السيد نصر الله: أحد أهداف العقوبات على إيران هو وقف دعمها لحركة المقاومة في المنطقة وتغيير موقفها من القضية الفلسطينية

وكالة القدس للانباء(قدسنا) أمل شبيب/ لبنان - أحيا حزب الله في الضاحية الجنوبية في بيروت "يوم الشهيد" ضمن إحتفالية حاشدة وكبيرة بحضور عوائل الشهداء وشخصيات سياسية وإجتماعية وثقافية وحشود شعبية من مختلف المناطق اللبنانية، البداية كانت من آيات من الذكر الحكيم، ثم الكلمة لأمين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصر الله الذي بارك هذه المناسبة وخصوصيتها وأهميتها، فيوم الشهيد هو يوم حزب الله والمقاومة الإسلامية ويوم كل الشهداء والمدافعين عن الأرض والكرامة، هو يوم 11-11 عام 1982 اليوم الذي نفذ فيه أمير الإستشهاديين الشهيد احمد قصير عمليته النوعية والتاريخية عندما استهدف مقر الحاكم العسكرية الاسرائيلي في مدينة صور مما ادى الى مقتل ما يزيد عن 120 صابط وجندي اسرائيلي وبينهم جنرالات كبار في الجبش والاجهزة الامنية الاسرائيلية، وهو اليوم الذي أعلنت اسرائيل الحداد العام ودمر المبنى بالكمل والعملية هزت كيان العدو.كما توجه بالشكر الى أهالي الشهداء الذين قدّموا أغلى ما عندهم لحفظ هذه الأمة.

 وخلال كلمته أكّد سماحته أن مسار المقاومة كان حاسماً وقاطعاً وقوياً ومندفعاً، وأنجز انتصارات تاريخية بفعل دماء الشهداء، مؤكداً أنّ قوافل الشهداء ما زالت تتوالى وتحقّق الإنتصارات في كل ميدان تتوجه إليه هذه المقاومة، فهؤلاء الشهداء هم الذين وهبوا الشعب الحياة الكريمة، وحصلوا في الشهادة على ما هو أعظم بكثير، فدماء الشهداء كما أكّد السيد نصر الله هي الّتي أعطت ما نحن عليه اليوم وأهالي الشهداء حفظوا الوصايا والأغلبية من عوائل الشهداء لم تبخل بباقي أبنائها على هذه الطريق، وببركة هذه الدماء نحن اليوم نحمي بلدنا وخيارات بلدنا وبفعل المعادلة الذهبية الجيش والشعب والمقاومة وقدرات المقاومة الصاروخية.

كما أشار الى أن النقطة المركزية اليوم في الوضع اللبناني هي القدرة الصاروخية المتاحة أمام المقاومة، وبفعل هذه القدرة فإن العدو لا يجرؤ على الإعتداء على لبنان، لذا نجد أن هذا العدو يحاول التركيز على القوة الصاروخية المتاحة للمقاومة من خلال التهويل والضغوط الدبلوماسية وإيجاد حالة من التخويف واستخدام الأميركيين، مبيّنًا أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد إنتزاع وإمتلاك القوة لدى المقاومة الإسلامية في لبنان، وهو لا يستطيع أن يتحمّل قوة المقاومة والكمّ من الصواريخ الموجودة في لبنان، موضحاً بأن على لبنان أن يتحمّل هذا المستوى من الضغط الدبلوماسي لأنّ التخلّي يعني أن يصبح لبنان مفتوحاً للإعتداءات الإسرائيلية، متوجّهًا إلى الإسرائيلي بالقول: "إنّ أي إعتداء على لبنان أو غارة جوية على لبنان، سنرد عليه حتماً ولن يكون مقبولاً أن يعود العدو ليستبيح لبنان كما كان يفعل في العقود الماضية". كما أشار نصر الله  الى هجمات التطبيع العلنية التي شهدتها المنطقة من خلال زيارة مسؤولين صهاينة إلى دول عربية، مُديناً أي شكل من أشكال التطبيع من أي جهة صدر، داعياً جميع الشرفاء في العالم إلى ادانته، مؤكداً أن أمام موجات التطبيع لا بدّ أن نقف بكلّ فخر أمام أهلنا في الجولان السوري المحتل، الّذين يرفضون التطبيع والخضوع ويرفضون تحويل الجولان إلى منطقة إسرائيلية، فالعدو الإسرائيلي نفسه اعترف أنّ أهل الجولان أفشلوا الإنتخابات البلدية والمحلية، منوّهًا أن في مواجهة التطبيع يوجد الكثير من النماذج المشرفة، من تونس إلى لبنان، مشيراً الى الفتى اللبناني المسيحي الذي شارك في مسابقة عالمية في اسبانيا في الشطرنج مارك أبو ديب المسيحي مشترطاً بعدم لا يلعب مع الإسرائيلي لأنّ هذا عدو، لذا فالأمل بهؤلاء الشباب وليس في الحكام الّذين هم منبطحين منذ زمن، وسقوط أوراق التوت أمام الشعوب العربية أمر مهمّ.

