ماهي الرسائل؟
حماس وجهت أهم رسائلها من طهران واسرائيل تلقت الرسائل

أن وجود وفد حركة حماس في طهران يعتبر رفضا عمليا للطلب الإسرائيلي بقطع العلاقات مع طهران، وخلاصة القول أن حماس أكدت بأنها مستمرة في طريقها لإزالة إسرائيل من الوجود ولاتسير في الطريق المؤدي للإعتراف بهذا الكيان.
وكالة القدس للانباء(قدسنا):
وصل ظهر يوم الجمعة الماضي إلى طهران وفد قيادي رفيع المستوى من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، برئاسة صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي.
وضم وفد الحركة كلا من عزت الرشق، ومحمد نصر، وأسامة حمدان، وزاهر جبارين، وسامي أبو زهري، وخالد القدومي.
والتقي الوفد بمسؤولين إيرانيين كبارا خلال الزيارة التي تستغرق عدة أيام، وناقض اعضاء الوفد آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية والعلاقات الثنائية وتطورات الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.
لاشك أن لزيارة وفد حماس لطهران رسائل عدة لتلك الأطراف التي تسعي إلي ابعاد حركة حماس الفلسطينية عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
«ربما يأمل البعض بأن تتوتر العلاقات بين الجمهورية الاسلامية الإيرانية وحركة حماس لكننا نؤكد بأن آمال هؤلاء ستخيب وأن كل المحاولات الرامية لابعاد حماس عن طهران لن تجح واننا سنواصل المسيرة حتي تحرير ارض فلسطين من براثن الصهاينة المحتلين». بهذه العبارات رد مسؤول العلاقات الخارجية في حركة حماس الفلسطينية «أسامة حمدان» علي من يسعي لابعاد حماس عن طهران، وذلك في تصريح له علي هامش اللقاءات التي اجراها وفد حماس مع كبار المسؤولين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
أن وفد حركة حماس زار طهران هذه المرة برئاسة نائب رئيس مكتبها السياسي، وأحد مؤسسي الجناح العسكري لحماس في الضفة (كتائب القسام)، «صالح العاروري»، وهي أول زيارة يقوم بها لطهران منذ توليه منصب نائب رئيس المكتب السياسي لحماس. وأكد الوفد خلال هذه الزيارة على حرص الحركة على تعزيز العلاقة مع إيران، وتطويرها خدمة للشعب الفلسطيني وقضيته. وأكد الوفد بأن "حماس" أقامت علاقات قوية ومتينة مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وأنها تؤكد في مناسبات مختلفة على حرصها على تلك العلاقة، لان العلاقة بين الطرفين استراتيجة.
والجدير بالذكر أن هذه الزيارة تمت بعد تأكيد رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة «يحيى السنوار»، على أن إيران هي الداعم الأكبر بالسلاح والمال والتدريب لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس.
أن الموضوع الهام الذي يرتبط بهذا الموضوع هو أن إسرائيل وفي بيان لحكومة بينامين نتنياهو قد أعلنت قبل أيام بأنها لن تفاوض الفلسطينيين حتى تتخلى حركة حماس عن سلاحها وتعترف بإسرائيل وتقطع علاقاتها بإيران.
وعليه يمكن القول بأن هذه الزيارة تعتبر تحدياً كبيراً لاسرائيل وامريكا، لأنهما فسرا اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس يعني تخلي حماس عن المقاومة وأنها ستتحول إلي حركة كحركة فتح لذا فانهاستبتعد عن خيار المقاومة.
كما أن هذه الزيارة جاءت بعد مرور يوم علي تصريحات مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط،« جيسون غرينبلات»، الذي قد عقب على اتفاق المصالحة بقوله: إذا كانت حماس معنية بأي دور في حكومة فلسطينية، فيجب عليها أن تقبل بمبادئ اللجنة الرباعية، أي أن الحكومة الفلسطينية يجب أن تلتزم التزاما لا لبس فيه بنبذ العنف، والاعتراف بدولة إسرائيل، وقبول الاتفاقات والالتزامات السابقة.
وما يمكن قوله في الختام بان حركة حماس ومن خلال زيارة وفدها إلي طهران ، أجابت علي الكثير من الشبهات. أن زيارة وفد حماس لطهران بالاضافة إلي اللقاءات التي أجراها وفد الحركة مع كبار المسؤولين في الجمهورية الإسلامية الايرانية، أظهرت بشكل واضح وجلي بأن حماس لن تتراجع عن خيار الدفاع عن الشعب الفلسطيني، وأن المصالحة مع حركة فتح لن تؤثر على سلاح المقاومة الفلسطينية. والأهم من ذلك أن وجود وفد حركة حماس في طهران يعتبر رفضا عمليا للطلب الإسرائيلي بقطع العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وخلاصة القول أن حماس أكدت بأنها مستمرة في طريقها لإزالة إسرائيل من الوجود ولاتسير في الطريق الذي يؤدي إلي الإعتراف بالكيان الصهيوني المحتل.