ترکیا تعترف: لقائنا بمسئولین إسرائیلیین کان لتطبیع العلاقات بین البلدین
وکالة القدس للانباء(قدسنا) أکد وزیر الخارجیة الترکی مولود جاوش أوغلو، صحة لقاء تم بین وکیل وزارة الخارجیة فریدون سینرلی أوغلو مع نظیره الإسرائیلی فی العاصمة الإیطالیة روما، مشیرا إلى أنه بدون إجراء لقاءات لا یمکن تطبیع العلاقات الثنائیة، وأضاف أن اللقاءات کانت تتحقق فی الفترة الماضیة على مستوى الخبراء.
ونقلت محطة إن.تی.فی.الإخباریة امس الأربعاء عن جاوش أوغلو قوله إن العلاقات الدبلوماسیة تقلصت مع إسرائیل إلى مستوى سکرتیر ثان منذ حادث سفینة مرمرة الزرقاء وأن لقاء سینرلی اوغلو کان "لغرض إحیاء العلاقات الثنائیة، ومثل هذه المباحثات لیست جدیدة تاریخیا، والکرة الآن فی ملعب إسرائیل وننتظر الرد حول شرطی التعویضات لأسر ضحایا حادث مرمرة الزرقاء، ورفع الحصار عن غزة".
وکانت قد ذکرت وسائل اعلام إسرائیلیة أن مدیر عام وزارة الخارجیة الإسرائیلیة دوری غولد التقى بنظیره الترکی سرا فی روما وذلک بعد مرور أکثر من عام کامل على وقف المفاوضات بین الطرفین الترکی والإسرائیلی للتوصل الى اتفاق مصالحة بین البلدین التی تدهورت فی أعقاب سفن کسر الحصار عن غزة.
وذکرت مصادر إسرائیلیة نقلا عن مسؤول إسرائیلی رفیع المستوى أن مدیر عام وزارة الخارجیة الإسرائیلی توجه الى روما سرا مساء الاثنین والتقى بنظیره الترکی فریدون سینیرلولو المسؤول عن الملف الإسرائیلی فی الحکومة الترکیة وهو الذی أدار المفاوضات لإنهاء الأزمة بین البلدین.
ویعد دوری غولد من أکثر المقربین لرئیس الوزراء الإسرائیلی بنیامین نتنیاهو، إلا أنه لم یبلغ مستشار الأمن القومی الإسرائیلی کما وأن سفره جاء أیضا دون علم المسؤول عن ملف الشؤون الترکیة فی مکتب رئیس الحکومة الإسرائیلیة الذی قاد المفاوضات مع الجانب الترکی.
وحاول أنصار للقضیة الفلسطینیة من عدة دول مختلفة الوصول الى قطاع غزة عن طریق تنظیم أسطولین یحتویان موادا تحظر السلطات الإسرائیلیة دخولها لاعتبارات امنیة وغیرها، وذلک فی عام 2008.
ثم تحرک ما اطلق علیه آنذاک ''أسطول الحریة'' من ترکیا باتجاه غزة من 50 دولة مختلفة، وکان من أبرز المشارکین فیها أعضاء من البرلمان الأوروبی والألمانی والإیطالی والایرلندی، وأعضاء آخرین من البرلمان الترکی والمصری والکویتی والمغربی والجزائری والأردنی، وکذلک أعضاء عرب من الکنیست الإسرائیلی، بالإضافة إلى أکثر من 750 شخصیة ناشطة فی المجال الحقوقی تضم عددا من الإعلامیین، وهذا یعتبر أکبر تحالف دولی یتشکل ضد الحصار المفروض على قطاع غزة، ویعد کذلک أکبر حملة تسعى إلى کسره.
غیر أن البحریة الإسرائیلیة اعترضت الأسطول ودارت على متن السفن مواجهات بین الناشطین والقوات الإسرائیلیة اسفرت عن مقتل 9 من الأتراک والى اعتقال العشرات من المشارکین بالأسطول، تم لاحقا الافراج عنهم.
وکانت ترکیا قد وضعت ثلاثة شروط أساسیة لعودة علاقتها مع إسرائیل الى سابق عهدها وأول هذه الشروط، بحسب وزیر الخارجیة الترکی، الاعتذار عن حادثة السفینة الترکیة "مرمرة" التی هاجمتها القوات الإسرائیلیة لدى محاولتها کسر الحصار الإسرائیلی على قطاع غزة مما أدى إلى مقتل 9 اتراک، وهو أهم شرط ترکی.
وقالت الخارجیة الترکیة فی هذا الصدد: "کنا نرید اعتذارا بشکل رسمی، وقد تحقق". وأضافت الخارجیة الترکیة: "کما طلبنا تعویضات لعائلات الأشخاص الذین قتلوا فی هذه الحادثة الألیمة، وهو أمر قید النقاش.
وطبعا طالبنا برفع الحصار عن غزة والمدن الفلسطینیة التی تتعرض إلى مآس کبیرة جدا. هذه هی الشروط الثلاثة التی طالبنا بها، وقلنا للإسرائیلیین إنه یمکننا أن نتعاون معهم من أجل هذه الأمور".
وسبق أن اتهم رئیس الوزراء الترکی السابق، رجب طیب أردوغان الذی یشغل حالیا منصب رئیس ترکیا، الإسرائیلیین بتعمد قتل الأمهات الفلسطینیات، أثناء الحرب على غزة محذرا من "أنهم سیغرقون فی الدماء التی سفکوها".
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS