إثارة الفتن الطائفیة والمذهبیة بهدف نسیان القضیة الفلسطینیة

وکالة القدس للانباء(قدسنا) «مهدي زند»*:
هناک بعض الجهات تحاول أن تستبدل إيران بإسرائيل في منزلة العدو، وتعتبر أن إسرائيل ليست عدو للعرب و المسلمین، وبذلک ترید أن تمهّد الأرضیة للتطبیع العلاقات مع الاحتلال الصهیوني من جهة وجعل القضیة الفلسطینیة طي النسیان من جهة ثانیة.
بعد انتصار الثورة الاسلامیة في ایران وبعد أن رفعت الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة شعار الدفاع عن المظلومین، وقفت بعض الدول العربیة بوجه ایران وعارضت سیاستها، الامر الذي ادی إلی تحریض نظام صدام حسین علی ایران لیشن حربا ضد ایران لتستمر 8 سنوات. انتهت الحرب الایرانیة العراقیة بعد أن دﻣرت البنیة التحتیة للبلدین.
وبعض انتهاء الحرب، بعض الدول العربیة التي دعمت صدام حسین في حربه ضد ایران، حاولت أن تستغل الفرصة لتأجیج الصراع الطائفي بین الشیعة والسنّة. وعلیه فان تلک الدول حاولت منذ ذلک الحین إلی یومنها هذا أن تعرف ایران بأنها دولة شیعیة ﺗﺴﻌﻰ ﻟﻨﺸﺮ اﻟﺘﺸﯿﻊ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻛﻬﺪف ﺛﺎﻧﻲ ﻟﻤﺨﻄﻄﻬﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﻟﺴﯿﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ.
وبعد انتهاء الحرب الایرانیة العراقیة و خاصة بعد سقوط نظام صدام حسین، زادت حدة العداء لایران من اغلب الدول العربیة، والسبب هو التقارب العقائدي بین الشعبین الایراني و العراقي، الأمر الذي جعل تلک الدول أن تشعر بأن التقارب بین بغداد وطهران سیزداد. لذلک شهدنا خلال السنوات الماضیة دعوات تحریضیة منظمة ضد ایران من جانب تلک الدول، والهدف هو تحريض الشعوب العربية ضد ایران.
علی الرغم من أن بعض الانظمة العربیة منشغلة بتلفيق التهم و تحريض الشعوب العربية ضد الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة لکن مع ذلک، نتائج أکثر استطلاعات الرأي العربیة أظهرت ازدیاد شعبیة ایران في العالم العربي و أن تلک المحاولات المعادیة لایران باءت بالفشل.
مع بدایة الازمة السوریة بدأت مرحلة جدیدة من دعایات و التحریض ضد ایران و محور المقاومة. تنظيم داعش و المنظمات التکفیریة تقاتل بالوكالة عن أمريكا واسرائیل وذلک عن طریق الدعم الذي تقدمه لهم السعودیة وبعض الدول العربیة وایضا بدعم لوجستي من ترکیا والاردن. کل ذلک یدخل في اطار محاربة الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة، لکن مع ذلک نری النتائج جائت عکس ما تشتهی هذه الدول، ورأینا الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس الإيراني حسن روحاني، ورئيس فنزويلا هوغو تشافيز، من أکثر الرؤساء شعبیة في العالم العربي. کما تم اختیار امين عام حزب الله اللبناني، السید حسن نصر الله کأقوى شخصية عربية؛ وهو الشخصیة التي حاولت الانظمة العربیة ﺗﺤﺮﯾﺾ اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم ﺿﺪﻩ ﻋﺒﺮ الابواق اﻹﻋﻼﻣﯿﺔ و أﻗﻼﻣهم اﻟﻤﺄﺟﻮرة.
لاشک ان داعش أداة لسياسة إسلاموفوبيا الغربية ، لذلک نری هذا التنظیم دخل في الدول الاسلامیة و التي تربطها علاقة مع ایران، خاصة في سوريا والعراق باعتبارها «العدو القریب»، دون أن يقوم باي عمليات تذكر ضد المصالح الغربية. والی جانب ذلک، بدأت الدول الغربیة وبالتعاون مع حلفاءها الاقلیمیین الأمواج الواسعة للتخویف من ایران، وبذلک أرادت أن تبرر دخول تلک المنظمات للاراضي السوریة والعراقیة.
بعض الدول الاسلامیة تحالفت مع الدول الغربیة ضد ایران، لذلک نراها تتخذ خطوات و اجراءات معادیة لایران، منها البيان الختامي لقمة التعاون الإسلامي الاخیرة ندد بإيران وحزب الله اللبناني، بحجة ان إيران تتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة ودول أخرى أعضاء. کما حصل ذلک في القمة العربية الـ(28) التي اقیمت في منطقة البحر الميت الأردنية .
وختاما یمکن القول أن تلک المحاولات و الاجراءات کلها تأتي من أجل ﺿﻣــﺎن أمن اسرائیل و توفیر مصالح الاستکبار العالمي في المنطقة. اذن محاولات بعض الدول العربیة هي جزء من مؤامرات أعداء الإسلام الذین یسعون لإيجاد شرخ وتشتت في العلاقات بين المسلمين وبث روح الكراهية والحقد بين المذاهب المختلفة وخاصة بين الشيعة و السنة، و الهدف النهائي من کل ذلک هو جعل القضية الفلسطينية في ذيل الاهتمام العربي والإسلامي وبالتالي جعلها طي النسیان.
*عضو اللجنة السیاسیة لجمعیة الدفاع عن الشعب الفلسطیني