الاربعاء 16 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir
عن اقتراح انشاء دولة يهودية في فلسطين

قصة حقيقية .. موطيء اقدام الذئاب

قبل سنوات مديدة ومع امتداد الحرب العالمية الاولي الي الاراضي العربية، بعث احد السياسيين الصهانية البريطانيين رسالة الي مجلس الوزراء و نواب البرلمان البريطاني تتضمن اقتراح انشاء دولة يهودية في فلسطين تحت اشراف بريطانيا.

قبل سنوات مديدة ومع امتداد الحرب العالمية الاولي الي الاراضي العربية، بعث احد السياسيين الصهانية البريطانيين رسالة الي مجلس الوزراء و نواب البرلمان البريطاني تتضمن اقتراح بهذا المعني:


(يتم انشاء دولة يهودية في فلسطين تحت اشراف بريطانيا و ان يذهب بين 3 الي 4 ملايين من اليهود المتناثرين في اوربا الي هناك و بهذا الشكل تقوم بريطانيا بأنشاء حكومة عميلة لها الي جانب مصر و قناة السويس تصون مصالحا وتتمكن اثر ذلك بالسيطرة علي منطقة هامة.


و كان صاحب هذا الاقتراح احد اعضاء " اتحاد الصهاينة البريطانيين اسمه (هربرت صاموئل) . و كان رئيس هذا الاتحاد انذاك شخص يدعي الدكتور (حاييم وايزمن) الذي كان يدرس مادة الكيمياء في جامعة منشستر البريطانية، و قد حظي هذا الشخص بسبب اختراعه لمادة (الاستون) التي تستخدم في صناعة المتفجرات والتي استخدمتها بريطانيا كثيرآ في الحرب العالمية الاولي علي شعبية و نفوذ كبير بين رجال السياسة في بريطانيا و منذ ذلك الوقت تبدل الدكتور (حاييم وايزمن ) اكبر داعم و مدافع عن اقتراح (هربرت صاموئيل) ، حيث استغل كل نفوذه و دخل في مفاوضات مع اكبر رجال الدولة في بريطانيا من اجل تنفيذ مشروع (الدولة اليهودية).


وفي كانون الاول عام 1917 قامت وزارة الخارجية البريطانية بارسال رسالة الي بارون ادموند روتشيلد (رئيس الفرع الفرنسي لاتباع روتشيلد ) و كان نص الرسالة التي كانت من اول افرازات وتداعيات النشاطات و المفاوضات السياسية لاتحاد اليهود البريطانيين (برئاسة الدكتور حاييم وايزمن) مع القادة السياسيين و الاقتصاديين البريطانيين بهذا اشكل:

 

عزيزي اللورد روتشيلد

يسرني جدا ان ابلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته التصريح التالي الذي ينطوي علي العطف علي أماني اليهود و الصهيونية و قد عرض علي الوزارة و أقرته .

ان حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف الي اقامة مقام قومي في فلسطين للشعب اليهودي و ستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذا الغاية علي ان يفهم جليا انه لن يؤتي بعمل من شأنه ان ينتقص من الحقوق المدنية و الدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين و لا الحقوق او الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في اي بلد آخر...

و سأكون ممتنا اذا ما احطتم الاتحاد الصهيوني علما بهذا التصريح .

المخلص آرتر جيمس بلفور

 

واعتبر الصهانية ولايزال هذه الرسالة او هذا التصريح الذي يعرف في الادب السياسي العالمي باسم (وعد بلفور) او تصريح بلفور وثيقة رسمية معتبرة لسيادة اليهود علي فلسطين.


في تلك الفترة كانت سلالة (روتشيلد) تعتبر ملوك بلا تيجان و لاعروش واقوي هذه الاسر  او السلالة يعني( روتشيلد لندن ) تحمل لقب ملك اليهود . و كان بارون ادموند روتشيلد (رئيس جماعة روتشيلد في فرنسا ) اهم و اكبر من يقدم الدعم الاقتصادي و السياسي ( للحركة الصهيونية) و ( المنظمة الصهيونية العالمية) . و من البديهي ان رسالة وزير الشؤون الخارجية البريطانية (اقرب بلد لملك اليهود ) الي احد روساء امبراطورية روتشيلد و التي بدأت بعبارة (عزيزي اللورد روتشيلد ) و التي تم خلالها ابلاغ رسالة ملك  بريطانيا ستعتبر بمثابة و عد حازم و قاطع من قبل بريطانيا لليهود.


