الثورة الإسلامية في ايران
سند لفلسطين

خالد البطش
وكالة القدس للانباء(قدسنا) أمل شبيب/ لبنان: هو رجل الكفاح المرّ، فتح عينيه في فلسطين وعلى فلسطين القضية، فكانت البوصلة في جميع الجهات، قاد الكفاح على أراضي الوطن ولم يستسلم، إعتقل مرات ومرات في سجون العدو الإسرائيلي في فلسطين، حتى أبعد عنها عام 1988، تأثر بالثورة الإسلامية في إيران، وكان أبرز الفلسطينيين الذين دعوا الى تبنيها كنموذج...
خرج كتابه " الخميني.. الحل الإسلامي والبديل" الى النور، فإعتقل في مصر بسبب هذا الكتاب... الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي، وفي ذكرى السنوية الثالثة والعشرين لإغتياله كان لوكالة القدس للانباء(قدسنا) لقاء خاص مع خالد البطش عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، نستعيد منه بعضاً من حياة الشهيد الشقاقي.
البداية كانت مع نشأة الدكتور فتحي وحياته الجهادية، فقد ولد في غزة بعد هجرة والديه من بلدته عام 48، عاش حياة البأس والفقر واللجوء ولم تتوقف مأساة الدكتور فتحي عند لجوء أهله والهجرة من بلدتهم الأصلية، ولكن شاء الله أن تكون والدته أول من يفقدها، فعاش يتيماً وفي أحضان أبيه.
تربى الدكتور فتحي الشقاقي يتيماً، ونشأ في حي اللجوء في مخيمات قطاع غزة، وما إن كبر وأصبح يافعاً حتى تعلّق بفكر الحركة الإسلامية وتحرير فلسطين، وراهن كثيراً على أن الجيوش العربية التي أضاعت فلسطين عام 48 ستتمكن يوماً ما القومية العربية والبعد الوطني من استعادتها، بل وعلّق آماله عليها، لكن مع الأسف، عندما جاء الرابع من حزيران عام 67 كانت النتيجة أن هذه الجيوش لم تحفظ فلسطين ولم تستعد اي من أراضي ال48، بل فقدت أيضاً من الأراضي عام 67، فأصيب الدكتور فتحي بإحباط من هذا التوجه، فتولّد عنده رافعة لينتقل الى مشروع الثورة والجهاد والمقاومة والبحث عن بديل، فكان هذا البديل الإسلامي، الوحدوي، بديل الجهاد والبندقية المسلمة التي تحمل ثوابت وتصون الأمانة.
عن كيفية عمل الدكتور فتحي الشقاقي على تأسيس حركة الجهاد الإسلامي، يقول البطش: كانت الإنطلاقة بتأسيس حركة الجهاد الإسلامي بعدما تهاوت كل الآمال والأفكار بتحرير فلسطين عام 67، فإنتقل الدكتور الشقاقي الى الفكر الجهادي والإسلامي وتعبئة الجماهير والشعب الفلسطيني والشارع الفلسطيني والعربي والقومي بإتجاه فلسطين وتحريرها رافعاً شعار إمكانية اللقاء بين الإسلامي والقومي والوطني على ساحة القتال في فلسطين، وبالتالي بدأ يبحث عن الحلّ والمخرج، فإتجه الى الفكر الإسلامي الثوري الجهادي الذي يقتضى تعبئة الجماهير الفلسطينية ضد المحتل، وخوض هذه الجماهير معركتها بالبندقية من أجل استعادة فلسطين، فعمل على تأسيس وتبني فكرة الجهاد والثورة ضد المحتل التي تحمل البندقية وتحمل الإسلام، بمعنى إسلام مع بندقية وليست بندقية بلا إسلام، لذا أراد الدكتور فتحي من خلال هذا الطرح أن تكون البندقية الفلسطينية بندقية مسلمة وأن يكون الإسلاميون في فلسطين حاملين الإسلام والبندقية، ومن هنا بدأ مشواره مركزاً على فكرة الوحدة بين المشروع الوطني والإسلامي لأنه لا تتناقض في الحقيقة بين مشروع البندقية المسلمة ومشروع القومي العربي.
ورداً علي سؤال قدسنا عن اسباب إغتيال الكيان الإسرائيلي الدكتور فتحي الشقاقي؟ وكيف تمت تلك العملية؟ وهل حققت أهدافها؟ أكّد البطش أن فكرة الجهاد في فلسطين وعلى أرض فلسطين وجمع الناس حول حولها ومحاولة الجمع بين الوطن والإسلامي حول البندقية التي عمل عليها الدكتور فتحي، جاءت لتقريب المسافة بين تصارع التيارات في تيار واحد وفكرة واحدة مفادها أن هذا اللقاء يجب أن يكون في ساحة المعركة ضد العدو الصهيوني، وأن الصراع المركزي هو من أجل فلسطين وليس بين المكونات، بمعنى أن قضية فلسطين قضية مركزية يجب أن تجمع الأمة عليها وأن العدو الصهيوني هو العدو المركزي للأمة يجب قتاله وترك كل الهوامش والصغائر في الأمة، وهذه الأسباب كانت كافية لإغتيال الدكتور فتحي، لكن هذا وحده لم يكن السبب الكافي، فالعمليات الكثيرة والكبيرة التي نفذتها حركة الجهاد الإسلامي كانت عمليات نوعية أرهقت العدو الإسرائيلي كان آخرها عملية بيت ليد الإستشهادية التي نفذها فلسطينيين إثنين من شهداء حركة الجهاد الإسلامي هما الشهيدين المجاهدين أنور سكّر وصلاح شاكر، وقُتِل يومها أكثر من 23 صهيوني وجرح أكثر من 15 صهيوني، هذه العملية تحديداً كما تحدث عنها إعلام العدو بأنها أسوأ من عملية ميونخ التي نفذتها حركة فتح في السبيعينات، أعطت القرار بإغتيال الدكتور فتحي الشقاقي إنتقاماً للعملية البطولية التي نفذتها حركة الجهاد الإسلامية.
وحول كيفية ومكان إغتياله، أوضح البطش، استغل الصهاينة حركة الدكتور فتحي الشقاقي في ملف عمّال فلسطين في ليبيا، بعد أن قام زعيم ليبيا القذافي بطرد ثلاثين ألف عامل فلسطيني وتشريدهم في صحراء ليبيا، نتيجة توقيع أبو عمّار على إتفاق أوسلو مع اسرائيل، كورقة ضغط على منظمة التحرير،لذا، الدكتور فتحي ومن منطلق المسؤولية الوطنية وقائداً لأحد الفصائل المهمة قصد ليبيا ليتدخل لدى القذافي لإعادة العمّال الفلسطينيين الى أماكن عملهم ويمنع هجرتهم وطردهم من ليبيا، وفي أثناء تحرك الدكتور فتحي من سوريا الى ليبيا عبر مالطا بسبب الحصار الذي كانت تعيشه ليبيا في ذلك الوقت، استغل الموساد هذا العمل ونصب كميناً للدكتور الشقاقي في مالطا وحصلت عملية الإغتيال.
وتابع: لا شك أن هدف العملية كان القضاء على الدكتور فتحي، اي القضاء على فكر الجهاد وحركة الجهاد الإسلامي ووضع حدّ لنموّها وعملياتها وإخافة قادتها ومن تولّى المسؤولية بعده، اي الدكتور رمضان عبد الله شلّح والأخ المجاهد خالد النخالة، لكن ما حصل أن عمليات الإنتقام والثأر لإغتيال الدكتور الشقاقي توالت، فبدأت العمليات الإستشهادية في رفح وغزّة وغيرها كثأراً قوياً نتيجة إغتيال الدكتور فتحي، وواصلت الحركة مشروعها وإزدادت قوة وعدداً، وأصبحت أكثر تأثيراً وأكثر قبولاً وقوة، ولا يمكن تجاوز حركة الجهاد الإسلامي في اي مسعى إقليمي أو فلسطيني، وهي اليوم حركة مقاومة تحظى بإحترام الجميع ولها هوية واضحة ورؤية واضحة وهدف واحد هو قتال اسرائيل تحت عنوان أنه العدو المركزي للأمة، وحرصت الحركة على أن لا تتدخل في اي تفصيل في صراع هامشي من صراعات الأمة.
أما ماذا بعد الإستهداف؟ أكّد خالد البطش إننا كجهاد إسلامي مستمرّون، والدكتور شلّح حفظه الله عندما تولّى مسؤولية الحركة في أصعب الظروف نهض بالحركة وبقوتها وأصبحت اليوم حركة موجودة على الساحة بالآلاف من المقاتلين المدافعين عن فلسطين، وهنا أقول أن صواريخ حركة الجهاد الإسلامي هي الصواريخ الأولى في فلسطين التي استهدفت تل أبيب في معركة 2012، وهي الصواريخ التي ضربت تل أبيب عام 2014، وهذا الإستهداف أكّد صحة مسار حركة الجهاد الإسلامي وأكّد صوابيتها في تحديد العدو وتحديد الحليف وتحديد أن فلسطين هي القضية المركزية وعلى جميع الأمم أن تنحاز الى فلسطين، لذلك نحن ماضون، مستمرون، وهذا ما أثبتته التجارب وأن الحركة تسعى كل يوم الى تعزيز قوتها على الأرض وتعزيز حلفاءها وهامش الوحدة الوطنية لدى الشعب والأمة العربية والإسلامية.
ورداً علي سؤال آخر حول لماذا تغتال اسرائيل القادة مع علمها أن خلف كل قائد مئات القادة المجهزين لإستلام هذه المسؤولية؟ قال عضو عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، لا شك ان هذا الصراع مفتوح بين الشعب الفلسطيني وبين الأمة كلها وبين هذا العدو الصهيوني، الذي يعمل جاهداً على إبعاد الناس ودفع الفلسطيني على أن لا يتقدم أحد لقيادة مشروع المقاومة..بلا شك أن العدو المركزي للأمة هو اسرائيل، هذا الكيان يسعى بإستمرار الى فرض شروط تسوية، فمثلاً، عندما يغتال الدكتور فتحي الشقاقي يصبح هناك عملية سلام مع إسرائيل في نفس التوقيت وفي نفس المرحلة ، هذا يعني أنه يقول للمجتمع الفلسطيني عليك أن تتحول من مشروع حماية البندقية وحملها الى مشروع التسوية والإعتراف المتبادل مع اسرائيل، وبالتالي، إغتيال الدكتور الشقاقي هو محاولة إخافة من حوله اي الدكتور رمضان عبد الله شلّح والأستاذ خالد النخالة، لكن هذا لم يحدث، لذلك نقول هذا صراع مفتوح بيننا وبين المحتل، لن نغيّر مسار الحركة ولن نغيّر وجهتها وستبقى حركة الجهاد الإسلامي تؤمن وترفع شعار المقاومة والوحدة وإن اسرائيل هي العدو مهما طال الزمن.
وحول ملف التحقيق بإستشهاد الدكتور فتحي الشقاقي، أكّد عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين خالد البطش أن هذا الملف واضح المعالم، فالموساد الإسرائيلي هو من إغتال الشقاقي وقد دفعت إسرائيل الثمن باهظاً لهذا الإستهداف والإغتيال، وبالتالي هناك حلقة مفقودة فقط تتعلق بالجانب الليبي حيث تشير بعض التقديرات إلى أن القيادات الأمنية الليبية ربما تكون سهّلت أو أعطت معلومات عن حركة الدكتور فتحي، لكن تغيير النظام في ليبيا حتى اللحظة لم يسهّل المسألة، في كل الأحوال اسرائيل هي المتهمة والملف ما زال مفتوحاً ولم يُغلّق من ناحية الحساب مع الصهاينة ولن يُغلق أيضاً دون أن نصل الى الحلقة المفقودة بالشقّ الليبي.
وعن تأثير إغتيال القادة على استمرارية العمل السياسي لأي حزب أو حركة جهادية، وكيف آثر استشهاد الدكتور فتحي على حركة الجهاد الإسلامي وعملها وقوتها؟ إعتبر خالد البطش أن هذا يُعطي إشارة على أن مسار هذا الفصيل مسار صحيح، وأن هذا القائد يقود هذه الحركة الى الوجهة الصحيحة وأنه لولا تأثير القائد وحركاته الكبيرة والكثيرة على عدونا لما كان الإغتيال. هناك قيادات كثيرة موجودة تنسق مع العدو وتعترف بشرعيته، لكن عندما يُغتال الدكتور فتحي، هذا لأنه لا يؤمن بهذا العدو ويقاتله في كل لحظة وكل حين.