الرياضيون الإيرانيون يصلون إلى المباريات النهائية لكن ينسحبون عندما يكون المنافس إسرائيلياً، وهذه نماذج نعتز ونفتخر بها

بعدها تطرق سماحته الى الجمهورية الإسلامية في ايران مشيراً الى الثبات والمواقف الصائبة التي يتميز بها الرياضيون الإيرانيون، هؤلاء الرياضيون يصلون إلى المباريات النهائية لكن ينسحبون عندما يكون المنافس إسرائيلياً، وهذه نماذج نعتز ونفتخر بها، داعياً  كلّ الشرفاء إلى خوض هذه المعركة لأنها معركة حقيقية وأساسية، وحول الموضوع الإيراني الإقليمي تحدث نصر الله  أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يقول صراحة إنّ أحد أهداف العقوبات عليها هو وقف دعمها لحركة المقاومة في المنطقة وتغيير موقفها من القضية الفلسطينية، لكن إيران لم تفعل كما تفعل الأنظمة العربية، وستبقى ايران داعمة للمقاومة ولفلسطين، مشدداً على أنّ سوريا ورغم الحرب الكونية، لا تزال صامدة، ولو لم تصمد سوريا لكنّا خلال أسابيع أو أيام سنشاهد نتنياهو في دمشق لأنّ أغلب هذه المعارضة تتواصل مع إسرائيل.

اليمنيون صمدوا في المعركة و التحالف السعودي الاميركي الاماراتي فشل

بعدها توقف السيد نصر الله عند الملف اليمني قائلاَ أن العالم انشغل منذ شهر ونصف بجريمة قتل الاعلامي جمال خاشقجي وذهل العالم من تفاصيل الجريمة، مؤكداً أن من حق العالم ان يندهش وان يذهل وأن يدين بينما في العالم العربي يحاولون تقطيع هذه الجريمة، متابعاً، عجيب أمر هذا العالم الذي لم تدهشه مشاهد الجرائم البشعة في اليمن، الآن العالم بدأ يتكلم في ظل صمت عربي واسلامي، لكي نعرف لماذا وصلنا اليوم الى الوضع القائم، علينا مراقبة المواقف العربية والاسلامية الرسمية لنفهم الوضع القائم متابعاً أنه من الجيد أن نسمع تصريحات أميركية وأوروبية ومن الأمم المتحدة تدعو لوقف العدوان على اليمن، قد يكون هذا الكلام جدياً وقد يكون لتقطيع الوقت، وإن كان جديا فهو بسبب بسيط هو ان اليمنيين صمدوا في هذه المعركة ولأن التحالف السعودي الاميركي الاماراتي فشل، والهدف هو انقاذ الاماراتي والسعودي من الفشل العسكري والاداري، وما يهمنا هنا هو النتيجة ان تقف الحرب ويتوقف القتل ولكن لماذا ليس فورا ولماذا اعطاء المهلة للتحالف وارتكاب المزيد من المجازر والبحث عن انجازات في وقت نشهد اقوى تصعيد في اليمن خاصة في الساحل الغربي، داعياً الأهالي في اليمن للتشبث بمواقعهم لأن اليوم أقرب الى الانتصار من اي يوم مضى وهم صامدون ويصنعون الاسطورة العسكرية.

وفي الشأن البحريني، بدأ السيد نصر الله كلامه بإدانة احزب الله للحكم الصادر بحق الشيخ علي سلمان، وهذا الحكم يؤكد ان القضاء في البحرين وأمثال هذا البلد هو بيد السلطة التي تصر على احتجاز الرموز والشباب في السجن كي تفرض على الشعب الاستسلام وترك تمسكه بحقوقه، وأن الحكم على الشيخ علي سلمان يؤكد ان القضاء في البحرين سلطة قمعية وان الشعب لن يستسلم في تمسكه بحقوقه.

وفي الشأن اللبناني تطرق السيد نصر الله في خطابه الى موضوع تشكيل الحكومة ودور حزب الله وحركة أمل بالتسهيل في تشكيل هذه الحكومة والأسباب التي أعاقت ولا تزال أمام تشكيل حكومة لبنان.