ما دلالات اعتراف مجلس العموم البریطانی بدولة فلسطین؟

وکالة القدس للانباء(قدسنا) -وکالات- أکد محللان سیاسیان أن اعتراف مجلس العموم البریطانی بدولة فلسطینیة على حدود عام 1976 هو خطوة رمزیة بالاتجاه الصحیح وتحتاج إلى دعم فلسطینی عربی إسلامی على کافة المستویات والاستراتیجیات لکی یترجم هذا الاعتراف إلى واقع ویصبح قانون تلتزم به الدول بحقوق الشعب الفلسطینی.

واتفق المحللان بأن هذا الاعتراف مقدمة لاعترافات أخرى وله دلالات سیاسیة معینة یجب استثمارها والاستفادة منها لجعل الاعتراف بشکل رسمی. ووافق المشرعون فی مجلس العموم البریطانی، بأغلبیة ساحقة على اقتراح غیر ملزم ینص على أنه "یرى هذا المجلس أن الحکومة (البریطانیة) یجب أن تعترف بدولة فلسطین إلى جانب دولة الاحتلال کإسهام فی تأمین حل على أساس دولتین".

وصوّت المجلس لصالح المذکرة بأغلبیة 274 عضوا، من إجمالی حضور نواب المجلس البالغ إجمالی عدد أعضائه 650 مقابل رفض 12، بینما امتنع وزراء الحکومة عن المشارکة فی عملیة التصویت خلال جلسة بثتها عدة قنوات تلیفزیونیة.

من جهته رأى المحلل السیاسی الدکتور ناجی شراب بأن اعتراف مجلس العموم البریطانی بدولة فلسطین له نتائج وتداعیات سیاسیة کبیرة کون المجلس ینتخب مباشرة من الشعب البریطانی فهو یعبر عن إرادة الشعب ولیس الحکومات.

وأوضح شراب فی تصریح له أن هذا الاعتراف أکد بوجود تحولات کبیرة لدى الشعب البریطانی الذی لا یقبل مواقف حکومته من دعم الاحتلال الإسرائیلی وجرائمه التی ترتکب فی قطاع غزة وهذا یعبر أیضاً عن تحول فی المستوى السیاسی الأوروبی.

وأکد شراب بأن هذا الاعتراف البریطانی ومن قبله السوید یتطلب استراتیجیة موحدة بین الفلسطینیین والعرب والمسلمین لتعمیق التوجه بهذا الاتجاه الصحیح من خلال دبلوماسیة عقلانیة ورؤیة سیاسیة موحدة.

من جهته یرى المحلل السیاسی مصطفى إبراهیم أن اعتراف مجلس العموم البریطانی بفلسطین هو خطوة بالاتجاه الإیجابی لکن لیست هی المطلوب فبریطانیة هی من أقامت الاحتلال من خلال وعد بلفور الذی منح الأراضی الفلسطینیة المحتلة لـ"إسرائیل" دون وجه حق.

وبین إبراهیم بأن الاعتراف غیر ملزم للحکومة وهو مذکرة رمزیة بأن للشعب الفلسطینی حق إقامة الدولة المستقبلیة.

وأشار إلى أن الاعتراف جاء بعد ضغط المجتمع الدولی على الاحتلال الإسرائیلی الذی یتعرض لحملة دولیة وفلسطینیة من أجل مقاطعته نتیجة السیاسیة التی تتخذها حکومة الاحتلال ضد الشعب الفلسطینی، نافیاً أن یکون ذلک تحذیر أوروبی لإسرائیل من تلک السیاسة.

ولفت إلى فرنسا واسبانیا والسوید أبدوا نیتهم للاعتراف بدولة فلسطین ولکن فی اطار المفاوضات، مشدداً على أن الاعتراف یتطلب البناء علیه وإکمال المسیرة بدفع برلمانات أخرى للاعتراف بفلسطین.