الجمعه 11 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

إسرائیل وآسیا الوسطى.. مصالح متبادلة أم استغلال صهیونی؟

 

علاء فاروق _ رئیس وحدة دراسات آسیا الوسطى بمرکز القاهرة للدراسات الترکیة

 

 

تتمتع منطقة آسیا الوسطى المکونة من: "کازاخستان، أوزبکستان، طاجیکستان، ترکمانستان، قرغیزستان" بأهمیة استراتیجیة وجیوسیاسیة کبیرة، وخاصة للمنطقة العربیة؛ إذ تعد المنطقة امتدادًا طبیعیًا للأمن القومی العربی، فضلاً عن ثرواتها الثمینة، سواء فیما یتعلق بإنتاجها من النفط أو المنتجات الزراعیة.

ورغم هذه الأهمیة إلا أن مستوى العلاقات بین المنطقة والمحیط العربی مازال ضعیفًا، والحضور العربی هناک باهت جدًا، ولم یخرج عن إطار دبلوماسی فی بعض البلدان هناک، وحتى التمثیل الدبلوماسی هناک لا یقوم بدور التقارب، وتعمیق العلاقات بالقدر المطلوب.

ولم یتضح بعد لماذا هذا الحضور العربی الباهت فی منطقة لها علاقات تاریخیة وثقافیة متشابهة ومترابطة، وبمنطقة أمدت هذا العالم بکنوز حضاریة وثقافیة لم تتکرر تاریخیًا، بل وأمدته أیضًا بکوکبة من العلماء کان لهم دور کبیر فی تأصیل العلوم المختلفة من حدیث وطب وفلک وأدب...إلخ.

لکن یبدو أن هناک أمورًا کثیرة ومتشابکة لمحاولة استمرار هذا الضعف بین المنطقتین، بل والقطیعة إن لزم الأمر، ومن هذه الأمور ما یخص المنطقتین داخلیًا، ومنها ما یتصل بالعالم الخارجی، فمن الأمور الداخلیة: عدم التعرف عن قرب على المنطقة من قبل المستثمر العربی، ناهیک عن الباحث الذی لا یعرف إلا القشور عن هذه البلدان التاریخیة، ما یجعل المستثمر یعزف عن هذه البیئة الاستثماریة، کذلک الخمول العربی المعروف والمرتبط دائمًا بالسیاسات العربیة ذات الوجه الواحد غالبًا، أضف إلى ذلک ضعف الخطوط الجویة بین المنطقتین، ما یجعل الاستثمار هناک عبء لا طائل من ورائه من وجهة نظر المستثمر العربی، هذا بالنسبة للمنطقة العربیة، لکن بالنسبة لمنطقة آسیا الوسطى نفسها، فهی ما زالت بلاد حدیثة الاستقلال– لم یمر على استقلالها أکثر من20 عامًا- وأنها عاشت ظروفًا صعبة من تحکم الشیوعیة، ومحاولة وضعها دائمًا تحت الوصایة القیصریة، ما عزلها نوعًا ما عن المنطقة العربیة، کذلک هی منطقة مغلقة جغرافیًا، ما یساعد فی إبعادها عن المنطقة العربیة.

ومن الأمور الخارجیة التی تعمل على إبعاد المستثمر العربی، أو تحجم تواجده هناک السیاسات الغربیة والإسرائیلیة فی المنطقة، والتی تنحصر فی التواجد الأمریکی المبکر، والسعی الإسرائیلی لتثبیت الأقدام هناک بمساعدة أمریکیة معروفة مهدت الطریق للشرکات الإسرائیلیة، وعقدت الاتفاقیات بین هذه الدول، وعلى رأسها إسرائیل، وبین المنطقة فجر استقلالها، بسبق معروف وملحوظ للحضور العربی، ما جعل المنطقة، آسیا الوسطى، ترتبط أکثر وتتقرب إلى إسرائیل التی ساعدتها– من وجهة نظرها- اقتصادیًا فی بدایات الاستقلال.

إسرائیل.. حضور دائم وقوی

أدى هذا الغیاب العربی والإسلامی عن هذه المنطقة الهامة، خاصة بعد انهیار الاتحاد السوفیتی إلى فتح الباب على مصراعیه لإسرائیل، فی اختراق المنطقة من خلال إقامة مشروعات عملاقة، وتقدیم مساعدات اقتصادیة وعسکریة، وتکثیف الزیارات الرسمیة فی سباق مع الزمن لتثبیت أقدامها فی مشروعات استثماریة قویة وصلت لحد الهیمنة فی أهم المجالات مثل: الطاقة "النفط والغاز الطبیعی"، خاصة أن هذه المنطقة غنیة جدًا بمصادر الطاقة، ولها تصنیفات عالمیة فی استخراج النفط والغاز الطبیعی.

ولم تکتف إسرائیل بمجرد تواجد استثماری یشمل عدة شرکات، لکنها سعت جاهدة إلى تواجد حقیقی ورسمی یسمح لها بتنفیذ أجندتها فیما بعد على کافة المستویات، ولتثبیت هذا التواجد أخذت حکومتها بعض الإجراءات، ومنها:

1-  تنظیم هجرات یهودیة من بعض تلک الجمهوریات إلى إسرائیل لاستغلال الموروث الدینی فی بناء جسور من العلاقات السیاسیة والاقتصادیة والاجتماعیة.

2- تبادلت إسرائیل العلاقات على المستوى الرسمی، والتی بدأت بقیام الوفود الحکومیة فی إسرائیل بزیارات لتلک الدول، وتوقیع الاتفاقیات الاقتصادیة معها لتفتح الطریق أمام الشرکات الإسرائیلیة لغزو تلک الجمهوریات.

3-  ولم تکن هذه الاتفاقیات مجرد أوراق تنسى مع الزمن کعادة الوضع العربی، لکنها- الحکومة الإسرائیلیة- أنشأت غرفة للتجارة والصناعة، خاصة فقط بالعلاقات مع دول آسیا الوسطى.

4- بل وأنشأت بنک المعلومات الاقتصادیة، ودلیلاً للمجالات التی یستطیع الإسرائیلیون الاستثمار فیها.

5- سنّت قوانین حمایة تلک الاستثمارات، والإعفاءات الجمرکیة، والازدواج الضریبی وغیرها.

کل هذا عمل على جذب الشرکات الإسرائیلیة ومعها– طبعًا- الأفراد الیهود من دول کثیرة لتلک الجمهوریات، واستطاع رجال الأعمال هؤلاء فتح مؤسسات ومکاتب تجاریة تشتری وتبیع وتستثمر فی کل مجال تطاله أیادیها، وترکز هذه الشرکات أعمالها فی مجالات هامة وحیویة- کما ذکرنا- ومن أهمها: الطاقة (النفط والغاز الطبیعی)، المعادن والثروة الباطنیة، والزراعة والثروة الحیوانیة، والصناعة، والاتصالات، والبنوک والأنظمة المالیة والمصرفیة، والإدارة والتنمیة البشریة، والطب والرعایة الصحیة، والفضاء والأبحاث العلمیة وغیرها، وخلال سنوات قلیلة جدًا ارتفع حجم التبادل التجاری بین تلک الدول وإسرائیل، وظل هکذا فی ازدیاد حتى الیوم، وأصبح هناک تناسب طردی کلما انسحب المسثمر العربی تواجد نظیره الإسرائیلی بقوة وباستراتیجیة مستقبلیة.

ولم یقف الأمر عند هذا الحد الاقتصادی وفقط، لکن تم تنفیذ الأجندة الصهیونیة المعروفة الأهداف والاستراتیجیات، فهی لم تأت من أجل "حفنة" بترول ومعادن، بل الدور الأساسی الذی یساعد فیه جمیع الیهود هو البعد العسکری الذی یصاحبه بعدًا استخباراتیًا، لاسیما وأن المنطقة قریبة من إیران العدو التاریخی لإسرائیل.

وساعد على هذا التواجد الاستخباراتی والعسکری ما قامت به الإدارة الأمریکیة من حروب ضد ما أسمته "الإرهاب" أو الأصولیة الإسلامیة، ما عمل على توفیر مظلة جدیدة لإطلاق ید الکیان الصهیونی فی نشاط عسکری استخباری محموم فی آسیا الوسطى، فی وقت بدأت فیه واشنطن بتأسیس قواعد عسکریة فی أوزبکستان وغیرها من هذه الدول ضمن استراتیجیة تستهدف توسیع الهیمنة الأمریکیة فی آسیا وبسط نفوذها، واستکمال حلقات السیطرة والهیمنة العالمیة.

کما لاحظنا أن إسرائیل اهتمت منذ وقت مبکر باختراق دول آسیا الوسطى بأکملها، وکانت لدیها استراتیجیة متکاملة، لذلک تعتمد على الترکیز فی المرحلة الأولى على التغلغل الاقتصادی من خلال رجال الأعمال الصهاینة من شتى الجنسیات من جهة، وتقدیم إسرائیل نفسها کوسیط نشیط لجذب رؤوس الأموال الغربیة والأمریکیة إلى تلک البلدان، وفتح أبواب واشنطن وغیرها من العواصم الغربیة أمامها من جهة أخرى.

والتاریخ یثبت ذلک، فمثلاً: بعد أقل من ثلاثة أشهر على انهیار الاتحاد السوفیتی کانت إسرائیل قد نظمت فی العاصمة الأوزبکیة طشقند أول مؤتمر اقتصادی مشترک بینها وبین دول آسیا الوسطى فی مارس 1992؛ لبحث احتیاجات تلک الدول من المشروعات والمساعدات الاقتصادیة، والدور الذی یمکن أن تقوم به الدولة الصهیونیة فی تلبیتها، وخلال الشهور والأعوام التالیة کانت هذه المشروعات قد بدأ یجری تنفیذها بالفعل، وبالنسبة لأوزبکستان، فقد قام رئیسها، إسلام کریموف، بزیارة إلى إسرائیل فی أکتوبر عام 1992، وقد تم الاتفاق على تطویر التعاون بین البلدین فی شتى المجالات، وشملت المشروعات المشترکة فی المجالات الحیویة التی ذکرناها سالفًا، وساهم فیها رجال الأعمال الجدد من یهود أوزبکستان.

وتم افتتاح فرع للوکالة الیهودیة (سحتوت) فی العاصمة الأوزبکیة طشقند لتنظیم هجرة الیهود الأوزبک إلى إسرائیل، وکان عدد هؤلاء یبلغ نحو (120) ألفًا، وتم بالفعل تهجیر أکثر من سبعین ألفًا منهم، کما تم افتتاح مرکز ثقافی صهیونی فی طشقند یعمل بنشاط على الترویج للثقافة والأفکار الصهیونیة بین الیهود وغیرهم من مواطنی أوزبکستان، فضلاً عن تعلیم اللغة العبریة.

وهکذا کانت إسرائیل تحقق تغلغلاً سیاسیًا واقتصادیًا وثقافیًا متزاید الاتساع والعمق فی أوزبکستان طوال التسعینیات، وضع أساسًا قویًا لقیام تعاون أمنی واسع النطاق فی النصف الثانی من العقد المنصرم وبرعایة أمریکیة، غیر أن الکثیر من جوانب هذه العلاقات ظل طی الکتمان إلى أن بدأت تتکشف فی الآونة الأخیرة، والحقیقة لا نلوم على هذه الدول بقدر ما نلوم على السیاسات العربیة فی تعاملها، وتعاطیه مع مثل هذا التواجد "الصهیونی" فی منطقة تعتبر امتدادًا تاریخیًا وثقافیًا للعالم العربی الإسلامی.

عوامل ساعدت على التغلغل وقد کانت هناک العدید من العوامل التی سهلت من مهمة إسرائیل فی اختراق اقتصادیات مجموعة دول آسیا الوسطى، ونجمل هذه العوامل فی:

- مساعدة الولایات المتحدة الأمریکیة، وترحیبها بالدور الصهیونی فی آسیا الوسطى، وتدعیمه سیاسیًا ومادیًا؛ لأن هذا الدور یخدم مصالحها، فی الهیمنة على المنطقة کخلفیة من خلفیات الاستراتیجیة الأمریکیة الهادفة لمحاولة الهیمنة على العالم.

- عدم وجود عداء تاریخی بین إسرائیل ومنطقة آسیا الوسطى، ما یجعل إمکانات التعاون المشترک بین المنطقتین ممکنًا جدًا، ولا غبار علیه.

- غیاب الدور العربی، وخاصة الإسلامی عن المنطقة، ما جعلها فریسة صائغة للمستثمر والسیاسی الصهیونی، خاصة أن هذا الغیاب مازال مستمرًا وحتى الحضور هو باهت جدًا، کما أسلفنا.

- ضعف الهیکل الأمنی والسیاسی والاقتصادی للمنطقة، ما شکل الفرصة الذهبیة السانحة أمام إسرائیل فی زیادة تقاربها مع الدول، سواء من حیث التعاون العسکری أو الاستثمارات الاقتصادیة، أو تزویدها بالمعونة الفنیة التی هی فی أمس الحاجة إلیها، کما أن البعثات التدریبیة یمکن أن تساهم فی وجود صهیونی فی المنطقة؛ لأن هذه الدول تحتاج إلى متخصصین فی الاقتصاد والقانون والإدارة المالیة وغیرها من المجالات، ویمکن لهذه البعثات أن تکون خیر سفیر لدولة الکیان فی منطقة القوقاز وآسیا الوسطى.

- التقارب الإسرائیلی الترکی الذی مهد الطریق لدخول تل أبیب بقوة إلى الساحة الآسیویة، خاصة أن أنقرة لدیها علاقات قویة مع هذه الدول، إذ تقوم الدولة العبریة ببیع منتجاتها العسکریة التی یتم تصنیعها وتجمیعها فی ترکیا إلى جمهوریات آسیا الوسطى السوفیتیة السابقة ودول جنوب القوقاز (أذربیجان وجورجیا)، وکذلک أرمینیا.

وشکل هذا التقارب أیضًا التمهید الأول الواضح والصریح لإسرائیل فی تلک المنطقة، وخاصة فی کازاخستان التی تمتلک ما یقارب ربع احتیاطی العالم من الیورانیوم الخام، مما دفع إسرائیل إلى النظر لهذه الثروة على أنها من الثروات المهددة نوویًا فی ظل وجود دول وتیارات إسلامیة فی تلک المنطقة، فسعت إسرائیل مباشرة إلى شراء مجمع لمعالجة الیورانیوم فی کازاخستان، والذی یُعدّ من أکبر مجمعات الیورانیوم فی العالم.

- الفراغ الذی أحدثه الانهیار المفاجئ للاتحاد السوفیتی، وسارعت إلى الاعتراف بدول آسیا الوسطى، ورکزت خلال المرحلة الأولى من تاریخ علاقاتها بتلک الدول على الجانب الاقتصادی، وسعت إلى السیطرة على مقومات دول آسیا الوسطى الاقتصادیة کمرحلة أولى، ثم ربط اقتصادیاتها بالاقتصاد الإسرائیلی، مما یجعل انفصاله عنه صعبًا للغایة إن لم یکن مستحیلاً، لذلک لا توفر إسرائیل أی فرصة للالتفاف الاقتصادی على تلک الدول.

تأثیر الثورات على التواجد الإسرائیلی

ومؤخرًا اندلعت موجة ثورات عربیة أسقطت أنظمة، ومنها ما هو ما زال قائمًا فی الشارع، ولا شک أن هذه الثورات بزخمها الموجود أثرت على السیاسة الإسرائیلیة على الأقل فی الشرق الأوسط، ولکن هل یمکن لهذا التأثیر أن یمتد إلى علاقات إسرائیل الدولیة بالمناطق الأخرى البعیدة عن العالم العربی، ومنها علاقاتها بآسیا الوسطى.

أرى أن هذه الثورات ستؤثر على علاقات إسرائیل بآسیا الوسطى على الأقل على المستوى السیاسی لانشغال إسرائیلی بقراءة جدیدة لتاریخ المنطقة العربیة بعد الثورات، وإسقاط أنظمة کانت حلیفة لتل أبیب، وطالما مکنت لمشروعاتها على أرضها، ما یجعله تغض الطرف بعض الوقت عن منطقة کآسیا الوسطى لیس لها أهمیة بالنسیة لإسرائیل کما هی المنطقة العربیة، أما على الجانب الاقتصادی لا أظن ستؤثر مثل هذه الثورات على التواجد الاستثماری هناک لانفصال رجال الأعمال– نوعًا ما- عن الأجندة السیاسیة، وتغلیب "البراجماتیة" عن الإشکالیات السیاسیة.

لکن یمکن أن تتأثر العلاقات، بل وتنقطع أیضًا على کافة تنوعاتها السیاسیة والاقتصادیة إذا اندلعت ثورات فی منطقة آسیا الوسطى على أیدی الإسلامیین الذین تتفق أیدیولوجیاتهم جمیعًا على کراهیة إسرائیل، واعتبارها کیانًا غاصبًا یجب إبعاده من المنطقة، وهنا لا تستطیع إسرائیل فرض نفسها کعادتها حتى لو ساعدتها الإدارة الأمریکیة؛ لأن السلطة وقتها ستکون مع الشعب الذی یدین أغلبیته بالإسلام.

وخلاصة القول: إنه لولا الغیاب العربی البائن ما استطاع اللوبی الصهیونی أن یمد نفوذه فی هذه المنطقة، ما یؤکد ضرورة التحرک على المستویین العربی والإسلامی لإنقاذ هذه المنطقة من تمدد "السرطان" الإسرائیلی الذی یتذرع بالعلاقات الاقتصادیة.

لذلک، فإنه من أجل مواجهة ذلک المخطط الصهیونی الخاص بالسیطرة على دول آسیا الوسطى وغیرها من بلدان العالم الإسلامی، یتعین على الدول العربیة والإسلامیة مجتمعة إیجاد استراتیجیة أمن قومی، أو مشروع قومی عربی، باعتبار أن وجود مثل ذلک المشروع الآن یمثل ضرورة وجود وبقاء.

حیث إن هذا التغلغل الصهیونی لا یقصد من علاقاته هذه نهب الثروات فقط، بل یسعى لقتل الهویة الإسلامیة فی نفوس أبناء هذه الدول، ولابد للدور العربی أیضًا ألا یتوقف عند حد الحماسة والعاطفة فحسب، بل لابد أن تکون هناک تحرکات مدروسة ومخططة لتوثیق العلاقات مع هذه الدول، وخاصة الاقتصادیة والاستثماریة.

ن/25


| رمز الموضوع: 143290







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)