وتابع: بلا شك فقدان أمين عام حركة الجهاد الإسلامي شكّل صدمة كبيرة، وشكّل أثر على نفسياتنا وأنفسنا مما دفعنا للثأر، والتمسّك بنهجه وأهدافه ورؤيته، هذا الإستشهاد لم يجعلنا نتراجع أو نفكر في خيارات أخرى أو الذهاب الى مسار تسوية أو الإعتراف بشرعية المحتل، إنما العكس، كل رفاق الدكتور فتحي الذين كانوا معه والذين عملوا معه لا زالة على العهد وبالتالي هذا الإغتيال ثبّت لدينا قناعة بأن حركة الجهاد الإسلامي حركة وطنية إسلامية لديها منطلقات يجب أن نتمسك بها ونحافظ عليها وإن نحفظ عهد الشقاقي وعهد الدكتور رمضان عبد الله شلّح وكل القادة والشهداء العظام.
وفي جانب آخر، طرحت مراسلة قدسنا قضية تتعلق بالششهيد الشقاقي، وهي أن الحديث عن الدكتور فتحي الشقاقي يعني الحديث عن رجل دخل التاريخ من جميع أبوابه، من العلم الى الجهاد والعمل حتى الإستشهاد، وعليه تساءلت كيف شكّل الدكتور هذا المفصل التاريخي في حياته بما كان يحمله من وعي وجهاد؟
تحدث البطش عن الوعي والعمق والرؤية التي تميز بها الدكتور الشقاقي والتي ساهمت أولاً بأن الشهيد كان أول من تبنّى تأسيس المؤتمر القومي الإسلامي وأول من جسّر العلاقات بين التيارات المختلفة خارج الحركة الإسلامية، ومع الدكتور الشقاقي تشكلت ساحة اللقاء وميدان اللقاء بين التيارات المختلفة جميعهاً على فكرة واحدة أن الخلاف بيننا لا يُجدي، وأن الخلاف بيننا خلاف هامشي لأن الصراع مع العدو صراع مركزي للأمة، لذا نرى القوميين، الإشتراكيين، العلمانيين، الوطنيين، كلهم كانوا على مقربة من حركة الجهاد ومن أمينها العام، وهذا ما تشهد له المؤتمرات واللقاءات التي كان يديرها ويقودها الدكتور فتحي، وأيضاً ردود الأفعال الوطنية على إغتياله ومشوار العلاقة الطويل بين حركة الجهاد ومختلف القوى الوطنية والإسلامية، والملاحظ أن حركة الجهاد الإسلامي وفقاً لهذا الإرث الذي بناه الشقاقي ورفاقه ما زالت الحركة تحظى بإحترام كافة القوى ولم تتورط في اي صراع داخلي أو هامشي، ولم تتدخل بشؤون الدول العربية، بل حددت مفاهيم أساسها أن قربها أو بعدها عن أي دولة أو نظام هو بمقدار قرب أو بعد هذه الدولة عن فلسطين، لذلك هذه الرؤية كانت واضحة وساهمت كثيراً في حماية مواقف حركة الجهاد.
