الجمعه 11 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

غباء وحماقات ساسة وجنرالات إسرائیل

       

                                غباء وحماقات ساسة وجنرالات إسرائیل

 

جنرالات وساسة إسرائیل حین یحققون انتصارا یعربدون ویتفاخرون, ویسیئون للعرب والإسلام بأقذع الکلام. ویعتبرون أن ما حققوه من نصر لا منة ولا فضل لأحد علیهم فیه. فخبراتهم وشجاعتهم وقراراتهم وجنودهم وخططهم هم من کانوا سبب النصر والانتصار. أما حین تلحق بهم الهزیمة,فالکل یتهرب من تحمل المسئولیة, ویحملها لغیره, ولحلیفهم الاستراتیجی. فالکل فی الهزیمة جبناء, ویصبح حالهم کحال حمام قطعت المیاه عن أجرانه, فلا تسمع سوى الصراخ والشتائم والسباب, وإن  دلفت بابه لتستوضح الأمر, فلن ترى سوى العراک.

فالجنرال والسیاسی الصهیونی  إیهود باراک , الذی هدر حیاته فی عملیات الإجرام والقتل والتدمیر والإرهاب.

وحالیا یتزعم حزب العمل الإسرائیلی للمرة الثانیة. ویشغل وحالیا وزیرا للدفاع, وسابقا رئیس وزراء. وتقلد الکثیر من المناصب والمسئولیات فی الجیش والموساد, وشارک فی الکثیر من عملیات الاغتیال. وخاض الانتخابات الإسرائیلیة عدة مرات. وهوایاته متعددة ولا یتسع المجال لذکرها, وجمیعها ذات طابع إجرامی وإرهابی. وحتى أنه وزوجته یملکن الکثیر من الشرکات الاقتصادیة. ویعبدن المال من الشیکل إلى الیورو والإسترلینی  والدولار, ویسعیان دوما للحصول على المزید منه, ولا یشبعن من جمعه. وکل ما یسعى إلیه  باراک هو نفس ما یسعى إلیه باقی ساسة وجنرالات إسرائیل. والذی یتلخص بإقامة  إمبراطوریة إسرائیلیة, تکون مرکزا تجاریا واقتصادیا وصناعیا ومخابراتیا و تجسسیا.وساحة فسیحة لشرکات المرتزقة, للعبث بأمن دول العالم, وتوظیف المال لخدمة المشروع الصهیونی بهدف السیطرة.وهذا ما ظهر جلیا فی العراق وجورجیا.

ومع أن التهم بدأت تطارد الجنرال موفاز على أنه مجرم حرب, لأنه کان یأمر بقتل 70 فلسطینی فی کل یوم. إلا أن باراک یتحدى  موفاز وباقی حکام وجنرالات إسرائیل بسؤاله: من هو أکثر منی قتل من العرب والفلسطینیین؟ بل حتى أن سؤاله جعله شعارا لحملاته الانتخابیة. ویظن أنه بهذا السجل الإجرامی , وبهذه الفذلکة من الثرثرة بات منظرا وفیلسوفا ورجل الصهیونیة وإسرائیل الأول. الذی یحق له من أن ینظر لمستقبل العالم وإسرائیل. فهو یرى أن الشرق الأوسط  لا یشبه أوروبا الغربیة أو شمال أمیرکا, بل هو محیط لا رحمة فیه للضعیف غیر القادر على حمایة نفسه. وینصح الإسرائیلیین بأن طریق النجاة یکون فقط عندما تکون لهم دولة ذات عیون مفتوحة, و مستقرین وواثقین من أنفسهم, وأقویاء, ویراقبون ما یجری من حولهم, وغیر خائفین من رؤیة الواقع کما هو.وأن علیهم حین یمدون یدهم للسلام, أن تکون یدهم الأخرى قریبة من الزناد. وهو على خطى الأحمق جورج بوش فی نشر الرعب والخوف والقلق فی المجتمع الإسرائیلی. فهو على الدوام  یلقی الرعب والخوف فی قلوب  وعقول الإسرائیلیین. وبنفس الأسلوب الذی یسلکه الرئیس جورج بوش مع الأمریکیین.حین یترکهم نهب الرعب والقلق.  وإسرائیل بأسرها بنظر باراک موجودة ضمن مرمى النیران.وعناصر حزب الله یتحصنون جیدا جنوب نهر اللیطانی وشمالیه. وبعد أن ینتبه بأن کلامه سیدفع بهم لسلوک طریق الهجرة من إسرائیل, یلجأ للکذب لیهدأ من روعهم, ولکی یعزز من ثقتهم بکیانهم الصهیونی. فیطمئنهم قائلا بأنه : یتم إعداد الجیش الإسرائیلی للقتال, لتحقیق نصر واضح. بشرط توفر الوحدة لمواجهة التحدیات الکبیرة التی تواجه إسرائیل على المستوى الأمنی والسیاسی. ولیهدأ مخاوفهم  من خطر المشروع الإیرانی الذی ساهم هم وباقی زعماء إسرائیل من نشره فی المجتمع الإسرائیلی, یقترح علیهم الحلول التی یراه مناسبة , والتی عبر عنها بقوله: إیران تشکل تهدیدا للنظام العالمی, وحان الوقت للرد بواسطة العقوبات لا بالأقوال, ویجب أن یشارک فی ذلک روسیا والهند والصین. ویضیف قائلا: فی کل الأحوال علینا الإبقاء على کل الخیارات مفتوحة,إذا تحرشوا بنا أو هاجمونا,فإننا نعد الجیش الإسرائیلی لکی یقاتل ویحقق نصرا لا تسویات فیه,وعلینا أن نجد الطریق الفضلى من أجل إحراز النتیجة الفضلى بأقل أضرار ممکنة. ویهیج الأمریکیون والأوروبیون بعوائه ونحیبه لیستجدی منهم العون والمدد, ولیثیرهم بالخطر, وکأنهم بنظره ثیران یتهیجون بمنظر اللون الأحمر. ویوضح لهم على أنهم مهددون کما هی مهددة إسرائیل. فالکارثة بنظره, هی فی حیازة إیران للسلاح النووی. لأن الجهود التی تبذلها إیران فی برنامج صواریخها تشیر إلى أهداف أبعد من إسرائیل. وأن صواریخها فی السنوات المقبلة, سوف تطال جمیع الدول التی تفاوضها بخصوص ملفها النووی عدا الولایات المتحدة الأمریکیة. ولا یترک أحدا من شره وشروره. ویتناول الجمیع بالذم والقدح والتحقیر.فیتهم رئیس الوزراء الأسبق أرییل شارون والقیادتین السیاسیة والعسکریة, بأنهم لم یتصرفوا بحکمة ,حینما لم یضعوا حدا لقوة حزب الله, ویقول: أن إسرائیل دفعت ثمن قلة خبرة قیادیها السیاسیین الذین أداروا  الحرب على لبنان عام 2006م. ویعتبر القرار 1701الذی وضع حدا لحرب 2006م, لا قیمة ولا معنى له وغیر مجدی. لأن حزب الله وسوریا وإیران یقومون بکل ما یریدون فی لبنان, بل أن حزب الله ضاعف عدد الصواریخ الموجودة فی حوزته ثلاث مرات منذ انتهاء الحرب. وهذا الکلام هدفه النیل من وزیرة الخارجیة الإسرائیلیة تسیبی لیفنی التی کانت وراء صدور هذا القرار. ویوصف  باراک  القراربقوله: إسرائیل تخلت عن سیادتها بالقرار 1701 وأعطت قرارها لغیرها حتى ولو کان حلیفا لها. ویمقت ویکره لیفنی , ویحقر کل فعل وتصرف لها حتى ولو کان شیء من أمرها أو یخصها بیتها کامرأة. وهو من قال صراحة: لست مقتنعا بان تسیبی لیفنی مؤهلة لأن تجیب عن أسئلة بشأن مسائل أمنیة مهمة یتعین على رئیس الوزراء الإسرائیلی أن یکون قادرا على الإجابة علیها لا عند الساعة الثالثة صباحا ولا عند الثالثة بعد الظهر. ولکن لیفنی ترد على باراک بقسوة وتقول: باراک هرب مذعورا من لبنان عام 2000م. وهنا یلجأ باراک لیدافع عن نفسه ویقول: سحبی للقوات عام 2000م کان لوضع حدا لمأساة استمرت 18 عاما, وحزنی عن مقتل ألف جندی. والحرب بین باراک ولیفنی وأولمرت , ما هو سوى خلاف بین عشاق  إرهاب وجریمة دب بینهما الشجار على القیادة والزعامة. ولذلک حین أعلن باراک انه یسعى لیکون رئیس الوزراء الجدید, ویمسک بیدیه بالقرار السیاسی والعسکری والتربوی والتعلیمی. ردت علیه لیفنی بأنها هی من ستکون رئیس الحکومة لا  کما یتخیل ویحلم باراک, وأنها ستحقق له أمنیة واحدة من أمنیاته وأحلامه,بتعینه من قبلها وزیرا للتربیة والتعلیم. ویصب باراک جام غضبه على الاتفاق الأمریکی الإسرائیلی  لمنع إیران من تحقیق طموحها النووی, ولو للأغراض السلمیة. لأن الموقعین علیه من الادارة الجمهوریة فی واشنطن, وکاد یما واللیکود فی إسرائیل, بنظر إیهود باراک کانوا قاصرین وجهلة وحمقى وأغبیاء,فجاء اتفاقهم قاصر على شاکلتهم. وغیر قابل للتطبیق لعدة أسباب . أهمها:

* جیش الدفاع الإسرائیلی بعد أن تم تدریبه وتأهیله بشکل جید على تنفیذ عدوان على إیران.والمتحمس لتوجیه ضربة عسکریة لمنشآتها النوویة ولو بشکل منفرد. یصطدم بانقسام وتشرذم  الحکومة والساسة والمجتمع الإسرائیلی حیال هذه الضربة. ففی حین یصر موفاز وبارک المتطرفون الصهاینة على ضرورة توجیه ضربة لإیران.فإن الغالبیة العظمى من الساسة والجنرالات لا یرغبون بهذا الخیار, لعدم  اقتناعهم بجدوى هذه الضربة, ولتخوفهم من رد الفعل الایرانی الذی سیلحق بإسرائیل نتائج کارثیة ومدمرة.

 

*  والرئیس جورج بوش ونائبه دیک تشینی ومحافظیه وصقوره الذین یضغطون لتوجیه ضربة لإیران من قبل الولایات المتحدة الأمریکیة وإسرائیل, أو حتى على الأقل إعطاء ضوء أخضر لإسرائیل للقیام بتوجیه الضربة. باتوا معزولون ومحاصرون ومنبوذون لا یحسب لهم من حساب. فغالبیة الشعب الأمریکی رافضة لهذا الخیار,إضافة إلى أن الادارة الأمیرکیة والحزب الجمهوری منقسمین حیاله, ویرون أنه سیضر بمرشحیهم للکونغرس. وقد یحطم حلمهم وحلم مرشحهم جون ماکین. ورغم أن الصقر ورجل الظلام ریتشارد بیرل قال صراحة, أن لیلة واحدة من الغارات الکثیفة بالقاذفات الأمیرکیة  یمکنها من تدمیر البرنامج النووی الإیرانی بکامله. إلا أن الرد على کلامه جاء من قبل جاری بیرتستین عضو وکالة المخابرات  الأمریکیة وبکلام شدید اللهجة, حیث قال:قاذفات القنابل الأمریکیة لن یکون بمقدورها القضاء على منشآت البرنامج النووی مهما أغارت وقصفت من قنابل. وهکذا وضعت إسرائیل نفسها وأمنها ومستقبلها فی عهدة مهرجی الحزب الجمهوری. ورئیس عاجز ومرعوب کجورج بوش لا یجرأ على إتخاذ أی قرار ولو کان یخصه وزوجته لورا فی البیت ,بعد أن سلطت الأضواء علیه.

* هیئة الأرکان المشترکة ومعها وزیر الدفاع الأمیرکی یرفضون رفضا قاطعا هذا الخیار, واستدعوا  الجنرال غابی اشکنازی رئیس الأرکان الإسرائیلی إلى واشنطن بذریعة تکریمه. وقلده مایک مولن رئیس هیئة الأرکان المشترکة الأمریکیة شارة الشرف لإسهاماته فی محاربة الإرهاب فی الشرق الأوسط, ولإسهامه طیلة سنوات تعزیز امن إسرائیل وحمایة مدنیین ولجهوده فی تعزیز العلاقات بین الجیشین الأمریکی والإسرائیلی.وطلب منه طی موضوع مهاجمة إیران. لأن 40% من صادرات النفط تمر عبر مضیق هرمز, والعالم بغنى عن مثل هذه الخضات, بتهدید إمدادات النفط. إضافة إلى أن الرد الإیرانی سیکون من  نصیب القوات الأمیرکیة فی العراق وأفغانستان. وحتى الرد الإیرانی على إسرائیل سیکون مدمرا. إضافة إلى أن هیئة الأرکان المشرکة الأمریکیة أعلنت مرارا وتکرارا, أنها لیست بقادرة على خوض صراع ثانی للصراع الأول الذی تخوضه فی أفغانستان والعراق. ثم أستدعی باراک لنفس الغرض, والذی تذرع بأنه سیبحث موضوع المشروع النووی الإیرانی. وفی واشنطن رددوا على مسامعه تصریحات القادة العسکریین الأمریکیین. وقالوا له إن اللبیب من الإشارة یفهم. وبعد عودة باراک إلى تل أبیب. أعلن صراحة بقوله: الأمریکیین غیر مستعدین للسماح لإسرائیل بمهاجمة إیران.وأن موقف الولایات المتحدة الأمریکیة المعروف, هو أن کل ما یجب القیام به,هو مواصلة التحرک فی مجال الاستخبارات , وزیادة العقوبات الاقتصادیة على نظام الرئیس نجاد. وهذا معناه أن المصاریف والوقت الذی صرف على تدریب جیش الدفاع فی هذا المجال ضاع هباء. وهذا ما عبر عنه باراک حین قال:الولایات المتحدة موقفها معروف فهی لا ترید عملا ضد إیران. وحسم هذا الموضوع رئیس إسرائیل شیمون بیریز حین قال: عملیة عسکریة على إیران لیس أمرا ضروریا. لا أعتقد أن الأمیرکیین یفکرون  بذلک ,لأنهم یملکون العدید من الوراق الأخرى. وأتبعه بتصریح ثان قال فیه: إن توصل الأمریکیین إلى تشکیل تحالف بتوحید مواقفهم مع مواقف الأوروبیین فسیمتلکون عندئذ ما یکفی  من الوسائل لممارسة الضغوط على الإیرانیین. وفندت صحیفة هآرتس مواقف  الجمیع بقولها: التصریحات المتطرفة التی یطلقها الزعماء الإسرائیلیین بازار التهدیدات.

* جیش الدفاع الإسرائیلی منقسم عل نفسه بشکل لم تشهده إسرائیل من قبل. حتى أن أفرا یم هلیفی رئیس الأرکان الإسرائیلی السابق راح یعلن على الملأ بقوله : إن قیام إسرائیل بالهجوم على إیران سوف یؤثر على إسرائیل لمدة 100عام. فالجنود والضباط الذین یشعرون بعدم الارتیاح لمستقبل دولة صممت لتکون دولة لجیش فقط. وخاصة أن جیشهم یخوض صراعات وحروب لأکثر من ستة عقود, مع جیوش دول عربیة مجاورة. ثم مع حرکات مقاومة, راحت تنفذ عملیاتها داخل إسرائیل. وأخیرا مع فصائل مقاومة داخل إسرائیل, وعلى حدودها الشمالیة والجنوبیة الغربیة, دون أن یتمکن أی من السیاسیین من إیجاد حلول لها. بل بات من طبع ومزایا السیاسیین والجنرالات الإسرائیلیین تصعید المواقف والتی بدأت تعطی نتائج سیئة على إسرائیل. وکأنهم لا یفقهون فی السیاسة والحرب من شیء. فالجیش الإسرائیلی کالجیش الأمریکی وضعیهما بالغ السوء ,وإن ترکا دون إعادة تأهیل وإعداد وتدریب وتنظیم من جدید , وعلى أسس جدیدة سیصبحان مصدرین لنشر الإرهاب والجریمة ,وتنامی ظواهر الإحباط والقلق والرعب والیأس  وفقدان الأمل والتی سترفع من معدلات الجریمة الاغتصاب والانتحار وإیذاء النفس والغیر. وعبر عنه اللواء الإسرائیلی موشیه عبری سوکینیک بقوله: الجیش الإسرائیلی أصبح صدئا.  ثم یتحدث اللواء موشیه عبری سوکینیک بوضوح أکثر, فیقول: أنا أقول بکل مسئولیة أن 70 %– 80% من المسئولیة حیال نتائج الحرب ملقى على کاهل القیادة وهیئة الأرکان , وعلى الرغم من أن  جهوزیة القوات وعدم تدریبها  هو أمر غیر جید ,إلا انه یشکل فقط 10% -- 15% فقط من النتیجة النهائیة.

* والصراع بین الساسة والجنرالات  حول إسرائیل إلى میدان لسباق الحمیر وصراع الثیران. وحتى أن باراک ورئیس الوزراء أولمرت وموفاز ولیفنی, حولوا جلسات مجلس الوزراء إلى حلبة لصراع الدیوک. فباراک یقول: حزب کاد یما یمکن الاستغناء عنه, حیث انه کحزب أشبه بمخیم لاجئین. وهو بذلک یعیب على کاد یما أنه تنظیم من منشقین عن حزب العمل واللیکود وأحزاب أخرى, هجر منتسبیه أعشاشهم الحزبیة لیبنوا عشا جدید یمارسون فیه فجورهم وعهرهم وجرائمهم لعله یکون أفضل وأکثر أمنا.وهنا تتحول المعارک إلى معارک بین الأحزاب. فیسارع حزب کاد یما لیرد فی بیان رسمی: باراک رجل هستیری یعانی من الإجهاد ویقود حزب العمل إلى شفا الإفلاس. ویؤکد کلام کاد یما, تصریح إیهود أولمرت الذی یقول فیه: حزب کاد یما أکثر شرعیة من حزب العمل الذی یتکون من ثلاثة أحزاب مختلفة, وهو یتصرف مثل حزب غیر شرعی. وهنا یرد حزب العمل ببیان یقول فیه: لیس أولمرت من یعلمنا کیف نتصرف فیما زالت الدولة بکاملها تلعق جراح لسعة أولمرت التی قادت إلى أکثر الحروب فشلا فی تاریخ إسرائیل. ویتحرک نائبا من کاد یما على وجه السرعة وهو النائب إسحاق بن إسرائیل  لیرد قائلا: أتساءل ما إذا کان باراک یرى  لیفی أشکول  ودیفید بن غوریون وإسحاق شامیر الذین لم یخدموا یوما فی الجیش کانوا غیر مؤهلین لترؤس الحکومة. ویدعم إیهود أولمرت الهجوم بعدة تصریحات  قال فیها: باراک لا یستطیع أن یأتی ویلقی علینا المواعظ. وراح أولمرت  یخاطب ویعنف باراک فی جلسة مجلس الوزراء مخاطبا أیاه بحضور جمیع الوزراء وعلى مسمع من الجمیع قائلا لباراک: إن تهجمات وزیر الدفاع بارک على القرار 1701هی السبب فی إعطاء انطباع وصورة بأن إسرائیل ضعیفة. وینتقده فی الاجتماع  قائلا :لو أن بعض الوزراء أحجموا عن الحدیث عن القرار 1701 الذی أتى بنتائج جیدة , وأدى إلى إحلال الهدوء فی الشمال لما کنا نطلق رسائل ضعف. ویسخر أولمرت  من باراک  بحضور الوزراء قائلا:  هناک شخص أستیقظ فی الصباح على لسعة بعوضة فقرر أن یصب غضبه على تسیبی لیفنی بشأن القرار 1701. ویسارع  وزیر  المواصلات شاؤول موفاز والذی هو  ولیفنی من حزب کاد یما.لیصرح على الملأ قائلا: تسیبی لیفنی  أساءت إستغلال أموال ضحایا الهولوکست  لصالح حملتها الانتخابیة. ثم تفضح بعض الصحف الإسرائیلیة علاقة الشذوذ للیفنی مع رایس. وتوسل تسیبی لیفنی إلى تساحی هنغبی أحد أبرز رموز اللیکود لیؤیدها فی حملتها  الانتخابیة. وتساحی هنغبی متهم بقضایا جنائیة خطیرة کالخداع وخرق الثقة  والرشوة والکذب والفساد. إضافة إلى أنه أبن المتطرفة والإرهابیة المعروفة فی العصابات الصهیونیة غیئولا کوهین. والهدف من ذلک توجیه ضربة قاضیة لتسیبی لیفنی لإخراجها من ساحة المنافسة, والتی هی رغم ممارساتها الإجرامیة والإرهابیة منذ نعومة أظفارها, فهی بنظر الکثیر من الإسرائیلیین رمزا للنزاهة ونظافة الید.

باختصار شدید یمکن القول: لیس باراک سوى واحد من ساسة وجنرالات إسرائیل الذین یعشش الإجرام والإرهاب فی عقولهم ونفوسهم , ویمتهنوه صنعة وحرفة  فی حیاتهم. ولفرط غبائهم لم یکتشفوا بعد, أنهم باتوا مثار للسخریة والمسخرة, حتى داخل المجتمعین الإسرائیلی والأمریکی. وأن کلامهم سخافات لیس لها من معنى. وأنهم أجبن من أن یجرأ الواحد منهم من أن یقرن قوله بفعل أو عمل. فترهات الصهیونیة وأساطیرها وأسطورة الجیش الإسرائیلی الذی لا یقهر باتت من مخلفات الماضی. فزمن التهدیدات ولى إلى غیر رجعة. والقرار الیوم ومستقبلا لم یعد  لجورج بوش وباراک ونتنیاهوا وأولمرت. وإنما لصاحب الحق ,لأنه الأجدر والأقوى.

ومع أن الأمریکیین یعتبرون باراک ذکی وذو قدرة تحلیلیة نادرة, ومجرب. إلا أنهم متفقون على أن باراک تنقصه القدرة على القرار والثقة, واللذان هما عنصران أساسیان لکل من یسعى لقیادة الدولة. وهذه السلبیة وحدها تحط من کل صفاته ومؤهلاته وشخصیته وقدراته القیادیة. ولذلک رفضت  الادارة الأمریکیة  طلب بارک تقدیم مساعدة عسکریة  لتحسین قدرات إسرائیل العسکریة بحیث تخولها توجیه ضربة  ضد المنشآت النوویة الإیرانیة. بل أنهم حذروهم من مغبة شن مثل هذه الضربة, ومع عرضهم تحسین دفاعاتها لمواجهة صواریخ أرض ـــ أرض فقط. ونبه باراک على أن شن مثل هذه الضربة  سیسیء إلى مصالح الولایات المتحدة الأمیرکیة , وحتى فلن یسمح للطائرات الإسرائیلیة  باستخدام المجال الجوی العراقی للوصول إلى إیران. والإدارة الأمریکیة باتت تعرف  أن هجوما على إیران قد یولد أجیالا من الجهادیین لا حصر لهم ولا عد. ولا ترغب فی الغرق فی المستنقعات أکثر فأکثر. وأنها وبلادها أضحت فی موقف حرج ومعقد وبالغ الصعوبة. والهجوم على إیران سیزید فی غرقها أکثر.

 حتى أن أفرایم هلیفی رئیس الأرکان الإسرائیلی السابق. بات یسخر من باراک وحکومة إسرائیل وتهدیداتهم الجوفاء. حین وصف تصرفاتهم بقوله:  إسرائیل تستخدم تکتیک أمسکونی وإلا فأننی سأقوم بعمل جنونی. أو حین وصف حالة إسرائیل إبرا هام  بورغ رئیس کنیست إسرائیلی سابق,حین قال: نهایة المشروع الصهیونی على عتبات أبوابنا, وهنالک إمکانیة حقیقیة لأن یکون جیلنا آخر جیل صهیونی. وحتى أن صحیفة بدیعوت احرنوت  نشرت مقالا قالت فیه: مرة وإلى البد أدرکوا فی دولة إسرائیل جیشا ومدنیین أننا لسنا متفوقین على بنی البشر, وأننا لسنا الجیش الأفضل فی العالم,وقادتنا السیاسیون لیسوا نموذجا مثالیا, فنحن قد نخسر ونفشل ونهزم مثل الآخرین. فحرب لبنان الثانیة لم یکن لها من داع, ولم تبعد شبح الحرب المقبلة بل العکس هو الصحیح. وباراک على الدوام یتوعد إیران وحزب الله وحرکتی حماس والجهاد وفتح, بأنه سیوجه ضربات قاصمة لهم. والمضحک أن تهدیداته تقصم ظهور الإسرائیلیین فقط. فلا من احد یحسب حسابا لبراک وغیر باراک, لأنهم سرعان ما یتراجعون عن تهدیداتهم. والإسرائیلیون مصدومون بافتضاح فساد وفشل ساستهم وجنرالاتهم, والتی بدأت إسرائیل تحصد نتائجها الکارثیة. وباتوا  أکثر قناعة بمقولة  دیفید بن غوریون والتی لخصها بقوله: إسرائیل ستزول عندما تهضم هزیمتها الأولى. ولهذا السبب یعمد ساسة وجنرالات إسرائیل على اجترار الهزائم فقط, لیتهربوا من هضمها, وهم یراهنون على الزمن والظروف قد تعید لهم سیرتهم الأولى وتنقذهم مما هم فیه. وخاب ظنهم حین راهنوا على أن العدوان الأمریکی على العراق وأفغانستان سیفتح لهم نافذة أمل جدیدة , تخلصهم من هزائمهم ومن مقولة بن غوریون . إلا أن الهزائم التی تضرب القوات الأمریکیة بعنف وقوة, والمشاکل التی باتت تعصف بالولایات المتحدة الأمریکیة. بددت أحلام ومطامح الامبریالیة والصهیونیة والإسرائیلیین. ثم أن بسالة فصائل المقاومة الوطنیة فی لبنان وفلسطین والعراق, قزمت إسرائیل وترکتها غیر مرهوبة الجانب, ولا یحسب لها من حساب. وباتت إدارة الرئیس جورج بوش هی الأخرى تجتر هزائمها, وتترک مهمة هضمها للإدارة الأمریکیة القادمة للتهرب من إعلان الهزیمة, ومن خطر المحاسبة على تصرفاتها وسیاساتها الإرهابیة والإجرامیة. والرئیس جورج بوش  المرتبک ,محکوم علیه أن یزور ویزوره المهزومین والفاشلین من أمثاله فقط.

ونذکر من تنفعه الذکرى: إن تبجحات زعماء إسرائیل من شاریت إلى بن غوریون وأشکول ودایان وشارون وبیغن  وغولدامائیر وشامیر ,کانت جمیعها تبجحات فارغة وکاذبة, ونیلهم من العرب والجیوش العربیة لیس له من سند. فهم حاربوا العرب بدعم من القوى الاستعماریة, وتواطؤ من الشرعیة الدولیة التی ظن العرب أنها ستلتزم جانب الحق والعدل, وهو ما لم یحصل. حیث حاصرت القوى الاستعماریة الدول العربیة, ووقفت مع الصهاینة بکل ما تملک. ولذلک فی حرب تشرین لم یکن أمام غولدامائیر ووزرائها وجنرالاتها سوى البکاء والنحیب. ولولا الدعم الأمریکی, والتدخل بقواها الجویة والصاروخیة والسیاسیة لما کان لإسرائیل من وجود.

( بقلم العمید المتقاعد برهان إبراهیم کریم )

ن/25


| رمز الموضوع: 143400







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)