البطالة فی قطاع غزة من أعلى معدلاتها فی العالم

وکالة القدس للانباء(قدسنا) - قالت منظمة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغیل اللاجئین الفلسطینیین فی الشرق الأدنى "الأونروا"، الیوم الثلاثاء: إن الأوضاع الاجتماعیة الاقتصادیة فی قطاع غزة الضیق قاسیة للغایة، حیث تعتبر واحدة من أعلى معدلات البطالة فی العالم.
ووفق تقریر للمنظمة الدولیة، فإن إیجاد عمل فی قطاع غزة لیس بالمشروع السهل، فالأوضاع الاجتماعیة الاقتصادیة فی القطاع الضیق قاسیة للغایة، حیث تعتبر واحدة من أعلى معدلات البطالة فی العالم، وأنه فی الربع الأول من العام 2016، وبحسب الجهاز المرکزی للإحصاء الفلسطینی (PCBS)، فإن معدل البطالة یقف عند 41.2% وعند 62.6% للنساء، والوضع بالنسبة للشباب أکثر قتامة، فالکثیر من الشباب إیجاد فرصة عمل تمکنه من دفع فواتیره وتسمح له دفع الإیجار والإنفاق على عائلة یعتبر حلم بعید المنال، وهذا الأمر ینطبق بشکل خاص على الشابات والذی سجل الجهاز المرکزی للإحصاء الفلسطینی معدل البطالة بینهن بـ80% فی الربع الأول من عام 2016.
وحسب التقریر، یعتمد 80% من السکان فی غزة على المساعدات الانسانیة لتلبیة احتیاجاتهم الأساسیة، مثل التعلیم والرعایة الصحیة الأولیة والغذاء والإیواء وحتى البطانیات ومواقد الطبخ.
وبینما تقدم "الأونروا" حالیاً المساعدة الانسانیة لـ 1.3 ملیون لاجئ فلسطینی فی مجالات الرعایة الصحیة والتعلیم أو المساعدة الغذائیة، فإن "الأونروا" تعی جیداً أهمیة التدخلات المرتبطة بالتوظیف من أجل توفیر فرص سبل العیش، وتوفر "الأونروا" آلاف فرص العمل عبر نشاطاتها فی مجال الإنشاءات، وبرنامج الإصلاح الذاتی للمساکن أو عبر برنامج المال مقابل العمل ضمن برنامج خلق فرص العمل (JCP).
ویعتبر برنامج خلق فرص العمل، حسب التقریر، أحد أکثر الوسائل فعالیة لدعم المجتمعات وضخ المال فی الاقتصاد المحلی ولتقویة مشاریع العمل التی تواجه صعوبات، وفی أول أربعة أشهر من عام 2016، وفرت الأونروا فرص عمل لـ8,387 مستفیدا عبر برنامج خلق فرص العمل، والذی ضخ 4.54 ملیون دولار فی اقتصاد قطاع غزة.
ولا یقدم برنامج خلق فرص العمل مصدر دخل فقط، ولکن یساعد على استعادة احترام الذات والکرامة وبعض من الاعتماد على النفس لآلاف اللاجئین الفلسطینیین، حیث یُنفق المال الذی یتم الحصول علیه من فرص العمل قصیرة المدى على تغطیة الاحتیاجات الأساسیة مثل الأدویة والغذاء والملابس.
وقال إبراهیم نصار / 30 عاما/، أحد المستفیدین من برنامج خلق فرص العمل والذی یعمل کمشرف على عمال آخرین حاصلین على عمل من برنامج خلق فرص العمل فی مخیم النصیرات للاجئین، وسط قطاع غزة: "أنا حاصل على درجة البکالوریوس فی إدارة الأعمال، وهذا العمل أعطانی لأول مرة الفرصة لتطبیق مهاراتی فی التنسیق والإدارة والاتصال، وقبل ذلک، عملت کعامل نظافة وعامل من أجل دعم عائلتی"، و"المال الذی أحصل علیه من خلال فرص العمل أنفقه على تقدیم العلاجات الطبیة لعائلتی".
ویستهدف البرنامج العمل من فئة المهرة وفئة غیر المهرة وکذلک المهنیین، وتعطى الأولویة للمتقدمین من أسر تم تقییمهم بالأسر التی تعیش تحت خط الفقر بأقل من 3.87$ للشخص الواحد فی الیوم الواحد؛ وهناک معاییر أخرى مثل النوع الاجتماعی والعمر والمهارات والموقع، وبشکل عام، تهدف الأونروا إلى توفیر 35% من فرص فئة المهرة للنساء، و25% من جمیع فرص العمل للشباب، یورد التقریر الأممی.
وجاء فی التقریر: تقدم "الأونروا" أیضاً آلاف الفرص للخریجین الجدد من جامعات غزة من خلال برنامج تدریبی موجه للخریجین الجدد، وأنه وبسبب الأشخاص على قائمة الانتظار طویلة الأمد (حالیاً تمتد فترة الانتظار لستة سنوات)، فإن الفرص لوظائف فئة المهرة تمنح لفترة ثلاثة أشهر وتمتد العقود لوظائف فئة المهرة کحد أقصى لفترة ستة أشهر، ویمنح شخص واحد من الأسرة المستحقة للحصول على فرصة العمل فی الفترة الواحدة.
وتعتبر فرصة العمل على برنامج خلق فرص العمل للنساء، وفق التقریر، الفرصة لمغادرة بیتها والاختلاط اجتماعیاً والتشبیک ولتحظى بمزید من الثقة فی نفسها.
وهنا تقول فاطمة العدیلی / 28 عاما/ المهندسة المعماریة الحاصلة على فرصة عمل لفئة المهرة ضمن برنامج خلق فرص العمل والتی تعمل فی بلدیة بیت حانون شمال قطاع غزة: "عندما بدأت مغادرة بیتی ذاهباً إلى العمل، بدأت أشعر بالقوة والثقة بذاتی، أتعامل مع الکثیر من الأشخاص وحسنت من شبکتی الاجتماعیة وهو ما آمل أن یساعدنی ذلک فی المستقبل، تعلمت الکثیر من فرصة العمل هذه، خصوصاً التباین بین التصمیم النظری والتنفیذ على أرض الواقع، إضافة إلى ذلک، أقابل الکثیر من الأشخاص الذین یأتون إلى مکان عملی من أجل إعادة بناء مساکنهم التی دمرت فی صراع عام 2014، ومن خلال عملی، أستطیع مساعدتهم ودعمهم؛ وبالفعل أکسب خبرة عمل حقیقیة هنا، وکل ما أریده أن أستمر فی عملی"، وأضافت أیضاً: "المال الذی أتقاضاه غالباً ما أنفقه على الدواء وعلى شراء الملابس لأطفالی".
ویعمل الموظفون على بند برنامج خلق فرص العمل داخل وخارج منشآت "الأونروا"، وبشکل عام، تحدد "الأونروا" أماکن التوظیف التی ستؤدی إلى تأثیر مجتمعی عالی، مثل الأماکن المحرومة/ المهمشة اقتصادیا أو أماکن التوظیف التی تهدف إلى إعادة تأهیل البنى التحتیة والمنشآت.
وفی عام 2016، خططت "الأونروا" لتوفیر حوالی 46,000 فرصة عمل ضمن برنامج توفیر فرص العمل للاجئین الفلسطینیین، وهو ما سیضخ ما مجموعه 54 ملیون دولار إلى الاقتصاد المحلی المنهک، ومع ذلک، بسبب نقص التمویل، تسعى "الأونروا" حالیاً جاهدةً للحفاظ على البرنامج بمستوى تستطیع عبره أن تحدث أثراً ملموساً على الاقتصاد المحلی والمجتمع.