سیف معبر رفح المسلط یقصم ظهر طلاب غزة
وکالة القدس للانباء ( قدسنا )-حرمَ إغلاق معبر رفح البری خلال الأیام الماضیة مئات الطلبة الذین یدرسون فی جامعات الخارج وکانوا قدموا إلى غزة لقضاء إجازتهم بین أهلهم وذویهم ولم یتمکنوا من السفر والعودة للإلتحاق بجامعاتهم أو تقدیم الامتحانات الصیفیة المقررة علیهم منذ اضطراب الأحداث فی الساحة المصریة الشهر الماضی.
ولا تقتصر المعاناة جراء إغلاق المعبر على شریحة الطلاب، بل تمتد لتشمل آلاف الفلسطینیین، من بینهم مئات المرضى والحالات الإنسانیة، والعالقین فی الجانب المصری الذین ینتظرون الدخول لغزة، ومئات العائلات المقیمة فی الخارج ووصلت إلى غزة لزیارة الأهل والأقارب ولم یتمکنوا من العودة، مما یفاقم ذلک معاناة الفلسطینیین الذین أصبحوا یدفعون ثمن الأوضاع الأمنیة والسیاسیة الغیر مستقرة فی مصر.
أصیب الطالب محمد سلیمان( 30 عاما) الذی یدرس الإعلام فی إحدى الجامعات المصریة بصدمة کبیرة من حجم الأعداد الکبیرة التی تضمها کشوفات المسافرین عبر المعبر، وجموع المواطنین المتکدسین أمام مکاتب التسجیل للسفر عبر معبر رفح البری، بعد دعوة إدارة المعبر المواطنین والطلاب الملتحقین بالجامعات الخارجیة للتسجیل فی المکاتب المخصصة لذلک.
مشقة کبیرة وواجه سلیمان على مدار أسبوع کامل مشقة کبیرة وهو یتنقل من مدینة خان یونس إلى مجمع أبو خضرة الحکومی فی مدینة غزة لحجز موعداً للسفر قبل بدء امتحاناته النهایة للفصل الصیفی، ولکن بعد کل هذه المعاناة الممتدة لم یستطع من حجز موعداً یسمح له بالالتحاق بامتحاناته التی أوشکت على البدء وجاء موعد حجزه للسفر بعد یومین من انطلاقها الأمر الذی دفعه إلى تأجیل عقدها إلى شهر ینایر القادم.
وعبر الطالب سلیمان فی حدیثه لـ"الاستقلال" عن حزنه لعدم تمکنه من الخروج لإنهاء دراسة الفصل الأخیر له فی الوقت المحدد من أجل التخلص من فصول المعاناة الکبیرة التی تکبدها خلال فترة الدراسة ومشقة التنقل بین غزة و"القاهرة"، مبدیا ندمه لعودته من "القاهرة" إلى قطاع غزة إبان اندلاع التظاهرات التی جرت فی 30 یونیو الماضی خشیة من توتر الأوضاع الأمنیة الأمر الذی وضعه فی هذا المأزق الذی عطل مسیرته التعلیمیة.
وینتاب الطالب نائل محیسن حالة من القلق والخوف من ضیاع الفصل الدراسی الجدید فی ظل مواصلة السلطات المصریة إغلاق معبر رفح الذی یود السفر من خلاله لإکمال دراسته الجامعیة فی تخصص الهندسة الکهربائیة بجامعة "عین شمس بـ"القاهرة"، وهذا حال عشرات الطلبة الغزیین الملتحقین فی جامعات دولیة لتخصصات مختلفة ولم یتمکنوا من الخروج من القطاع.
خیبة أمل على مدار یومین متتالین دأب محیسن الذهاب منذ ساعات الصباح الباکر إلى نقطة المعبر الفاصلة بین الحدود الفلسطینیة والمصریة، على أمل اجتیاز البوابة إلى الجانب المصری ولکنه یعود أدراجه فی ساعات المساء الأولی بخیبة أمل کبیرة متجددة رغم خروج اسمه ضمن الکشوف المغادرة بفعل التقلیص الشدید فی الأعداد الیومیة المسافرة عبر المعبر.
وقال الطالب محیسن فی حدیثه لـ"الاستقلال" لم أکن أتوقع أن تصل الأمور على المعبر إلى هذا الحد من الصعوبة الذی لم یتمکن معها الطلبة وحتى المرضی من الخروج عبر المعبر، فإجراءات السفر بات معقدة وتأخذ وقتا طویلا".
وأضاف" الأعداد المحدودة التی تدخل بین الیوم والآخر عبر المعبر فی ظل الاکتظاظ الکبیر لن تسمح بسفر کافة المسجلین إلا بعد مرور أسابیع فی ظل التسجیل لفترات متباعدة"، معبرا عن تخوفه من استمرار الازمة لوقت طویل مما سیحرمه ذلک من تحقیق هدفه الذی وضعه أمامه فی إنهاء دراسته العام القادم.
فقدان حقه ولم یختلف حال الطالب فادی منصور مع معاناة سابقیه والذی عاد إلى قطاع غزة فی شهر یونیو الماضی بعد أن أنهى دراسته للفصل الشتوی فی السنة الرابعة بتخصص الطب من رومانیا وصادف موعد زیارته لأهله مع اضطراب الأحداث على الساحة المصریة التی فاقمت من أوضاع المعبر،لافتا إلى أنه قبل أسبوع قام بالتسجیل وحجز موعداً للسفر وکذلک تذکرة الطیران لکن تصادف موعد خروجه مع إغلاق المعبر الأمر الذی جعله یفقد موعد حجز تذکرة الطیران وقیمتها المالیة.
وقال منصور فی حدیثه لـ"الاستقلال" الفصل الدراسی بدأ قبل أسبوعین، وإذا لم انتظم فی الدراسة خلال أیام قلیلة واستمرت الأوضاع على هذا النحو الصعب، سأفقد حقی فی التسجیل لفصل الجدید بحسب قوانین الجامعة وهنا سأضطر إلى تأجیل الفصل للعام القادم".
أضاف متسائلاً:"ما ذنبا نحن الطلاب تحمل کل ما یجری فی مصر من مشاکل داخلیة ودفع ثمنها؟، وهل مکتوبٌ علینا تذوق کل هذه المرارة وفقدان المزید من المال والوقت"، مؤکدا على أنه من حق الطالب الفلسطینی السفر والتنقل بحریة، وعلى السلطات المصریة مراعاة أحوال المواطنین فی غزة، وألا تدفع بهم فی أتون الأحداث الدائرة فی مصر.
أوضاع سیئة وکان مدیر هیئة المعابر والحدود فی قطاع غزة ماهر أبو صبحة وصف أوضاع السفر عبر معبر رفح البری الفاصل بین قطاع غزة ومصر بأنها "سیئة" وأن أزمة السفر مازالت قائمة، مشیرًا إلى أن أعدادا کبیرة من المسافرین تنتظر السماح لها بالسفر، تقدر بخمسة آلاف مسافر من أصحاب الإقامات والجوازات الأجنبیة والطلاب والمرضى.
وأوضح أبو صبحة فی تصریحات صحفیة بأن ما تسمح به السلطات المصریة بشکل یومی للسفر أربع حافلات فقط وفی بعض الأحیان خمس حافلات, مشیرا إلى أنهم لا یستطیعون حل أزمة المسافرین وتسفیر هذه الأعداد من المسجلین فی أیام قلیلة.
وقال" وإن فتحنا باب التسجیل للسفر أمام المواطنین فسیسجل عشرات الآلاف من المواطنین, لکننا حتى الآن ملتزمون بتسفیر أصحاب الإقامات والجوازات الأجنبیة والطلاب، وبعد ذلک من الممکن أن نفتح باب التسجیل لمسافرین جدد".
وتشیر بعض التقدیرات أن عدد الطلبة المسجلین فی وزارة الداخلیة فی حکومة غزة للسفر یفوق 600 طالب، فی الوقت الذی تشهد فیه حرکة المسافرین عبر المعبر بطئا شدیدا ولم ینتظم العمل فیه إلا لبضع ساعات فی أیام محدودة منذ عزل الرئیس المصری محمد مرسی فی الثالث من الشهر الماضی واضطراب الأحداث الأمنیة فی شمال سیناء، مما أدى إلى تفاقم أزمة المسافرین من وإلى قطاع غزة، وتعطیل مصالحهم والتأثیر سلبیًا على الطلبة وغیرهم من فئات المجتمع الفلسطینی.
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS