قناة البحرین تهدف للهیمنة والسیطرة على طریق التجارة العالمیة عبر الکیان الصهیونی

قناة البحرین تهدف للهیمنة والسیطرة على طریق التجارة العالمیة عبر الکیان الصهیونی

وکالة القدس للانباء (قدسنا) ـ وکالات ـ حذرت دراسة فلسطینیة من أن مشروع "تقاسم المیاه" الناتج عن ربط البحر الأحمر بالبحر المیت، التی وقعها ممثلو من قبل الکیان الصهیونی والأردن وفلسطین بمقر البنک الدولی بواشنطن مؤخرا، سینعکس بالسلب على الاقتصاد الفلسطینی والأردنی .

وقدّر تقریر لمعهد فلسطین للدراسات الإستراتیجیة فی قطاع غزة التکلفة الإجمالیة لمشروع قناة البحرین بخمسة ملیارات دولار، وسیکون مکمن خطر هذا المبلغ وفق الدارسة إذا ما أُعطی للدول المشارکة على هیئة قروض مما سیؤدی إلى زیادة المدیونیة على السلطة الفلسطینیة والأردن.

وفی مقابل تقدیرات المعهد، قال رئیس سلطة المیاه الفلسطینیة، شداد العتیلی، فی بیان رسمی قبل أسبوعین، إن التکلفة الإجمالیة للأنبوب بکل مراحله تصل إلى 11 ملیار دولار، دون ذکر مزید من التفاصیل بشأن حصص کل من الأطراف الثلاثة (فلسطین، الأردن وإسرائیل) فی التمویل، أو مؤسسات المال الدولیة التی من الممکن أن تساهم فی تمویل المشروع.

وأشار المعهد فی دراسة یوم الأحد الماضی إلى أن طول القناة یبلغ 180کم من خلیج العقبة وحتى جنوب البحر المیت، وتتکون من أنفاق وأقنیة ومواسیر.

ووفق إبراهیم حبیب الخبیر الفلسطینی بشؤون الأمن القومی، فسوف یتم رفع المیاه إلى هذا الخط من محطة الضخ على ارتفاع 125متر، وهو مستوى ارتفاع الأنابیب، ولتنساب بعد ذلک المیاه فی الأنابیب بشکل طبیعی حتى تصل إلى شاطئ البحر المیت الجنوبی على ارتفاع 107أمتار فوق مستوى سطح البحر.

ویشمل المشروع، إنشاء محطة لتحلیة المیاه بقدرة استیعابیة 850 ملیون م3 سنویا، وإنشاء محطة لتولید الطاقة الکهرومائیة للاستفادة من الارتفاع الشاهق لسقوط المیاه والبالغ 507 متر.

وسیکون بمقدور الکیان الصهیونی السیطرة على مقومات المشروع ومنشآته ومن ثم وقف تزوید الأردن وفلسطین بالمیاه مما سیخلق أزمة حقیقیة للدولتین ویعطی "إسرائیل" قوة کبیرة فی یدها للابتزاز السیاسی لأطراف الاتفاق، وفق الدراسة.

ودعت الدراسة الجهات المسئولة فی مصر أن تکون "فی منتهى الیقظة" للآثار السلبیة الأمنیة والاقتصادیة لهذا المشروع على مصر وأمنها القومی، خاصة على المدى البعید، قائلة "یجب عدم وقوف المصریین عند المقولة السائدة حالیاً بین الجهات المعنیة بأن هذا المشروع لا یشکل تهدیداً حالیا لقناة السویس".

وأشارت الدراسة إلى أنه لا یمکن استبعاد استکمال المرحلة الأولى من المشروع -وهی قناة تربط البحر الأحمر بالمیت- بمرحلة ثانیة للمشروع توصیل البحر المیت بالبحر المتوسط، وبما یشکل منافسة خطیرة لقناة السویس التی تعتبر أحد الموارد الرئیسیة للعملة الصعبة بالنسبة للاقتصاد المصری .

وأضافت أن تدفق حوالی 2 ملیار متر مکعب سنویا من میاه البحر الأحمر إلى البحر المیت سیحدث تأثیرات بالغة الخطورة على کنوز وثروات البحر الأحمر فی مصر، حیث مناطق الشعب المرجانیة وحدائقها التی لا تقدر بثمن، والأسماک الملونة النادرة التی ازدهر بها جنوب سیناء سیاحیا.

وأکدت أن تغیر الخصائص البیئیة للبحر الأحمر وتیاراته المائیة، یحدث تغییرا فی حیاة الأحیاء المائیة الموجودة به، مما سیحدث تدمیرا للشواطئ والأحیاء المائیة والشعب المرجانیة التی تعیش فی بیئة البحر الأحمر منذ آلاف السنین.

کما نوهت الدراسة إلى أن القشرة الأرضیة فی منطقة البحر الأحمر بشکل عام غیر متماسکة ورقیقة، الأمر الذی عرضها فی الماضی لعدد من الزلازل والهزات الأرضیة الخطیرة.

ورأت أن نقل 2 ملیار متر مکعب من میاه البحر الأحمر سنویا إلى البحر عبر القناة المقترحة، وإسقاطها من ارتفاع یزید على 200 متر سیزید من اضطراب القشرة الأرضیة وتشققها وحدوث مزید من الزلازل والهزات الأرضیة التی ستتأثر بها جمیع بلدان المنطقة.

وکشفت الدراسة أن إسرائیل تهدف للحصول على المیاه بالمجان بموجب هذا المشروع لتبرید مفاعلاتها النوویة الجدیدة التی تنوی إقامتها فی النقب.

وتوقعت الدراسة أن تلجأ "إسرائیل" إلى إغراق مساحات واسعة فی غور الأردن، وجعل البحر المیت بحیرة مائیة کبیرة تمنع دخول أی جیش قادم من الشرق إلا عبر عملیة برمائیة معقدة.

ونوهت إلى أن ربط البحر الأحمر بالمیت هی فکرة وحلم اسرائیلی قدیم، وهی لیست لمجرد إنقاذ البحر المیت من الجفاف، بقدر ما هی طریق مائی بدل من قناة السویس وفکرة للهیمنة والسیطرة على طریق التجارة العالمیة لیکون مرکزها الکیان الصهیونی.

وأوصت الدراسة بأن یتم وبشکل فوری، على مستوى فلسطین ومصر والأردن، احتواء هذا المشروع وإیقافه أو تحجیمه.