إسرائیل غیر قادرة على إفشال الحکومةالفلسطینیة

وکالة القدس للانباء(قدسنا) -وکالات- قلل خبراء ومحللون سیاسیون فلسطینیون من قدرة إسرائیل على إفشال الحکومة الفلسطینیة، مشیرین إلى أنها ستسعى للضغط مالیا ودبلوماسیا علیها بعد إتمام المصالحة بین حرکتی حماس وفتح. وأعلن ظهر امس(الاثنین) عن تشکیل حکومة التوافق الفلسطینیة، حیث أدى الوزراء الیمین الدستوریة أمام محمود عباس ورئیس الحکومة رامی الحمد الله فی رام الله، فیما لم یتمکن أربعة وزراء من أداء الیمین بسبب منع الاحتلال لهم من الوصول من غزة لرام الله.
بدوره قال الصحفی والخبیر بالشأن الإسرائیلی"نظیر المجلی": إن إسرائیل لن یکون بیدها سوى التصریحات والتهدیدات الکلامیة بالوقت الحاضر. وأضاف المجلی،: الموقف الدولی من الحکومة الفلسطینیة الجدیدة بشکل عام إیجابی، ذلک لقناعة الغرب بأن المصالحة الفلسطینیة هی حاجة حیویة للشعب الفلسطینی ویطالب بها الشارع، لذلک هی خطوة حتمیة وحیویة لمصلحة الفلسطینیین.
وتابع: قد تقوم إسرائیل ببعض الإجراءات على الأرض، وقد نشهد تصعیدا للعنف الإسرائیلی وانتهاکا لحقوق الفلسطینیین ودخول إسرائیل لمناطق السلطة الفلسطینیة بشکل غیر قانونی، لکن لیس أکثر من ذلک، وکل هذه الأمور لن تؤثر على الفلسطینیین لأنهم یعون تماما أنهم یعیشون تحت احتلال.
وحول انعکاس تلک الضغوطات على أداء حکومة الوفاق الفلسطینیة، أوضح المحلی: إن کانت الضغوطات الإسرائیلیة ستؤثر على أداء الحکومة فهو بمزید من الاضطهاد والقمع، ولیس بشیء جدید یُحدث تحولا جذریا بالوضع الفلسطینی، وفی الوقت الحاضر حتى وقبل حکومة الوحدة کانت إسرائیل تقوم بإجراءات قمعیة تسیء للعمل الفلسطینی وتعرقل الفلسطینیین ونشاط وأداء السلطة والحکومة الفلسطینیة وما قد یحدث تصاعدا فی هذه الممارسات فقط.
بدوره، أشار أستاذ العلوم السیاسیة فی الجامعة الأمریکیة العربیة فی جنین (شمال الضفة) "أیمن یوسف" إلى أنه: من المتوقع أن تمارس الحکومة الإسرائیلیة ضغوطات على کافة الجبهات السیاسة والاقتصادیة وحتى الدولیة على حکومة التوافق الفلسطینی. وتابع "إسرائیل بهذه المرحلة هی معنیة بأمرین هامین، الأول: عدم إتمام مشروع المصالحة وعدم الوصول لحالة من التوافق الوطنی بین مختلف الفصائل الفلسطینیة". أما الأمر الثانی، حسب أیمن، فقال: "إسرائیل فی هذه المرحلة تحاول جاهدة ابتزاز حماس وعباس بأن تأخذ اعترافا ضمنیا بدولة إسرائیل، وهذا متوقع، فالمعرکة مع الاحتلال معرکة طویلة، لکن ثبات ابومازن على مواقفه ودعم الفصائل له ولهذه الحکومة سیکون المدخل الأول من أجل دیمومتها واستمرارها بالمستقبل".
ولإنجاح الحکومة الفلسطینیة أشار یوسف إلى أنه: على الفلسطینیین التمسک ودعم هذه الحکومة على کل الجبهات، والعمل مع الدول العربیة والدول الصدیقة حتى نفشل أی محاولة إسرائیلیة للتأثیر على مواقف القوى الفاعلة على الساحة الدولیة.
من ناحیته قال الخبیر بالشأن الإسرائیلی"محمد منصور" وهو أسیر محرر أمضى (25 عاما فی السجون الإسرائیلیة): حکومة التوافق هی حکومة تکنوقراط لن تتدخل بالشأن السیاسی، والموقف الإسرائیلی معلن أنه لن یتم التحاور معها، وهناک تلویحات باتخاذ إجراءات صارمة ضد هذه الحکومة لم یتم الإعلان عنها.
وأضاف:"بالنسبة لإسرائیل هناک موقف أولی بعدم التعاطی مع الحکومة الإسرائیلیة، على اعتبار أن حرکة حماس هی طرف بها، کما أن هناک جملة من الضغوطات مطروحة أمام الحکومة الإسرائیلیة لا سیما بما یتعلق بالأمور المالیة والامتیازات التی یحظى بها بعض المسؤولین الفلسطینیین، لکن ما یحدد استخدامها لحد ما هو العامل الخارجی والضغط الأوروبی الأمریکی إذا ما کانوا سیتعاطون مع هذه الحکومة".
وقال فی الختام: لم نسع حتى الآن تصریحات من السعودیة حول المصالحة، ومصر الآن بقیادة السیسی فهی تناصر الشق الآخر من حرکة فتح المؤید لمحمد دحلان، وبالتالی لا یوجد ترحیب من القیادة المصریة لهذا الخصوص، لکن هناک تشجیع قطری وترکی واضح، وهی الدول التی قد تتعاطى بشکل أکبر من حکومة الوحدة.