qodsna.ir qodsna.ir

خبراء: نقل الإسرائیلیین الثلاثة إلى غزة مستحیل

وکالة القدس للانباء(قدسنا) - وکالات - رأى المحللون فی تصریحات منفصلة لمراسلة “الأناضول”، أن البعد الجغرافی الذی یفصل غزة عن الخلیل، ویقدّر بأکثر من (95) کیلو متر، یجعل من احتمالیة وصولهم المختطفین إلى القطاع “مستحیلا” کافة المعابر التی تربط القطاع بالضفة خاضعة لتشدید أمنی إسرائیلی.

وکان 3 مستوطنین قد اختفوا، مساء الخمیس الماضی، من مستوطنة “غوش عتصیون”، شمالی الخلیل، لکن رئیس الحکومة الإسرائیلیة بنیامین نتنیاهو اعتبرهم مختطفین وحمّل الیوم الأحد، حرکة حماس المسؤولیة عن اختطافهم.

وأعرب نتنیاهو، أمس السبت، عن خشیته من نقل المختطفین إلى غزة، قائلاً خلال مؤتمر صحفیّ، عقده بعد جلسة مشاورات مع مسئولین رفیعی المستوى بإسرائیل “یجب علینا منع وصول المستوطنین إلى قطاع غزة”.

وقال تیسیر محیسن الکاتب السیاسی فی بعض الصحف الفلسطینیة إن “خشیة إسرائیل من وصول المختطفین الثلاثة إلى غزة، هو أمر مستحیل، وإن اعتقدت هی، بإمکانیة حدوثه، فهو من نسج الخیال”.

وأوضح محیسن أن البعد الجغرافی بین الخلیل وغزة یمنع احتمالیة وصول المختطفین إلى القطاع، سیّما وأن المعابر التی تربط غزة بالضفة جمیعها مغلقة إسرائیلیاً، عدا معبرین خاضعین للإدارة الإسرائیلیة، وعلیهما تشدیدات أمنیة کبیرة.

وشدد محیسن على أن الإصرار الإسرائیلی على ربط غزة بأی حدث “أمنی” یحدث فی الضفة، یهدف إلى وضع القطاع ضمن دائرة الاتهام.

وقال إن “غزة، بالنسبة لإسرائیل، تمثل مصدر تهدید أمنی مستمر، کما أنها معنیة أن یبقى القطاع فی نظر المجتمع الدولی، منطقة مدانة بالدرجة الأولى، وتستحق العقاب”.

وحول سیناریوهات تعامل إسرائیل مع قطاع غزة فی حال لم تصدر أی جهة “رسمیة” إعلانها عن تبنی عملیة الخطف، قال محیسن:” إذا لم یتم الإعلان عن خطف الجنود، سیبقى قطاع غزة فی دائرة الضغط، کاستمرار إغلاق معبر کرم أبو سالم التجاری، لفترة غیر بسیطة، کما قد تقوم بعملیات اغتیال لشخصیات سیاسیة میدانیة تابعة للمقاومة الفلسطینیة”.

وأغلقت السلطات الإسرائیلیة الیوم الأحد، معبری غزة الوحیدین، کرم أبو سالم، وبیت حانون (إیریز)، على خلفیة اختطاف 3 مستوطنین.

وأما فی حال أعلنت جهة عن تبنیها للعملیة، بیّن محیسن أن لو کان المعلن عن اختطاف المستوطنین الثلاثة مرکزیته وقیادته تتواجدان فی قطاع غزة، فإن إسرائیل ستوجه “صفعةً” قویة للقطاع.

وذکر أنه کلما زادت مدة اختفاء المستوطنین الثلاثة دون حصول الاستخبارات الإسرائیلیة على معلومات تشیر إلى الجهة المُختطِفة، فإن الضغط الإسرائیلی سیزداد على قطاع غزة والضفة الغربیة على حد سواء.

من جانبه، قال هانی البسوس، أستاذ العلوم السیاسیة فی الجامعة الإسلامیة بغزة إن “إسرائیل تتحکم بالهواء الداخل إلى قطاع غزة، فکیف للمختطفین أن یصلوا إلى داخل القطاع، ومعابره خاضعة للسیطرة الإسرائیلیة”.

ورأى أن المحاولة الإسرائیلیة لإشراک قطاع غزة فی عملیة الخلیل، هی “ذریعة” لها أبعاد أمنیة وعسکریة تلجأ إلیها إسرائیل، لنزع اعترافات من الفصائل المقاومة بغزة سواء بـ”النفی” أو “إثبات” ضلوعهم فی عملیة الاختطاف.

وأکد البسوس أنه فی حال اعترف أحد الفصائل الفلسطینیة الموجود بغزة عن تبنیه لعملیة الاختطاف، فإن إسرائیل ستوجه ضربة “مؤلمة جداً” للقطاع.

وتلتزم فصائل المقاومة الفلسطینیة “الصمت” حیال عملیة اختطاف ثلاثة مستوطنین فی مدینة الخلیل بالضفة، ولم یصدر أی تصریح رسمی عن أی منها.

وفی السیاق ذاته، توقع ناصر اللحام المختص فی الشأن الإسرائیلی ورئیس تحریر وکالة “معا” الإخباریة (وکالة أنباء محلیة خاصة) على أن ربط إسرائیل قطاع غزة بعملیة الخلیل، إشارة تؤکد على عدم قدرة إسرائیل على اعترافها بفشلها فی السیطرة على الضفة الغربیة.

وقال: “إسرائیل لا یمکن أن تعترف أنها غیر قادرة للسیطرة على الضفة الغربیة، وبالتالی تبلغ الجهات المحلیة والدولیة أن غزة تقف وراء عملیة الاختطاف”.

ولفت اللحام إلى أن احتمالیة وصول المختطفین الثلاثة إلى قطاع غزة هی أمر “مستحیل”، مرجعاً ذلک إلى البعد الجغرافی بین الخلیل والقطاع، وسیطرة إسرائیل على المعابر التی تربط غزة بالضفة.
 


| رمز الموضوع: 144582