بعدها كان لقدسنا وقفة للحديث عن العام 1979 اي إنتصار الثورة الإسلامية في ايران بقيادة روح الله الإمام الخميني قدّس سرّه، وتأثر الدكتور فتحي بالثورة الإسلامية في ايران، وتأليفه كتاب بعنوان " الخميني.. الحل الإسلامي والبديل" ما الهدف من تأليف هذا الكتاب؟ وماذا رأى الدكتور الشهيد في ثورة الإمام الخميني؟ رأي الأستاذ خالد البطش أن الدكتور فتحي الشقاقي رأى في الثورة الإسلامية في ايران بقيادة الإمام الخميني (قده) السند لفلسطين وللمظلومين وأداة للتقريب بين الأمة ووحدتها، لذا ناصر هذه الثورة واعتبرها مدخل لوحدة الأمة وتجاوز الصراع المذهبي الطائفي التي أورثتنا إياه سنوات عجاف الأمة.لذا نراه يتبنى موقف الثورة بدءاً من معاداة أميركا والدعوة لوحدة الأمة الى مساندة فكرة الجهاد في فلسطين، ولم يكن ممن يعارضون ويطعنون في مصداقية الثورة الإسلامية في ايران، لذا كانت العلاقة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وما زالت ،وفقاً لهذه الرؤية، بأنها دولة إسلامية تقف مع فلسطين وتنصب العداء لإسرائيل، كما أن هذه الجمهورية ومنذ بدايتها عام 1979لم تتخل عن فلسطين كما تخلت عنها الكثير من الدول، لذا رؤية الدكتور فتحي في الجمهورية كانت صائبة وبالتالي هذا أثمر علاقة طيبة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبين حركات المقاومة عموماً.
الهدف من الكتاب كان أولاً توضيح ما هي الثورة الإسلامية في ايران، وأين إقتربت الثورة الإسلامية في ايران من ملفات المنطقة وتحديداً قضية فلسطين... بإختصار، هذا الكتاب جاء كإجابات قُدِّمت للحركة الإسلامية في العالم العربي بأن ما يحصل في ايران هو ثورة إسلامية بكل ما للكلمة من معنى، وأن هذه الثورة تقترب بكل ما فيها من فلسطين، وتبتعد عن اسرائيل، وإن الإمام الخميني (قده) أورث الشعب الإيراني وصية إسمها "فلسطين" والإحتفاظ والإنحياز لفلسطين والإبتعاد عن العدو الصهيوني.. كما ساهم الكتاب بتوضيح مفاهيم الثورة الإسلامية ورؤيتها، وكان له صدى كبير في أوساط المثقفين العرب وابناء الحركة الإسلامية بالذات، وعندما حظي الكتاب بالرؤية التي قدّمها الدكتور فتحي عن الثورة الإسلامية في ايران، بموافقة الجميع، خشي البعض ان يشكل هذا الكتاب مزيداً من الإنصهار في الأمة فبدأت معارضة الكتاب، وبدأت الهجمات على على الدكتور فتحي وإتهامه بالمذهبية وغيرها. وخلاصة القول، أن الكتاب كان واضح الهدف، قدّم للقارئ العربي الذي لا يتقن الفارسية فكرة واضحة ومهمة عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأهدافها.
ولأن الدكتور فتحي لم يكن لحركة الجهاد الإسلامي فقط بل كان لكل فلسطين وكان له دور كبير في جعل القضية الفلسطينية قضية مركزية وبوصلة الجهاد، كان للشهدي الشقاقي دور مهم تجلى بقيادة مشروع المقاومة والحفاظ عليه بإتجاه العدو الصهيوني، ثم تجلى ثانياً من خلال تبني الحركة الوطنية والإسلامية لمفاهيم حركة الجهاد الإسلاني التي نادى بها الدكتور فتحي الشقاقي بإعتبار أن فلسطين هي القضية المركزية وأن تحرير فلسطين أولوية للامة وأن العدو الأساس للأمة هي اسرائيل.
وخُتِم اللقاء بوصية الدكتور فتحي الشقاقي وحفظ هذه الوصية قائلاً:
وصية الدكتور الشقاقي تحمل عنوان واضح وعريض وهي "حفظ المقاومة، ابقاء جذوة الصراع مُتّقدة مع هذا العدو، عدم الإعتراف بشرعية المحتل،عدم الإعتراف بأي تسوية سياسية مع هذا المحتل، ألاّ نعترف أبداً بأن الصراع مع العدو الإسرائلي صراع ثانوية، وبالتالي وصية الدكتور الشقاقي أن يبقى الجهاد وأن تبقى فلسطين هي القضية حتى تحريرها وأن نسعى لوحدة الأمة بكل قدرة وكل طاقة، وأن نحفظ عهده من خلال مشروع المقاومة والجهاد وتبقى بندقيتنا مشهورة في وجه هذا العدو الصهيوني.
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS