إسرائیل تواصل إحتلالها لجزیرتین سعودیتین

جاسم الآلوسی
تحتل القرصانة إسرائیل ومنذ سنوات طویلة جزیرتی 'تیران وصنافیر' العائدتین للمملکة العربیة السعودیة. وحسب السجلات الرسمیة فان کلتی الجزیرتین اللتین تقعان فی مضیق تیران على البحر الاحمر، عائدتان للمملکة العربیة السعودیة. کما ان إخفاء هذا الموضوع عن انظار الرأی العام العالمی منذ سنوات طویلة، أمر آخر یسترعی الانتباه الیه.
وکانت الجزیرتان قد منحتا من قبل الملک فیصل للرئیس المصری جمال عبدالناصر آنذاک لاستخدامهما ضد إسرائیل خلال 'حرب الایام الستة' عام 1967. وعندما خسرت مصر الحرب، إحتلت إسرائیل هاتین الجزیرتین. وبعد عام على الاحتلال عارضت السلطة السعودیة إحتلال إسرائیل للجزیرتین، وبدأت بمباحثاتها مع الولایات المتحدة. وبموجب إتفاقیة کامب دیفید المبرمة عام 1979، کان یجب على إسرائیل الانسحاب من هاتین الجزیرتین، إلا أنها لم تنسحب، وبقی الامر على حال الاحتلال.
ویتم تناول تفاصیل إحتلال الجزیرتین من قبل إسرائیل فی سجلات مکتب التاریخ بوزارة الخارجیة فی الولایات المتحدة الأمریکیة. ففی المستند رقم (182) تحت عنوان 'الخلاف العربی - الاسرائیلی 1967-1968' المتضمن للعلاقات الخارجیة خلال السنوات 1964-1968 للولایات المتحدة، ترد العبارات التالیة للمسؤولین الامریکیین: 'لقد دخلت إسرائیل الى جزیرة تیران عقب الاشتباکات مباشرة، فأسرت وحدة مصریة صغیرة هناک، وفی نهایة أکتوبر إحتلت الجزیرة بکاملها. ونحن کأمریکا کنا نؤمن بانسحاب إسرائیل. ونقل لنا السعودیون قلقهم الشدید ازاء الاحتلال. وبناء على ذلک فاتحنا الجانب الاسرائیلی، لکن إسرائیل عارضت جهودنا فی الاقناع، کما حاولت إقناع الملک فیصل بانها لن تقوم بتسلیح الجزیرة ولن تعرقل المرور فی مضیق تیران. وبناءً على طلب السعودیین تواصلت الضغوط على إسرائیل من أجل الانسحاب. إلا ان اسرائیل التی ردت سلباً على کافة المناشدات، إحتلت جزیرة صنافیر ایضا.
لقد کانت حجة إسرائیل واضحة فی إحتلال هاتین الجزیرتین، فکانت إسرائیل تبحث عن سبل حریة المرور من مضیق تیران وقناة السویس. فالمنطقة تنطوی على أهمیة بالغة من ناحیة تجارة إسرائیل مع أفریقیا وآسیا. ومبادرة الناصر عام 1967 لعرقلة شحن النفط، کانت تشکل تهدیداً کبیراً بالنسبة للاقتصاد الاسرائیلی. وکانت إسرائیل تحاول السیطرة على شحنات النفط، وتحویل مسارات العبور الى مسارات آمنة بالنسبة لها. ولهذا السبب ما زالت تحتل جزیرتی تیران وصنافیر.'
إن الوثائق الامریکیة تسرد أمام الانظار سیاسة اسرائیل العدوانیة والاحتلالیة. لکن الاغرب صمت السعودیة على هذا الاحتلال، فقد حان الوقت مع قدوم الربیع العربی لنقول 'قفی' لاسرائیل التی تجد فی نفسها حق احتلال کل مکان ترغبه، ویجب ان یـُذکر أحدهم إسرائیل بانها 'لیست فوق القانون الدولی'.