و خلال السنوات التي تلتها تمكن البريطانيون من خلال تقديم الوعود الكثيرة و ابرام العقود التي لم يتم تنفيذها ابدا (سايكس بيكو) ان يخدعون القادة العرب البسطاء (الشريف حسين في مكة و الملك فيصل في العراق )و طمأنوهم بانه ليس من المقرر ان يحدث هناك تغييرا في اوضاع المسلمين الفلسطينيين و ان هذا الامر سيكون بمثابة تعايش سلمي فقط.


في البداية و في كانون الثاني عام 1918 تولي دبلوماسي بأسم (هوغارت ) مهمة الالتقاء بشريف مكة لتشجيعه على هذا الامر ،حيث ذهب (هوغارت ) الي جدة و وعد (شريف مكة ) بان بريطانيا ستواصل دعمها لموضوع ( وحدة الشعوب العربية) و انه ليس من المقرر في فلسطين ان يكون الاعراب تحت سيطرة اليهود او بالعكس. و ان (بيت المقدس ) ايضا سيتم ادارته من قبل نظام دولي ، و ان المسجد الاقصي سيكون للمسلمين ايضا و ان دعم بريطانيا لموضوع (دعوة اليهود) سيكون الي المستوي الذي لايترك تاثيرا سلبيا علي حرية ( السكان الاصليين في فلسطين ) من الناحية السياسية والاقتصادية. و لم يكذب هذا الشخص موضوع وعد بلفور ابدا، و استغل حسن نوايا القادة العرب وتفاؤلهم اللامحدود واللامعقول و تمكن من السيطرة علي ردود افعالهم المحتملة من خلال تقديم بعض الوعود و من خلال عقد بعض المعاهدات التي لم يكن هناك اي ضمان لتنفيذها.


وتزامنا مع هذا الامر تم  في 19/1/1918 انتخاب لجنة ثلاثية من قبل (لجنة الشرق الاوسط في وزارة الخارجية البريطانية) برئاسة حاييم وايزمن (رئيس اتحاد الصهانية في بريطانيا ) لتذهب الي فلسطين ولتقوم هناك بالتعاون مع احد مبعوثي وزارة الخارجية البريطانية باسم (اورمسبي غور ) بدراسة التداعيات السياسية الناجمة عن صدور اعلان بالفور و ما هي امكانيات تنفيذ بنوده . و قد اتخذت هذه اللجنة الثلاثية اسم (اللجنة الصهيونية). لكن الحقيقة كانت هكذا و هو انه منذ اليوم الاول الذي طرح فيه اعلان او وعد بالفور اخذت الحركة الصهيونية الناعمة تزداد  سرعة في التهام الاراضي الحرة بتوجيه من الحكومة البريطانية.


والان اذ يمر حوالي قرن من الزمن علي ذلك اليوم  لم يبق من الاراضي الفلسطينية، سوي قطاع غزة والضفة الغربية للفلسطينيين ، فيما تم احتلال بقية المناطق الفلسطينية من خلال ارتكاب المجازر و الابادة البشرية المنظمة و من خلال ازالة الوحدة بين الفصائل الفلسطينية المناضلة و بسبب تخاذل قادة العرب و البلدان الاسلامية و كذلك بسبب تناغم تيار الاستعمار العالمي مع قضية الاحتلال و تأييده.


ان الدور المحوري للحكومة البريطانية في دعمها للصهاينة من اجل الحيلولة دون  رسم الجغرافيا العربية الاسلامية المتحدة وتمهيد الارضية لخلق صراع استنزافي دائم للامة الاسلامية من خلال اصدار اعلان (وعد ) بلفور والاموال الطائلة للعوائل اليهودية التي انفقت في هذا المجال و جهالة قادة العرب كلها كانت من اهم العوامل التي ادت الي بروز هذه الغدة السرطانية التي تحمل اسم دولة  اسرائيل.


و يبدو ان موضوع الاموال والقوي العالمية الفاسدة لاتزال تواصل هذا المسير و ان الحيلولة دون وقوع اي مبادره جديدة ضد الشعوب الاسلامية و دعم الشعب الفلسطين في الدفاع عن  ارضه يتطلب الوعي و الذكاء من قبل الشعوب الاسلامية وتضامن شعوب بلدان العالم معها ضد هذا الظلم التاريخي العلني.


| رمز الموضوع: 301147







المستعمل تعليقات

الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)