن استقال وزير الحرب من منصبه بشكل مفاجئ. وكتب الموقع الإسرائيلي: «يبدو أن الأسبوع الماضي كان الأكثر إثارة للضجة في حياة وزير الدفاع(الحرب) الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان. في مؤتمر صحفي، أعلن ليبرمان عن استقالته بشكل مفاجئ، بسبب معارضته للسياسة المعتدلة التي تتبعها الحكومة الإسرائيلية مع حماس في غزة.
من هو ليبرمان؟
وكتب الموقع: يُعتبر ليبرمان الذي عُيّن وزير الدفاع في عام 2016، شخصية خاصة وهامة في السياسة الإسرائيلية، ومثيرة للفضول لدى الكثيرين.
واضاف: «ولد ليبرمان عام 1958 في كيشينيف في مولدافيا (التي كانت جزءًا من الاتّحاد السوفياتي) لأسرة يهودية، وانتقل للعيش في إسرائيل بعد عشرين عاما من ذلك. بعد أن تولى عدة مناصب سياسية صغيرة، جرى بينه وبين بنيامين نتنياهو اتصال، تواصل الاثنان وبدأ ليبرمان بتولي مناصب كبيرة. عندما انتُخب نتنياهو كرئيس للحكومة عام 1996، عُيّن ليبرمان كمدير عام لديوان رئيس الحكومة.
لم يمض وقت طويل حتى تقاعد ليبرمان من وظيفته وأسس حزب “إسرائيل بيتنا”، وهو حزب يميني توجه أيضا للإسرائيليين القادمين من الاتّحاد السوفياتي. وبخلاف أحزاب أخرى، كان هذا الحزب حزب الواحد، مع مؤسّسة حزبية دون قوة، ومن الواضح لجميع منتخبي الحزب بأنّه حزب ليبرمان، حيث لا يمكن عزله. ترشح الحزب منذ ذلك الحين في سلسلة من المعارك الانتخابية، لوحده أحيانا وبالاتحاد مع أحزاب أخرى في أحيان أخرى (مثل الانتخابات الأخيرة عام 2013، التي ترشح فيها مع حزب الليكود بقيادة نتنياهو). منذ عام 2006 حظي ليبرمان بنجاحات غير قليلة في الانتخابات واعتبر قوة سياسية كبيرة، ومنذ عام 2009 تولى منصب وزير الخارجية الإسرائيلي حتى أعلن عن الانتخابات الجديدة (17 أذار).
في أيار 2015، بعد انتهاء الانتخابات الـ 19 للكنيست، أعلن ليبرمان عن انضمام حزبه إلى المعارضة، ولكن بعد مرور سنة من ذلك اتفق مع حزب الليكود على انضمام حزبه إلى الائتلاف وتعيينه وزيرا للأمن.»
وأشار الموقع الإسرائيلي إلي شخصية ليبرمان ومواقفه السياسية، وكتب: «إنّ رسائل ليبرمان السياسية مثيرة للاهتمام. في سنواته الأولى في السياسة كان معروفا بمواقفه الشديدة ضدّ المفاوضات مع الفلسطينيين والسعي للتوصل إلى تسوية سياسية معهم. بالإضافة إلى ذلك، ففي العقد الأخير طرأ تليين خفيف على آرائه، وهو يدعم إقامة دولة فلسطينية بشروط مقيّدة، ولكنه السياسي صاحب القوة الوحيد في إسرائيل الذي يدعم فكرة نقل أراض إسرائيلية، يعيش فيها سكان عرب (مثل أم الفحم)، إلى الدولة الفلسطينية المستقبلية.»
وعن شخصية محمود عباس الذي يعتبره الكثير من المحللين بانه شخصية لاتشكل خطرا علي اسرائيل، يكتب موقع المصدر وهو يتحدث عن وزير الحرب الصهيوني المستقيل: «رغم دعمه لإقامة دولة فلسطينية، لا يرى ليبرمان بمحمود عباس شريكا في الرؤيا ويعتبر عباس عدوًا. الطريق الوحيد للوصول إلى حل شامل للصراع، وفقا لليبرمان، هو التوصل إلى تسوية مع جميع الدول العربيّة في الشرق الأوسط، حيث إنّ الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني هو جزء من الصراعات الأوسع: الصراع الإسرائيلي – العربي والصراع بين الإسلام والغرب.»
ليبرمان وتصرفاته غير الديبلماسية!
وعن مواقف ليبرمان الديبلماسية، يكتب المصدر: «بصفته وزيرا للخارجية، تم في العديد من المرات توجيه انتقادات لليبرمان بخصوص تصرفاته غير الدبلوماسية، والتي بلغت ذروتها في الخطاب السياسي غير الرسمي الذي ألقاه في الأمم المتحدة. وخلال توليه كوزير للخارجية تدهورت بشكل كبير العلاقات بين إسرائيل وتركيا وتصدّعت مكانة إسرائيل الدولية في العالم. ومع ذلك، يعمل ليبرمان من أجل تعزيز العلاقات بين إسرائيل وروسيا وبين إسرائيل وعدد من الدول في إفريقيا.»
ليبرمان يدعم فكرة تغيير طريقة الحكم في إسرائيل
أما عن مواقفه الصهيونية، يكتب الموقع الإسرائيلي: «في المجالات الداخلية الإسرائيلية أيضا تعتبر مواقف ليبرمان قوية وصلبة: يحاول ليبرمان دعم تعديلات على القانون، وبحسبها فعلى كل مواطن إسرائيلي أن يصرّح بولائه لدولة إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، ولقوانينها ومبادئها. فضلا عن ذلك، يدعم ليبرمان تغيير طريقة الحكم في إسرائيل، حيث يصبح للسلطة قوة أكبر، على حساب قوة الأحزاب الأصغر والمجموعات الصغيرة في المجتمع الإسرائيلي.»
وعن التهم التي كانت موجهة للوزير الصهيوني المستقيل، يكتب المصدر: قد تم التحقيق مع ليبرمان من قبل الشرطة خلال العديد من السنوات للاشتباه بأنّه كان مشاركا بالتهرّب الضريبي بملايين الشواقل، بل إنّ بعض الاشتباهات كانت شديدة جدا. قبل قبل بضع سنوات تم تقديمه للمحاكمة بتهمة أنّه عمل بشكل مخالف للقانون عند تعيينه سفيرًا إسرائيليًّا، ولكنه فاز في هذه القضية.»
وفي الختام، كتب الموقع الصهيوني: «هذا الأسبوع، بعد أن شهدنا جولة صعبة من القتال ضد حماس في غزة، وافق المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية على وقف إطلاق النيران، لهذا أعلن ليبرمان عن استقالته من منصبه واستقالة حزبه من الائتلاف.»
من الذي دفع ليبرمان إلي تقديم الاستقالة؟ المقاومة في غزة أم فشله في منع التواجد الإيرانيّ في سوريّة؟
ما تقدم كان نقلا امينا للتقرير الذي أوردته موقع المصدر الإسرائيلي الذي يقال أنه يُدار من قبل اليهود المصريين. النقطة الهامة التي يمكننا ان نستخرجها من هذا التقرير هو أن الموقع يحاول ربط استقالة ليبرمان بقضايا داخلية ترتبط بالاحداث الأخيرة في غزة فحسب، في حين أن استقالة وزير الحرب الصهيوني جاءت بسبب فشل الصهاينة في جبهتين يعتبر ليبرمان مسؤولا عنها؛ وهما جبهة غزة وجبهة الجولان المحتل.
وفي فترة تولي ليبرمان لوزارة الحرب، خسرت اسرائيل كافة قواعدها في سورية، تلك القواعد التي كانت تسيطر عليها المنظمات التكفيرية هناك. ثم ان تصرفات ليبرمان الخاطئة أدت إلي توترت العلاقات بين روسيا واسرائيل.
وشكلت حادثة إسقاط طائرة موسكو، بالتزامن مع غارات إسرائيلية على مدينة اللاذقية السورية قبل اسابيع؛ توترا في العلاقات الروسية الإسرائيلية. وجاءت حدة الاتهام العسكري الروسي شديدة وحملت تل أبيب المسؤولية الكاملة عن إسقاط الطائرة الروسية في سوريا، ومقتل 15 جنديا كانوا على متنها.
إضافة إلي ذلك، هناك حقيقة هامة لابد من الاشارة لها وهي أن إسرائيل فشلت في ردع إيران وسوريا ومحور المقاومة. ثم ان اسرائيل سعت بشكل واسع لانهاء التواجد الإيراني في سوريا لكنها فشلت بسبب رفضت الحكومة السورية لخروج ايران من اراضيها. بعد ذلك راهنت اسرائيل علي العقوبات الامريكية ضد طهران، حيث انها اعتبرت العقوبات اداة ستجبر طهران علي التراجع وقبول الشروط الأمريكية، لكن بعد فشل العقوبات الأمريكية بعد استثناء 8 دول من العقوبات ضد الجمهورية الإسلامية، زادت الضغوط علي اسرائيل وشخص ليبرمان ما أدي إلي استقالته. هذا بالاضافة إلي فشل الجيش الإسرائيلي في غزة في المواجهات الأخيرة خاصة بعد عملية جيش الاحتلال الإسرائيلي الفاشلة جنوب قطاع غزة مساء الأحد الماضي، حيث شكلت ضربة قوية لجهود التهدئة وخلطت الأوراق أمام الوسطاء السياسيين الذين تدخلوا خلال الفترة السابقة لمحاولة فرضها على القطاع.