qodsna.ir qodsna.ir
البروفسور إيلان بابه:

إسرائيل اليوم دولة أبرتهايد 'واحدة' والحل بتغيير نظامها

يرى المؤرخ الإسرائيلي المعادي للصهيونية البروفسور إيلان بابه أن بريطانيا اليوم لا تختلف عن بقية الدول الأوروبية من ناحية ازدياد التأييد الشعبي للقضية الفلسطينية، واستمرار النخب السياسية بتأييد إسرائيل لاعتبارات شتى منها الخوف من اللوبيات اليهودية وعقدة الذنب.

يرى المؤرخ الإسرائيلي المعادي للصهيونية البروفسور إيلان بابه أن بريطانيا اليوم لا تختلف عن بقية الدول الأوروبية من ناحية ازدياد التأييد الشعبي للقضية الفلسطينية، واستمرار النخب السياسية بتأييد إسرائيل لاعتبارات شتى منها الخوف من اللوبيات اليهودية وعقدة الذنب.
 

 بابه الذي اضطر لمغادرة عمله في جامعة إسرائيلية وانتقل منذ عشر سنوات للعمل محاضرا لجامعة اكستير البريطانية يرى أن المجتمع المدني في بريطانيا مؤيد أكثر فأكثر للفلسطينيين.

 
ويشير في حديث لمجلة قضايا إسرائيلية الصادرة عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) أنه عشية ذكرى 100 عام على وعد بلفور نشأت حركة داخل المملكة المتحدة تطالب باعتذار بريطانيا وتحمل مسؤولية سياسية أكبر على مصير الفلسطينيين.

 
منوها أن النخبة السياسية في بريطانيا مقابل هذه الحركة أرادت الاحتفال بذكرى هذا التصريح من منطلق الخنوع للوبي المؤيد لإسرائيل في انجلترا. وينفي بابه ازدياد الدعم الدولي لإسرائيل على أرض الواقع، ويقول إن هناك تغييرا واضحا وكبيرا في علاقة المجتمع المدني في العالم للقضية الفلسطينية.

 

 ويؤكد أن دعم النضال الفلسطيني لم يكن بهذا الاتساع كما هو اليوم. متسائلا من كان يحلم بأن يخشى الدبلوماسيون الإسرائيليون زيارة حرم جامعي أمريكي وان يتم تهريب نتنياهو الى داخل حرم جامعي كهذا في كندا؟ ويضيف « الذي لم يتغير هو علاقة النخبة السياسية بإسرائيل، وهذه لا تزال، لأسباب تاريخية وبسبب المحرقة والخوف واللوبي الصهيوني القوي والناجح ومصالح الليبراليين الجدد، ترى في إسرائيل ثروة ولا تهتم كثيرًا بسياستها الداخلية. لكن هنا ايضًا توجد ثغرات في الجدار: بيرني ساندرس في الولايات المتحدة وجيرمي كوربين زعيم حزب العمال في انكلترا رجلا سياسة مؤيدان للفلسطينيين، وهما صاحبا مراكز مهمة في حزبيهما».

 

ويشير لوجود حالة فوضى سياسية في الغرب منذ عام 2008 الأمر الذي يستقطب قوى من اليمين مؤيدة لإسرائيل إلى المركز السياسيّ، وقوى مضادة من اليسار معروفة بدعمها للجانب الفلسطيني من حيث الموقف.

 

وبشأن مستقبل الصراع وآفاق تسويته يرى بابه أن الواقع الحاليّ يشير إلى وجود دولة واحدة مهيمنة، تسيطر بوسائل مختلفة على مجموعات فلسطينية مختلفة. معتبرا أن هذه السيطرة ممكنة فقط بالتنازل الذي لا يمكن منعه عن الديمقراطية، ولذلك ما يرتسم اليوم هو دولة تمييز عنصري (أبارتهايد) واحدة والحل هو تغيير نظامها.

 

وبنظره فإن تغيير كهذا هو سيرورة طويلة يُبنى من الأسفل بواسطة تشبيك العلاقات بين اليهود والعرب وتحدي التمييز العنصري الاسرائيلي. حتى تنجح هكذا سيرورة نحتاج إلى وحدة فلسطينية، وقيادة فلسطينية مُمثلة واستمرار الضغط المجدي من قوى خارجيّة، وهو العمل الذي بدأته حركة المقاطعة الدولية لإسرائيل. تدويل الصراع كما يرى أن إسرائيل اصبحت دولة عنصرية منذ أعوام عديدة، ويرى أن موت حل الدولتين ينقل من وضع الأبارتهايد بحكم الأمر الواقع لأبارتهايد بحكم القانون.

ومضى جازما « في وضع كهذا وعلى ضوء اختلال موازين القوى نحن ملزمون بتدويل الصراع. تجنيد المجتمع المدني في العالم هو خطوة مهمة لكننا لم ننجح بعد في الوصول الى أروقة القوة السياسية والاقتصادية في الغرب. من المهم وخلال تدويل القضية الفلسطينية أن نبرز الفوارق العلميّة بين الاستعمار العادي وبين الاستعمار الاستيطاني والتذكير بأمثلة تاريخية كالفرنسيين في الجزائر والبيض في جنوب أفريقيا.

 

وبهذا المضمار يخلص بابه للقول إن الحركة الوطنية الفلسطينية نظرت إلى المشروع الصهيونيّ في فلسطين في الخمسينيات والستينيات كمشروع استعماري عادي، وبالتالي كان مطلبها إجلاء المستوطنين. بينما في جنوب أفريقيا ناضل المؤتمر الوطني الأفريقي من أجل إسقاط نظام الأبارتهايد واستبداله بنظام ديمقراطي للسود والبيض على حدٍ سواء.

 

 وفي موضوع اللغة والخطاب الفلسطيني ومدى إصغاء العالم له يقترح بابه لتجاوز هذه « اللغة الخشبية « استعمال ثلاثة مصطلحات تسمح بتكريس وجود القضية الفلسطينية على خارطة السياسة العالمية، وهي: مصطلح الاستعمار الاستيطاني ومصطلح الفصل العنصري ( الابرتهايد) ومصطلح التطهير العرقي.

 

 برأيه من المهم في هذا السياق جعل هذه المصطلحات لغة شائعة بين الأكاديميين الذين يدرسون الصراع العربي الإسرائيلي، والمحركات الأساسية للغة الناشطين من أجل فلسطين، ما قد يسمح بتسللها تدريجيًا إلى لغة أصحاب القرار المعنيين بالقضية الفلسطينية.

 

 لماذا غادرت إسرائيل

 

وردا على سؤال لماذا غادر إسرائيل الى بريطانيا بدلا من العمل من داخلها قال بابه إن مهمة التغيير ليست سهلة. وتابع « فأنت تعمل مقابل جيل يتعرض لمساعي تلقين وتدجين بصورة يوميّة، من الولادة حتى الممات، هذا الجيل لا يسمح له أنّ يرى الفلسطينيين كبني آدم، متساوين، إنما فقط كتهديد دائم على حياتهم. من المؤسف القول إنك تعمل أمام جهاز تربية مشوه، جهاز سياسي لا يتوقف عن التحريض، ومثقفين جبناء. لكن، نعم يوجد جيل مُكمل لمسيرة التغيير، وانا ايضا عائد كي أستمر بهذا العمل.

 

ويشير لولادة جيل إسرائيلي جديد، واعٍ أكثر، عدده قليل لكن إصراره كبير، وهذا دافع للتغيير. ويضيف « التقيت هذا الجيل في عدةِ مناسبات وعندي قناعة أنه مستمر في الإنجازات نحو التغيير، الذي قد لا نلمسه اليوم، لكن من المؤكد أننا سنلمسه مستقبلا.


| رمز الموضوع: 305260