حزب الله تحولّ إلى خطر أساسیّ على الحدود الشمالیة لإسرائیل
وکالة القدس للانباء(قدسنا) -وکالات- تتزاید فی الفترة الأخیرة التصریحات الإسرائیلیّة فیما یتعلّق بحزب الله اللبنانیّ، فبعد شطب الخطر النووی الإیرانی من رأس قائمة المخاطر التی تتهدد إسرائیل، قالت مصادر رفیعة المُستوى لصحیفة (یدیعوت أحرونوت)، تحولّ حزب الله إلى الخطر الأساسیّ على الحدود الشمالیة وعلى الدولة کلها، والجیش الإسرائیلیّ یستعد لذلک بما یتلاءم مع ذلک.
وتابعت المصادر قائلةً إنّ الافتراض الأولیّ هو أنّ لا مصلحة لحزب الله الآن فی البدء بحرب لبنان الثالثة، إذْ یمتد نشاطه من الیمن حتى سوریة حیث یوجد نحو 7000 من مقاتلیه، وخسر هناک نحو 1.300 قتیل من قواته فی الحرب الأهلیة.
مع ذلک شدّدّت المصادر على أنّه صحیح أنّ الحزب یکتسب خبرة عملیاتیة کبیرة فی جمیع المجالات، لکنّه فی هذه الأثناء لم یغیر انتشاره فی مواجهة الجیش الإسرائیلی ولا فی موقع واحد.
وبحسبها، الخطر من جانب حزب الله یتضمن القدرة على توجیه ضربة ناریة قویة نحو إسرائیل تقدر بـ100 ألف صاروخ بمعدل 1.200 صاروخ یومًا تُطلق من بطاریات إطلاق موزعة ومخبأة جیداً فی عشرات القرى فی جنوب لبنان.
والخطوة الثانیة، بحسب المصادر عینها، التی تحدث عنها نصر الله هی احتلال الجلیل وما قصده لیس عملیة تقوم بها فرق عسکریة تتسلل إلى عمق أراض إسرائیل، إنما السیطرة على بلدات قریبة من السیاج، ویوجد العدید منها على طول الحدود الشمالیة.
ومن یعـرف المنطقة یعـرف أنّ الحزب لیس بحاجة إلـى أنفـاق للتسلل إلى البلدات، حتى وإلى ما قبل الاستعدادات الجدیدة لقیادة المنطقة الشمالیة، فإنّه کان من الممکن القیام بذلک بسهولة.
وأوضحت المصادر أنّ الجیش الإسرائیلیّ مستعد بناءً على إستراتیجیة عمل تتضمن ثلاثة أبعاد: ضربة ناریة دقیقة وواسعة وغیر متناسبة، بناء عائق دفاعی على طول خط التماس، ومناورة سریعة للفرق فی جنوب لبنان.
وتابعت المصادر إنّ حرب لبنان الثانیة التی نشبت فی صیف 2006 استمرت أطول بکثیر مما تستطیع إسرائیل تحمله من صواریخ تصل إلى کل نقطة فی البلد وبوتیرة فائقة السرعة. ومن أجل مواجهة الخطر، تابعت جرى تطویر منظومة دفاع جوی من خلال بطاریات القبة الحدیدیة ومنظومة العصا السحریة التی ستدخل قید الاستخدام فی وقت قریب، ومنظومة صواریخ حیتس. بالإضافة إلى ذلک، تجری فی هذه الأیام مناورة دفاع جوی بالمشارکة مع الأمریکیین.
وقالت الصحیفة أیضًا، والتی قامت مؤسسة الدراسات الفلسطینیّة بنقل مقالها إلى العربیّة، إنّ جزءً مهمًا بصورة خاصة فی القدرة الإسرائیلیة هو المعلومات الاستخباراتیة الدقیقة عن آلاف الأهداف “النوعیة” التی تمّ جمعها ووضعها فی بنک الأهداف طوال الأعوام العشرة الأخیرة، بالمقارنة مع 200 هدف فقط کان لدى الجیش عندما خاض حرب لبنان الثانیة.
وجرى تطویر القدرات الهجومیة بصورة جوهریة بالمقارنة مع الحرب السابقة، ونقلت الصحیفة عن ضابط کبیر فی سلاح الجو قوله إنّه مع القدرات الجدیدة یمکن القیام بکل هجمات سلاح الجو فی لبنان خلال زمن قصیر، وبنوعیة تفوق ما جرى فی الحرب السابقة أضعافًا مضاعفة، وتابع: إنها قوة نار لم تکن لدینا أبدًا من قبل. وفی مواجهة کهذه حیث یمکن أنْ تتعرض الجبهة الخلفیة لهجوم، فإنّ جمیع القیود ستزول. ولن نتصل هاتفیًا بالمنازل قبل أن نهاجم. ووفقًا لکلامه، فإنّ تعاظم قوة حزب الله جعله أکثر عرضة للإصابة وکشف نقاط ضعف جدیدة. ورئیس الأرکان قال إنّ حزب الله سیفاجأ من قدرة التسلل الاستخباراتی للجیش.
وتابعت المصادر قائلةً إنّ الخطوة الثانیة المهمة هی بناء خط دفاعی. کل من یتجول على طول الحدود الشمالیة لا یستطیع أنْ یتجاهل الأعمدة الجدیدة التی نُصبت فی الجبال القریبة من البلدات المحاذیة للسیاج.
وهذا الأسبوع انتهى مشروع ثالث لبناء عائق فی مواجهة بلدة متات یمتد على طول 1.700 متر، ویبلغ ارتفاعه 10 أمتار، مهمته منع تسلل قوات خاصة تابعة لحزب الله من وحدة رضوان إلى البلدات هناک.
وفی المقابل یبنی الجیش مجموعة عوائق جدیدة فی مواجهة البلدات من أجل الدفاع عنها بصورة أفضل. والفکرة، أوضحت المصادر ذاتها، هی أنْ تقدّم القوات المهاجمة سیتعرقل بسبب العوائق، مما سیتیح لقوات الدفاع الاستعداد للهجوم.
ووفقًا للتهدیدات، فمن المفترض أنْ یصل حزب الله إلى البلدات بقوات کبیرة تتألف من عشرات المسلحین، الأمر الذی یقلل من السریة ومن فرص النجاح.
کما قالت المصادر إنّه فی الجیش الإسرائیلیّ یعتقدون أنّ حزب الله لا یحتاج إلى أنفاق سواء بسبب خطوط المنطقة أو بسبب إمکانیة الوصول السریع إلى بلدات مثل شتوله والمطلة وشلومی، التی تبعد مئات الأمتار فقط عن السیاج.
والخطوة الثالثة والأخیرة للجیش، أکّدت المصادر، هی تعزیز المناورة البریة، التی لم تنجح فی حرب لبنان الثانیة.
وشدّدّت على أنّ تفوق الجیش الإسرائیلی هنا لیس واضحًا مثل تفوقه فی عملیة جویة مدعومة باستخبارات مسبقة.
وخلُصت المصادر فی تل أبیب إلى القول إنّه إذا نشبت مواجهة، من المحتمل أن تُستهدف منطقة الشمال بمئات الصواریخ یومیًا، ولهذا وضعت خطة إضافیة لإخلاء البلدات وقت الحرب، على حدّ تعبیرها.
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS