الزهار:المطلوب عسکرة الانتفاضة أمام عدوان الاحتلال

وکالة القدس للانباء(قدسنا)أکد الدکتور محمود الزهار عضو المکتب السیاسی لحرکة حماس، أن ما یجری الآن فی القدس المحتلة والضفة الغربیة هی انتفاضة بکل ما تعنی الکلمة، وحققت انجازات على الأرض لا بد من الحفاظ علیها، أولها إفشال مشروع التقسیم الزمانی والمکانی فی المسجد الأقصى، وإثبات فشل المشروع الصهیونی المبنی على الجندی المُسلح أمام شبان یحملون الحجارة والزجاجات والسکین.
وأوضح الزهار فی حوار خاص مع مراسل "فلسطین الیوم"، أن مشروع التسویة تأثر سلبیاً بشکل کبیر جداً، لأن الشارع الفلسطینی أثبت أنه مستعد للتضحیة بالدم (المقاومة)، وعدم الارتهان لما یسمى بمشروع حل الدولتین.
وأوضح الزهار، أن الانتفاضة الحالیة أثبتت من خلال المشاهد المصورة أن الفلسطینی لو توفر له السلاح سیبدع فی مواجهة جنود الاحتلال، الذین یهربون من الشبان الذین یلاحقونهم بالسکاکین.
وأشار، إلى أن هذه الانتفاضة التی شارک فیها الجمیع (الکبیر والصغیر والرجل والمرأة) أظهرت مدى عمق الدین الذی یتسلح به الفلسطینیون فی مقاومة الاحتلال، مشیداً بالفتیات اللواتی رفضن خلع حجابهن أمام الحواجز "الإسرائیلیة" لتفتیشهن واستشهدن من أجل ذلک.
فی سیاق متصل، أکد الزهار أن الشباب الفلسطینی ضربوا نظریة الأمن "الإسرائیلیة" بالمقتل، خاصة حینما خرج الشبان من غزة التی تعرضت لحروب کبیرة، واجتازوا الحدود واقتلعوا الحدید من الشریط الحدودی وباعوه فی الأسواق.
مصطلح الهبة خبیث
وعن وجود سقف زمنی للهبة الجماهیریة، قال الدکتور الزهار:" مصطلح هبة ابتدعه من لا یؤمنون بالانتفاضة، ویریدون استخدام مصطلح الهبة لإظهارها بانها حالة عابرة وستنتهی. واصفاً المصطلح بالخبیث. وأن ما یجری هو انتفاضة حقیقیة.
وأوضح، أن الانتفاضة الأولى أسست لطرد إسرائیل من غزة الذی تم عام 2005، والانتفاضة الثانیة أسست لتولی الحرکة الإسلامیة مقالید الحکم فی البلدیات والتشریعی، والثالثة (الانتفاضة الحالیة) ستجعل الناس یبحثون على کیفیة التسلح، وعن خیارات المقاومة البدیلة عن المفاوضات، إضافة إلى أنها ستعمل على إسقاط رؤوس سیاسیة وستظهر شخصیات أخرى تعلم العدو دروساً فی المقاومة.
الانتفاضة والمصالحة
وعن ضرورة التوجه لمصالحة حقیقیة فی ظل الوضع الراهن، قال د. الزهار:" یجب علینا ألا نزعج عواطف الناس بکلام ممزوج، والحقیقة أننا أمام برنامجین مختلفین تماماً عن بعضهما البعض، برنامج یرى المقاومة سبیل وحید ویرى فلسطین کل فلسطین، وبرنامج یقبل بدولتین. وأنه لا یمکن لهذین البرنامجین أن یلتقیا معاً. موضحاً أن المصالحة الحقیقیة هی فی أنصار البرنامج الذین ظنوا بأنهم سیأتون بدولة على حدود 1967 هم من یجب أن یتصالحوا مع برنامج المقاومة.
وأشار، إلى أن أصحاب برنامج التسویة تسلقوا على الانتفاضة الأولى (87) وجاءوا باتفاق أوسلو، لذلک یجب ان لا نضحک على الشارع. مؤکداً ان برنامج التسویة لن یکون له مستقبل على الساحة الفلسطینیة.
شن حرب على غزة
وعن إمکانیة تصعید اسرائیل جبهة غزة للخروج من مأزق الانتفاضة، قال الزهار:" لا نأمن الجانب الإسرائیلی، ولو افترضنا حولها، هو یدرک قوة غزة، وستتساقط علیه الصواریخ فی کل مکان وأکثر قوة وتأثیراً. وأنه لا یستطیع أن یدخل شبراً واحداً فی غزة، وسیدخل الناس إلى أماکن أبعد مما دخلتها فی الأیام والحرب السابقة. مضیفاً أن التقدیرات تقول أن احتمال تحویل المعرکة مع غزة غیر واردة الآن.
تدارس الأوضاع
وأکد الزهار أن حرکة حماس تتدارس الأوضاع الجاریة مع حرکة الجهاد الإسلامی، أما الفصائل الأخرى فهی أذرع لمنظمة التحریر وترید أن ترکب الموجة وتقول تعالوا نعمل قیادة موحدة. موضحاً أنه لا یوجد مانع لدى حماس فی تنسیق العمل على الأرض.
الإعدامات ناتجة عن الخوف
وعن إقدام العدو الصهیونی على اطلاق النار على کل مشتبه به، أوضح الدکتور الزهار، أن هذا ناتج عن حالة الخوف والرعب الذی یعیشه الکیان الصهیونی، لانه یدرک أنه لص وجاء لأرض لیست أرضه، لذلک یلجأ للأسالیب الخسیسة لیبقی على نفسه.
وأوضح، أن "إسرائیل" لا أخلاق لها وهی بنیت على فکرة ساذجة وأسطورة خرافیة.
الانتفاضة وموقع القضیة
وحول إمکانیة ان تساهم الانتفاضة فی عودة القضیة الفلسطینیة إلى الواجهة والأهمیة لدى العرب والعالم، أعرب الزهار عن عدم اعتقاده بذلک، لافتاً إلى أن الشارع العربی یؤید القضیة الفلسطینیة بشکل مطلق وفی کل وقت ، لکن المشکلة فی الأنظمة فبعضها یؤید والآخر لا ، مؤکداً أن القضیة الفلسطینیة ستفرض نفسها على الرأی العام العالمی الغربی والاحتلال "الإسرائیلی". لافتاً إلى أن الأنظمة الغربیة لا ترید للمقاومة الفلسطینیة أن تقوم لأنها تؤثر سلبیاً على مشاریعهم ومصالحهم الخاصة.
عسکرة الانتفاضة
وشدد الزهار على أن الذین ینادون بعدم عسکرة الانتفاضة یخشون على مصالحهم الشخصیة ومواقعهم وبطاقات الـ VIP الممنوحة لهم، موضحاً أن المجتمع الإسرائیلی کله مسلح من الجندی إلى الشرطی إلى المستوطن إلى، والسؤال لماذا لا تُعسکر الانتفاضة أمام عسکرتها من الجانب "الإسرائیلی"؟
وأکد، أن المقاومة الفلسطینیة ضربت نظریة الأمن القومی الإسرائیلی بالعسکرة، فلماذا لا تعسکر؟