حل الدولتین ام حل الدولة الواحدة ؟؟
وکالة القدس للانباء(قدسنا)
عملت اسرائيل دون توقف للحيلولة دون تحول فكرة حل الدولتين من الشعارات الى التطبيق العملي ، وابتدأت خطواتها من قمع الانتفاضة الاولى 1987 الى اتفاق اوسلو الذي انهك حل الدولتين ، الى تسويق المقاومين كإرهابين الى بناء جدار الضم والتوسع الى مصادرة الاراضي وبناء المستوطنات وارساء قواعد الدولة اليهودية وتجميع اليهود من كافة انحاء العالم ، وتقطيع اواصل الضفة الغربية عبر كنتونات عسكرية .
كل ذلك منع فكرة امكانية حل الدولتين واقامة دولة فلسطينية متصلة الجغرافيا ، وهذه الاحداث التي توالت على القضية الفلسطينية جعلت امكانية حل الدولتين تعيش مراحل الموت السريري وان الدولة الفلسطينية باتت بين وهم وحلم ، وما يحدث من مؤتمرات هو عبارة عن تخدير لاستكمال المراحل النهائية وهي اقامة الدولة اليهودية دون الدولة الفلسطينية رغم اقرار هيئة الامم المتحدة بحل الدولتين حسب قرار 181 .
شعارات حل الدولتين من قبل القيادة الفلسطينية والفصائل هو من اجل استمرار جلب الاموال واستمرار عيش المؤسسات ، اما شعار حل الدولتين عند الاسرائيليين هو خوفهم من زوال فكرة اليهودية ، اما شعار حل الدولتين عند الامريكان هو من اجل اظهار اميركا امام العالم بانها تؤمن بالسلام والديمقراطية ومع المفاوضات لانهاء الصراع الاسرائيلي الفلسطيني .
في هذه المرحلة الحالية أضحت ان فكرة حل الدولتين فشلت فشلا ذريعا بعد مفاوضات عقيمة اوصلت القضية الفلسطينية الى طريق مسدود انهى مرحلة الدولتين ، واتضح ذلك خلال زيارة نتينياهو ولقائه مع ترامب بان حل الدولتين قد فشل رغم تذرع نتنياهو واعلان رغبته بالسلام ولكن الهدف من ذلك استمرار المفاوضات لتهويد القدس ومصادرة المياه الجوفية والسيطرة على الاقتصاد الفلسطيني واعاقة اقامة المشاريع التنموية والصناعية في المناطق "ج" وابتلاع الاراضي وبناء الآلاف من المستوطنات ، بعد كل ذلك فان حل الدولتين قد انتهى ، وبالذات ان الادارة الاميركية لم تستطيع ايقاف الاستيطان وعجز الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة ومجلس الامن في تجميد الاستيطان وانشغال الامة العربية بمشاكلها الاقليمية والطائفية .
بعد سقوط حل الدولتين هل بامكان ايجاد خيارا آخر وهو حل الدولة الواحدة ، والذي اقترحته حركة فتح ومنظمة التحرير 1968 على اساس اقامة دولة واحدة ديمقراطية علمانية لا طائفية على ارض فلسطين التاريخية يعيش فيها اليهود والمسلمين والمسيحيين على قدم المساواة في الحقوق والواجبات والمواطنة تمنح كل من يعيش على ارضها الممتدة من نهر الاردن الى البحر المتوسط ، وان تكون الدولة مؤلفة من جزأين في اطار اتحاد فدرالي ، ويسمح للمواطنين بالتحرك بحرية وتوطد هذه الفكرة بعد تحرير دولتهم وتفكيك المشروع الصهيوني والانتصار ثم اقامة الدولة الواحدة .
ولكن بعد اخفاق الفلسطينيين في تحرير 22% من الارض ، فإن هذا الخيار لم يعد مجديا ، واسرائيل لن تقبل به لانه سيلغي المشروع التي قامت من اجل وهو الصهونية وارساء قواعد دولة يهودية وليست ديمقراطية ، فارساء قواعد الدولة اليهودية يعني ضم اراضي الضفة والتي تسميها الآن اراضيها يهودا والسامرا ، ولن تقبل بحل الدولة الواحدة ثنائية القومية لان عدد الفلسطنيين سيكون اكثر من اليهود واقرار حل الدولة الواحد هو اقرار حق العودة وهذا لن تقبل به اسرائيل ، ولن تقبل بسيادة مشتركة ، والاسرائيليين لا تقبل بكيان فلسطيني وتؤمن بفكرة اليهودية وهو هدف الصهونية القائم على التهجير .
الحل اقرار حل الدولتين وان لا تشكل المستوطنات عقبة امام هذا الحل ، فوجود المستوطنيين في اراضي الضفة الغربية لا يشكل عائقا بل العكس لماذا لا نجعلهم مواطنيين تحت اطار الدولة الفلسطينية ؟ مثل ما يعيش الفلسطينيين المتواجدين في اسرائيل ، والذين يتمتعون بجنسية اسرائيلية دون اي عوائق ، فعقبة المستوطنيين لن تكون شائكة امام حل الدولتين اذا بقوا المستوطنيين تحت اطار السلطة واعطائهم الجنسية الفلسطينية مثل ما يمتلك الفلسطيين الجنسية الاسرائيلية ، ولكن هل يوجد قيادة جادة لايجاد حل الدولتين ؟؟
بقلم الكاتبة : تمارا حداد
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS