"حذف آیات قرآنیة وتغییر هویة القدس" یقلب الاردن
وکالة القدس للانباء(قدسنا) -وکالات- بدت مفارقة غیر محسوبة بالنسبة للحکومة والسلطة الأردنیة التی اجتهدت بنشاط لإقصاء الإخوان المسلمین عن نقابة المعلمین، أن یقود نقیب المعلمین الجدید باسل فریحات – وهو شخصیة تمیل إلى التیار القومی والیساری المناهض للإخوان المسلمین – عملیا الاعتراضات «العنیفة» التی توسعت مؤخرا فی المملکة ضد «تعدیلات المناهج».
فریحات خطب محذرا من المساس بالمناهج على بوابة وزارة التربیة والتعلیم. لاحقا لم یعترض الرجل على مبادرات فروع النقابة فی المحافظات حین أشرفت على ظاهرة نادرة جدا قوامها «إحراق المناهج» بعد تعدیل بعضها لتخفیف «جرعة التدین ونصوص الکراهیة» فیها کما قال داعیة إصلاح المناهج الدکتور ذوقان عبیدات.
النقابة التی استنفرت أجهزة الدولة ووزارة التربیة والتعلیم لتغلیبها على التیار الإخوانی وانتشالها من أحضان الحرکة الإسلامیة هی التی تقوم الیوم بفعالیات ذات طابع جماهیری ضد ما یسمى بتعدیل المناهج.
فی معان وعمان وجرش وقف معلمون مع تلامیذ وأولیاء أمور وهم یصفقون للمناهج التی تحرق مطالبین بإقالة الوزیر الدکتور محمد الذنیبات أهم من قاد هذا القطاع فی العشرین عاما الماضیة.
الأساتذة وبینهم أعضاء مجالس النقابة التی کانت أصلا من منتجات الربیع العربی ابتکروا هتافهم المستجد حینما علا صوتهم «احتجاج… احتجاج… ما راح ندرس هالمنهاج».
تلک لیست حالة احتجاج شعبیة بل أقرب للعصیان الإداری بقیادة طاقم النقابة الذی دعمت السلطة فوزه فی آخر انتخابات احتفلت بها الحکومة، لأنها نجحت فی إقصاء الإخوان المسلمین لیکتشف المعنیون فی أزمة المناهج بأن المسألة أعقد.
بکل حال «یتمرد» معلمون إداریا داخل بعض المدارس الحکومیة على المنهاج المعدل، فیقیمون الصلاة جماعیا للطلاب ویزیدون من تلقاء أنفسهم من حصص الدین واللغة العربیة ویرفضون تعلیم المنهاج المعدل.
تلک حالة لم تکن متوقعة حتى فی خیال الوزیر النشط والمحتار محمد الذنیبات، والرسالة المرجعیة الأهم کانت بالسیاق تدعم ـ عن بعد – خیارات الوزیر الذنیبات الذی یطالب الشارع التعلیمی الیوم باستقالته، فوسط هذا الصخب احتفظ الرجل بمنصبه الوزاری الرفیع نائبا لرئیس الحکومة الجدیدة.
«تثبیت» الذنیبات بمنصبه فی حکومة جدیدة یعنی أن الدولة المرکزیة ببساطة تدعم تعدیل المنهاج، وهو ما یعرفه النقیب فریحات ورفاقه.
وبیان المعلمین یتحدث بالتراجع عن جمیع التحریفات والتشویهات التی أصابت المناهج الوطنیة ومحاسبة نائب رئیس الوزراء لشؤون الخدمات وزیر التربیة والتعلیم محمد الذنیبات والفریق الذی عبث بالمناهج».
اعتصام المعلمین تحت عنوان «وقفة وطن… عشان ابنی وابنک» وتهدیدهم مباشر بالإضراب والیافطات المرفوعة رفضت «اجتثاث» الآیات القرآنیة من المناهج، والعبث بها وتشویهها، وضیاع الهویة الوطنیة والدینیة فی المناهج المعدلة، مشددین على أن هناک فرقا بین تطویر المناهج وقتلها.
القصة لا أحد یعلم بعد من أین انطلقت، وقد بدأت مع اعتراضات الخبیر العبیدات على وجود نصوص تحرض على «الکراهیة» والتشدد الدینی بالتوازی مع خطاب شهیر للملکة رانیا العبد الله فی مؤتمر لإدارة الموارد البشریة عرضت فیه مفاجآت لتقییم المناهج وسلبیتها.
بعد الجملة الاعتراضیة الشهیرة والجریئة للملکة وزعت الطبعة الجدیدة من الکتب المدرسیة، وأعلن حزب جبهة العمل الإسلامی رفضه فی بیان فتح نیران النقاش والجدل لسحب آیات قرآنیة وأحادیث نبویة من منهج اللغة العربیة. تفاعل النقاش الجماهیری لاحقا وتحدثت عشرات البیانات عن استبدال صورة امرأة محجبة بأخرى بدون غطاء رأس فی المنهاج، وعن شطب العدید من القصص التراثیة الدینیة، وعن تغییر صور نساء لرجال فی کتب الصفوف الأولى، وتقلیص عدد حصص منهاج التربیة الإسلامیة وحتى عن تغییر فی هویة مدینة القدس.
لاحتواء الجدل شکّل الذنیبات لجنة من علماء للنظر بالکتب المدرسیة الجدیدة، وحاول عبثا احتواء القصة بدون نجاح قبل دخول نقابة المعلمین على الخط والتلویح بالإضراب المفتوح.