qodsna.ir qodsna.ir

هواجس مستوطنی الشمال تتنامى: «حزب الله» یحفر ویبنی ویتحصن

وکالة القدس للانباء(قدسنا) -وکالات- وکشف تقریر نشره موقع «والا» العبری، أن سکان المستوطنات الشمالیة القریبة من الحدود اللبنانیة یُبدون قلقاً متزیداً من نشاطات «حزب الله» على الحدود.

وبعد أن حسم الجیش الإسرائیلی بشأن مخاوف سکان المستوطنات الشمالیة من احتمال حفر «حزب الله» لأنفاق تحت بیوتهم، وأعلن أنه لا أساس لهذه المخاوف، یرکز هؤلاء الیوم على ما یعتبرونه موجة ازدهار لتحصینات ومواقع الحزب قبالة بیوتهم فی الجانب اللبنانی.

وینقل الموقع عن إحدى سکان مستوطنة «زرعیت» قولها إنه «على التلة المقابلة لنا لم یکن هناک أی شیء.

ولکنهم الیوم طوال الوقت یبنون ویبنون، حتى قرب قاعدة الأمم المتحدة المفترض أنها تفرض بنود القرار 1701 الذی صدر عند انتهاء حرب لبنان الثانیة، ویحظر على مقاتلی حزب الله دخول المنطقة المجاورة للحدود».

وأضافت هذه المرأة أن «حزب الله لا یجلس هادئاً ولو للحظة.والسؤال الکبیر: متى ستنشب المعرکة المقبلة؟».

وینقل التقریر عن شلومو أزولای، وهو من مستوطنی «زرعیت» أیضاً، وهو یشیر إلى منطقة محصنة على رأس الجبل المقابل قوله: «هذان موقعان أنشأهما حزب الله فقط فی العام الأخیر.

وهذه الکتل الإسمنتیة بالضبط مشابهة للکتل التی نشرها الجیش الإسرائیلی فی نقاط مختلفة على طول الحدود.

ولن أستغرب إن کانوا قد نقلوها من المواقع التی ترکها الجیش الإسرائیلی عند انسحابه من الجنوب اللبنانی فی أیار العام 2000».

ووجَّه أزولای نظره نحو نقطة تَظْهَر بوضوح من مزرعته، مضیفاً: «هذه النقطة تشرف على طریقنا الحدودی.

وأیضاً فی نقطة اختطاف الجنود السابقة یعدون لشیء ما.

فأنا أرى هناک غیر قلیل من الحرکة والنشاط».

وشدد التقریر على أن الجیش الإسرائیلی یتابع بانتباه ما یجری فی الجانب اللبنانی من الحدود، ویستخلص العبر من أخطاء الماضی.

فقبل عام شق الجیش طریقاً بدیلاً للطریق الذی فیه نقطة الضعف التی استغلها مقاتلو «حزب الله» لغرض اختطاف الجندیَّین غولدفیسر وریجف.

وتقلل دوریات الجیش حالیاً من المرور فی منحنى الاختطاف، وهی تستخدم المحور البدیل، الذی یبعدها عن النقاط الإشکالیة.

ویشرح التقریر الإسرائیلی أنه على طول مئات الأمتار تبدو علائم التطور السریع فی البناء.

ویقول إن ثمة مبانی بریئة شکلاً ومدنیة ظاهراً تثیر الریبة عند إمعان النظر، وملاحظة أن فی معظمها هوائیات لالتقاط البث. وقال أزولای: «انظر إلى المبنى الصغیر الموجود هناک.

إنه یبدو مثل مخزن للأعتدة الزراعیة، لکن یجب الانتباه لواقع أنه أنشئ فی مکان کان یخدم القوات الدولیة إلى ما قبل عام.

وقد انتقل الموقع الدولی مئة متر غرباً، لکننی واثق أنه لیس صدفة إنشاء هذا المبنى مکان موقع الأمم المتحدة.

لا ریب أنه فی المعرکة المقبلة، سیختار حزب الله إطلاق الصواریخ تحدیداً من هناک.

هو یعرف أن الجیش الإسرائیلی سیتجنب الرد بالنیران لأن هذه المنطقة تعود حتى الآن للأمم المتحدة».

ویقول الجیش الإسرائیلی إنه ورغم حظر القرار 1701 على مقاتلی «حزب الله» دخول جنوب اللیطانی، إلا أنهم یقتربون حتى من السیاج الحدودی بدعوى أنهم مزارعون أو رعاة، وهم یحاولون الاندماج بین السکان المدنیین.

وکثیرا ما اتهم الجیش الإسرائیلی قوات الأمم المتحدة بعدم فعل ما یکفی لتطبیق القرار.

ویبدی أزولای ثقته بأن «حزب الله» یستغل غض الأمم المتحدة طرفها، ویواصل حفر الأنفاق بین البیوت.

وهو یقول: «طوال فترة مدیدة رأیت غباراً أبیض یتصاعد من الأرض، لکن الجنود الذین خدموا هنا رفضوا کلامی وقالوا إنه مجرد دخان.

لا أرید التفکیر فی ما سیحدث إن اکتشفوا خلال الحفر فراغات طبیعیة تدخلهم أیضا إلى داخل إسرائیل».

ومعروف أنه تکاثرت فی العام الماضی الشکاوى بوجود حفریات تحت بیوت سکان المستوطنات الشمالیة، ما قاد إلى حملة ضغط تطالب بتأکید أو نفی وجود أنفاق لـ «حزب الله» تدخل إسرائیل.

واضطر الجیش إلى إرسال معدات لإجراء حفریات وفحوصات فی المکان، استمرت أکثر من أسبوعین فی المناطق المشبوهة وبوجود خبراء.

واستخدم الجیش تکنولوجیا البحث الراداری ثلاثی الأبعاد تحت الأرض، ولکن لم یتم العثور على شیء.

وقال خبیر لموقع «والا» إن «الخنادق التی اکتشفها الجیش الإسرائیلی فی حرب لبنان الثانیة کانت فجوات طبیعیة استخدمها حزب الله.

ولیس صدفة أنه جرت تسمیة هذه الفجوات محمیات طبیعیة، فکل المنطقة من رأس الناقورة إلى المنارة فی إصبع الجلیل تحوی مغارات بعمق 10 إلى 20 متراً.

ومن شبه المؤکد أن هذه الفجوات مشترکة فی الأراضی اللبنانیة والإسرائیلیة.

والسؤال هل اکتشف أحدهم إحداها واستخدمها؟».

وفی کل حال، ورغم الهدوء على الحدود مع لبنان واهتمام إسرائیل أیضا بما یجری فی سوریا، فإن الجیش الإسرائیلی أیضاً، وفق «والا»، یستعد للمعرکة المقبلة على الحدود مع لبنان؛ ویتخذ الجیش الإسرائیلی تدابیر استخباراتیة بهدف توفیر الرد على أی خطر للتسلل أو إطلاق الصواریخ.

ویقول التقریر إنه رغم کلام «حزب الله» عن احتلال الجلیل، فإن تقدیرات الجیش الإسرائیلی تشیر إلى عدم امتلاکه قدرة لاحتلال مناطق یتمناها.

مع ذلک یستعد الجیش الإسرائیلی لسیناریوهات خطیرة من نوع سیطرة «حزب الله» على مستوطنة حدودیة مثل «زرعیت».
 


| رمز الموضوع: 148415