تصاعد حملات القمع و التعذیب ضد الاسری الفلسطینیین
تصاعد حملات القمع و التعذیب ضد الاسری الفلسطینیین
وکالة القدس للانباء (قدسنا) ـ وکالات ـ تتصاعد حملات قمع الأسرى الفلسطینیین عسکریًا بشکل ملحوظ خلال الفترة الزمنیة الجاریة، عوضًا عن أسالیب التعذیب النفسی، والعقاب الجماعی التی تتخذها إدارة السجون الإسرائیلیة بحق غرف وأقسام الأسرى.
ولا تبدو الإجراءات العسکریة، والعقابات المالیة والنفسیة من قبل إدارة السجون الإسرائیلیة جدیدة، کونها سیاسة ممنهجة بالنسبة لدیها، غیر أن الجدید فی هذه الحملات تصاعدها خلال الشهور الأخیرة من العام الجاری 2013. وأوضح رئیس مجلس إدارة جمعیة واعد للأسرى والمحررین توفیق أبو نعیم، أن الحملة العسکریة الجاریة بحق الأسرى لم تقتصر على حملات المداهمة والتفتیش، وعزل الأسرى، بل تعدت لإجراءات أخرى "کیدیة". وبین أبو نعیم أن إدارة السجون قامت بدراسة نقاط وأماکن تجمع الأسرى؛ للحد من اللقاءات الثنائیة والجماعیة بینهما؛ لإجهاض أی مشاورات جماعیة بینهما، مستدلاً بالإجراءات فی المحکمة العسکریة، والمکتبة، ومرافق السجن کالمطبخ والمغسلة وغیرهما. وقال: "هذه الأماکن کانت محل لقاء بین الأسرى، وتبادل الآراء بینهما بشأن خوض خطوات احتجاجیة، إلا أن إدارة السجون فصلت جمیع الأقسام عن بعضها، وأصبح کل قسم بمعزل عن الآخر".
وأضاف: "حملات التفتیش والتنقلات الیومیة، تتم بشکل سریع جدًا؛ لخلق جو من الاضطراب وعدم الاستقرار عند الأسرى وقیادات الحرکة الأسیرة"، وهو الأمر الذی "زاد الطین بلة" عند الأسرى وجعل آراءهم وخطواتهم هباء. ووفق الأسیر المحرر فإن إدارة السجون تصعد دائمًا من إجراءاتها عقب انتهاء الأعیاد الیهودیة، والتی تصادف خلال شهر مارس، وأبریل، ومایو، إذ تحاول خلق أجواء استقراریة، فی حین تصعد من خطواتها خلال الأشهر الأخرى. واستدرک قائلاً: "علاقة الغزل بین الأسرى وإدارة السجون تتم خلال أشهر الأعیاد، وما دون ذلک تکون فترة تصعید"، محذرًا فی الوقت نفسه، من الإجراءات التصعیدیة الجاریة ضد الحرکة الأسیرة، مشیرًا إلى أن الإجراءات تنذر بعودة أوضاع الأسرى لعهد السبعینیات من القرن الماضی.
واستدل بعدم خوض الحرکة الأسیرة لثلاثة أیام إضراب مفتوح عن الطعام عقب استشهاد زمیله حسن الترابی فی 5 نوفمبر/ تشرین الثانی من الشهر الجاری بعد صراع مع المرض داخل سجون الاحتلال، لافتًا إلى أن خوض ثلاثة أیام إضراب عقب استشهاد أی أسیر من مسلمات الحرکة الأسیرة. ورأى أبو نعیم أن الحرکة الأسیرة بحاجة عاجلة لتقیم أوضاعها الجاریة، وتنظیم صفوفها وخطواتها الجماعیة، مبدیًا ثقته العالیة بزملائه الأسرى قیادة وصفًا ولاسیما أن لدیهم تجربة طویلة فی المفاوضات مع إدارة السجون. أسباب مختلفة إلى ذلک، اعتبر رئیس الهیئة العلیا لمتابعة شئون الأسرى أمین شومان، الحملة العسکریة للأسرى خلال الفترة الزمنیة الجاریة تعود لأسباب مختلفة رغم اندراجها ضمن السیاسة الإسرائیلیة العامة بالتعامل مع الأسرى.
وعزا شومان الأسباب الإسرائیلیة للحملة العسکریة ومجریاتها؛ نظرًا لخطوات الأسرى الإداریین الجماعیة ضد إدارة السجون والمحاکم الإسرائیلیة، إضافة إلى بعض الإضرابات الفردیة للأسرى؛ لتحقیق مکاسب صحیة ومعیشیة لحیاتهم، والخشیة من خطوات جماعیة للأسرى العام المقبل. وقال: "إدارة السجون تحاول إرهاب الأسرى بالأسالیب القمعیة، وإجراء تنقلات واسعة فی صفوفهم، وعزل بعضهم"، فی المقابل "إن الحرکة الأسیرة لدیها برامج مختلفة لإنهاء معاناة الأسرى المرضى، وتحقیق مطالب الأسرى الإداریین، وتحقیق مطالب معیشیة لذاتهم".
وأضاف فی نهایة حدیثه: أن الحرکة الأسیرة بحاجة سریعة لترتیب صفوفها، والإجماع على قیادة جماعیة من کافة الفصائل، لتوحید خطواتها الجماعیة والتی ستقابل بحراک جماهیری موحد وواسع فی الشارع الفلسطینی، وذلک ضمن برنامج فلسطینی شامل. وکان الأسرى الفلسطینیون نفذوا إضرابًا جماعیًا فی أبریل/نیسان 2012م، تزامن مع حراک جماهیری ومساندة شعبیة فی الخارج، وقد توج بانتصار الأسرى من خلال تحقیقهم لجملة من مطالبهم المعیشیة، وإنهاء العزل الانفرادی، وعودة برنامج زیارات أسرى قطاع غزة.
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS