الواقع القائم یسمح لـ "إسرائیل" بتجاوز کل الخطوط الحمراء
أحمد خلیل
الواقع القائم یؤکد أن "إسرائیل" لیست فی وارد صنع السلام ولا البحث عنه فهی تستخف لیس فقط بالشریک الفلسطینی المفترض فی عملیة السلام وإنما تستخف أیضاً بالأمتین العربیة والإسلامیة، بل بالمجتمع الدولی قاطبة، متنکرة للشرعیة الدولیة ومنتهکة وبشکل فظ للقانون الدولی فی مختلف أوجه تعاملها مع الشعب الفلسطینی الخاضع للاحتلال.
الواقع القائم تطغى فیه أصوات الجرافات ولغة فرض الأمر الواقع فی الأراضی المحتلة سواء بإحکام عزل القدس العربیة عن محیطها الطبیعی والاستمرار فی خطوات متسارعة لتهویدها بما فی ذلک هذا المخطط الاستیطانی الذی کشفته وسائل الإعلام مؤخراً إضافة إلى استمرار "إسرائیل" فی فرض حصارها الجائر على قطاع غزة والقیام بحملات یومیة من المداهمة والاعتقال فی الضفة الغربیة، عدا عن تقطیع أوصال الأراضی الفلسطینیة وفرض المعاناة الیومیة على ردود الفعل المحلیة والإقلیمیة والدولیة على هذا الواقع القائم تدین وتستنکر مخططات الاستیطان الجدیدة، وهذه الردود أقل ما یقال فیها أنها عاجزة لأنها لم تثن "إسرائیل" یوماً عن بناء وحدة استیطانیة واحدة، وسرعان ما تتلاشى ردود الفعل هذه بانتظار الموجة القادمة من المخططات الاستیطانیة لتتکرر الأسطوانة المشروخة من الإدانة والاستنکار دون أی فعل حقیقی یوقف "إسرائیل" عند حدها.
الواقع القائم على المستوى الدولی یتجلى فیه عجز اللجنة الرباعیة الدولیة والأمم المتحدة بکل قواها النافذة التی یفترض أنها المسؤولة عن الأمن والسلم الدولیین وأنها الضامنة لاتفاقیات أوسلو ولعملیة السلام وتطبیق قرارات الشرعیة الدولیة الخاصة بالقضیة الفلسطینیة. کما یتجلى فیها عجز دولی، بل نکوص وتنکر للواجبات والمسؤولیات التی تتحملها أسرة المجتمع الدولی عموماً والقوة الکبرى التی یفترض أنها الحریصة على الشرعیة الدولیة.
الواقع القائم على مستوى المسؤولیة الفلسطینیة - العربیة - الإسلامیة یقتصر على الحدیث عن مدینة القدس وما تنطوی علیها من أهمیة روحیة - دینیة للعالمین العربی والإسلامی عدا عن الروابط المفترضة للشعب الفلسطینی الخاضع للاحتلال مع أبناء أمته العربیة والإسلامیة. وهنا أیضاً نلاحظ أکثر من عجز فیما تواصل "إسرائی"ل تنفیذ ما یحلو لها.
هذا الواقع المجحف على مختلف الصعد تجاه القضیة الفلسطینیة یتحمل المجتمع الدولی المسؤولیة السیاسیة والأخلاقیة عنه، وخاصة الدول التی تدعی المسؤولیة عن تحقیق السلام، ویملی تحرکاً فاعلاً فلسطینیاً وعربیاً وإسلامیاً ینسجم مع مستوى التحدیات التی تفرضها "إسرائیل" ووقفها عند حدها، خاصة أن الحکومة الإسرائیلیة الحالیة تجاوزت کل الحدود وکل الخطوط الحمراء.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS