نظام إنذار "إسرائیلی" للکشف عن تسلل المقاومین من الأنفاق

وکالة القدس للانباء(قدسنا) -وکالات- فی استعداداتها المتواصلة للمواجهة العسکریّة القادمة ضدّ المقاومة فی قطاع غزّة، اتّخذت ما تسمى الجبهة الدّاخلیّة فی إسرائیل بالتّعاون مع ما یسمّى بوحدة 'غزّة' فی جیش الاحتلال ، قرارًا بإطلاق صافرات إنذار فی منطقة ما یسمّى ببلدات 'محیط غزّة'، تحذّر من تسلّل مقاومین من غزة، عبر الأنفاق التی تمّ تشییدها للهجوم داخل إسرائیل.
ویضاف هذا التّجدید التّقنیّ الإسرائیلیّ إلى منظومة الإنذار الإسرائیلیّة المسمّاة 'لون أحمر' والتی طوّرت خصّیصًا للإنذار عن سقوط قذائف صاروخیّة قادمة من القطاع داخل "إسرائیل".
ووفق ما نشرته صحیفة 'یدیعوت أحرونوت'، الصّادرة صباح الیوم الأربعاء، فإنّ الإنذار الجدید الذی یهدف لحمایة "الإسرائیلیّین"، سیکون مثیلًا بنظیره الخاصّ بالتّحذیر من القذائف الصّاروخیّة، إلّا أنّه سیکون مصحوبًا برسالة نصیّة ترسلها الجهات الأمنیّة إلى "الإسرائیلیّین"، على هواتفهم الجوّالة الخاصّة، یکون مکتوبًا فیها 'إثر تسلّل مخرّبین، فإنّ السّکّان مطالبون بالتّحصّن فی بیوتهم، وإطفاء الأنوار، حتّى إشعار آخر'.
عدا عن هذا الإنذار الصّوتیّ المصحوب برسائل نصیّة للمواطنین، فإنّ الجهات الأمنیّة فی البلدات الإسرائیلیّة المحیطة بقطاع غزّة، فی حال اکتشافها تسلّلًا للمقاومین عبر الأنفاق، فإنّها ستعلن الأمر بمکبرّات الصّوت المثبّتة فی مواقع مختلفة من البلدات.
ویأتی هذا الإنذار الجدید ضمن سلسلة من التّوصیات التی ینکبّ الجیش الإسرائیلیّ مؤخّرًا على صیاغتها، اعتمادًا على 'تجربته' فی العدوان الإسرائیلیّ الأخیر (2014) على قطاع غزّة، والذی نجحت فیه المقاومة بغزة بإلحاق أضرار لا یستهان بها فی الجانب الإسرائیلیّ، معتمدة على أنفاقها الهجومیّة التی کانت قد شیّدت سلفًا للمواجهة العسکریّة.
وقال مصدر عسکریّ لصحیفة 'یدیعوت أحرونوت' حول منظومة الإنذار الجدیدة 'مهمّتنا الرّئیسیّة الیوم هی الدّفاع عن البلدات، بموازاة القتال الهجومیّ ضدّ المقاومة. البلدات الإسرائیلیّة فی غلاف غزّة هی ذخر هامّ جدًا، وصمودها هو انتصار'.
وواصل المصدر العسکریّ تعقیبه 'الصّافرة هی جزء مکمّل، جاء للفت انتباه المواطنین أنّه تجری عملیّة الآن. بالطّبع فإنّ الصّافرة ستعمل بشکل اعتیادیّ أیضًا ف حال سقوط قذائف صاروخیّة. یجب أن یفهم المواطنون أنّه لیس کلّ إطلاق للصافرة یعنی تسلّل مقاومین'.
یأتی هذا القرار الأمنیّ الجدید ضمن سلسلة استعدادات للمواجهة العسکریّة القادمة بین إسرائیل والفصائل الفلسطینیّة فی قطاع غزّة، إذ قرّرت مؤخّرًا وزارة الحرب الإسرائیلیّة بناء جدار تحت الأرض یمتدّ إلى ما فوق سطحها، على الحدود الإسرائیلیّة مع قطاع غزّة، کـ'حلّ نهائیّ' للأنفاق الهجومیّة التی تشیّدها المقاومة، فی حربها ضدّ الحصار الإسرائیلیّ المتواصل منذ 10 أعوام.
وسیضمّن ما أسمته إسرائیل بـ'خطّ الدّفاع'، جدارًا إسمنتیًّا ستحفره إسرائیل على عمق عشرات الأمتار، وسیرتفع أیضًا إلى ما فوق سطح الأرض، لأجل منع إمکانیّة مواصلة حفر الأنفاق الهجومیّة. وقدّر جهاز الحرب الإسرائیلیّ، فی السّابق، تکلفة هذا المشروع بعشرات الملیارات من الدّولارات، إلّا أنّ الخطّة الجدیدة التی أقرّتها وزارة الأمن الإسرائیلیّة، ستشیّد هذا الجدار بتکلفة ستصل 2.2 ملیار شیکل.
ویعتبر هذا الجدار، وفق معاییره ومواصفاته، الأوّل من نوعه فی إسرائیل. وسیمتدّ على طول 60 کیلومترًا تلفّ قطاع غزّة، لتشکّل عملیًّا جهازًا أمنیًّا إسرائیلیًّا ثالثًا تنصّبه إسرائیل على الحدود مع القطاع المحاصر، بعد منظومتی 'هوبرس أ' و 'هوبرس ب'، إذ شیّدت الأولى فی تسعینات القرن الماضی، بعد اتّفاق أوسلو، أمّا الجهاز الثّانی، فتمّ نصبه بعید الانفصال أحادیّ الجانب الذی نفّذته إسرائیل مع قطاع غزّة. ولم تستطع المنظومتان 'هوبرس أ' و 'هوبرس ب' التّغلّب على الأنفاق الفلسطینیّة القادمة من القطاع.