الجمعه 11 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

«إسرائیل» بوصفها القرصان الأکبر على وجه الکرة الأرضیة!

 

نواف الزرو

 

السیطرة الصهیونیة على سفینة الکرامة وجرها إلى سواحل اشدود، هی عملیا قرصنة وسطو صهیونی مسلح على السفینة، کما حصل مع أسطول الحریة-1، وکما حصل مع کافة العناوین الفلسطینیة منذ ما قبل النکبة عام/48.

فکل ما یجری فی فلسطین والمحیط البحری والجوی والبری على أیدی "إسرائیل" إنما هو قرصنات صارخة.. وقرصناتهم واسعة متصلة لا تترک مجالا من مجالات الأرض والجو والبحر إلا وتطاله.. فهناک القرصنة المفتوحة على الأرض العربیة، وهناک القرصنة المنهجیة أیضا ضد المقدسات والتراث والمعالم الحضاریة، وهناک کذلک القرصنة المستمرة على المأکولات الشعبیة الفلسطینیة.

فکما هو سجلهم فی سیاسات التطهیر العرقی والمجازر الجماعیة والاغتیالات السیاسیة طافح بلا سقف أو حصر.. وکما هو سجلهم فی الانتهاکات للقرارات والمواثیق الأممیة طویل طویل.. کذلک سجلهم فی القرصنات البحریة والجویة والبریة متخم ومفتوح...!.

والقرصنات الصهیونیة لیست عفویة أو لمرة واحدة أو اثنتین أو عند الحاجة مثلا، وإنما هی قرصنات یمتد عمرها إلى بدایات المشروع الصهیونی وإلى ما قبل وخلال وبعد إقامة تلک الدولة، وصولا إلى الراهن الإسرائیلی.

وعلى خلاف القرصنات الأخرى فی مناطق أخرى فی العالم فإن القرصنة الصهیونیة عابرة للحدود والمحیطات والقارات وتصل إلى أی مکان فی العالم، وبغطاء أمریکی وأممی أیضا...!

کما أنها على خلاف غیرها فی العالم ترتقی إلى مستوى القرصنة الدولیة وإرهاب الدولة، وهی أشد خطراً وأسوأ ضرراً من أی قرصنة أخرى فی العالم، ذلک أنها تهدف إلى إبادة شعب والإجهاز على قضیته وحقوقه ووجوده، وهو الأمر الذی یعد "جریمة إبادة" بموجب اتفاقیة منع إبادة الجنس البشری لعام 1948، وهو النوع الثانی من "الجرائم ضد الإنسانیة"، طبقاً لتعریف الإبادة بموجب المادة 7 من النظام الأساسی للمحکمة الجنائیة الدولیة!

وکانت وصلت القرصنة الصهیونیة إلى ذروة جدیدة سافرة باعتراضها لـ"أسطول الحریة-1-"فی ایار/2010 الذی ضم ثمانی سفن متوجهة إلى غزة لمحاولة کسر الحصار الذی تفرضه إسرائیل على القطاع منذ 2007.

وحمل أسطول الحریة 800 شخص من بینهم 350 مواطناً ترکیاً، أما الباقون فمعظمهم أوروبیون ومن العالم الإسلامی. ومن بین الرکاب 35 نائباً وعدد من فلسطینیی العام 1948 بمن فی ذلک رئیس لجنة المتابعة العربیة محمد زیدان.فهی إذن "قرصنة إرهابیة تقوم بها دولة على نحو مخالف لکافة القوانین والمواثیق والأعراف والأخلاق الأممیة".

فی منهجیة القرصنة البحریة الصهیونیة اعترف ضابط إسرائیلی کبیر غداة اعتراض البحریة الإسرائیلیة فی عرض البحر المتوسط سفینة شحن قالت "إسرائیل" إنها تنقل أسلحة من إیران إلى حزب الله، "إن البحریة تقوم بانتظام باعتراض سفن یشتبه فی نقلها أسلحة".

وصرح الکومندان الذی لم یکشف سوى عن اسمه "زیف" للإذاعة الإسرائیلیة العامة "بصفتی قائد زورق سریع قاذف للصواریخ بإمکانی القول إننا نشارک بانتظام فی عدة عملیات کالتی تمت".

ونستحضر فی هذا الصدد تقریر غولدستون المثقل بجرائم الحرب الصهیونیة فی غزة، لنثبت أن القرصنات الإرهابیة المفتوحة المتغطرسة تستدعی لو کان هناک مسؤولیة دولیة حقیقیة فتح تحقیقات- غولدستونیة- جدیدة...!

ففی حینه وعلى فترة طویلة من الزمن، احتشد العالم کله بأممه المتحدة، ضد ما أطلقوا علیه "القرصنة الدولیة الصومالیة"، ووصل الاستنفار إلى مجلس الأمن أیضا الذی اتخذ قرارا بالإجماع یسمح للدول المتضررة من القرصنة بالقیام بعملیات عسکریة فی الأراضی الصومالیة...!

تصوروا.. العالم والأمم المتحدة ومجلس الأمن، کلهم احتشدوا متناسین أن تلک الدولة بشعبها وأرضها ومقدراتها هی التی تعرضت وتتعرض للقرصنات الاستعماریة الاحتلالیة! فلماذا یتناسى العالم القرصان الأکبر على وجه الکرة الأرضیة؟!

إن کافة الشهادات والوثائق والاعترافات، التی تتوالى تباعا ضد "إسرائیل"، إنما من شأنها أن تشکل "لائحة اتهام" قویة فعالة ضد أولئک الجنرالات القراصنة، ما قد یسمح وفقا للقوانین والمواثیق الأممیة ربما بـ"جلب "إسرائیل" إلى کرسی العدالة الدولیة". ولکن، فی ظل هذا المشهد الأممی، یبقى الغائب المغیب الأکبر هو الموقف العربی الرسمی الذی بدا بلا أی وزن أو تأثیر فی الساحة الدولیة....!

ونعتقد فی الخلاصة المفیدة أن القرصنة إنما هی صناعة صهیونیة- إسرائیلیة، وأنه لیس من المنتظر أن تتوقف دولة الاحتلال عن سیاسات القرصنة وعن هذه الثقافة والمنهجیة إطلاقاً طالما بقی المجتمع الدولی على هذا النحو! وطالما بقی العرب صامتین متفرجین إلى حد الشلل أو التواطؤ...! ولیس من المنتظر أبدا أن تتوقف القرصنات الصهیونیة مستقبلا إلا إذا کسرت الشوکة- القوة- الصهیونیة..

ن/25

 


| رمز الموضوع: 143372







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)