الجمعه 11 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

الهجرة الصهیونیة لفلسطین بین الشرعنة والفرعنة

 

محمد یاسر عمرو

 

مخطئ من ظن یوما أن للصهیونیة مبدأ، فلا قانون یلزمهم، ولا نظام یطبق علیهم، ولا قیم تحکم سلوکهم، فهم کتلة من المخالفات والتجاوزات، وهذا الأمر لا یتعلق فقط فی التعاطی مع أنظمة الحکمة البریطانیة أیام الإنتداب، بل هذا ما یحکم سلوکهم مع الجمیع حتى الحلفاء والأصدقاء، وفی شأن الهجرة الصهیونیة لفلسطین أیام الانتداب فلقد منحتهم بریطانیا کل التسهیلات الممکنة، ومنحتهم حق الهجرة لفلسطین، بمسمیات مختلفة، وسنت لهم التشریعات التی جمعتهم من کل حدب وصوب ولم تکتف بذلک بل سنت لهم القوانین التالیة لجلب المهاجرین الصهاینة إلى أرض فلسطین.

 

1- قانون الهجرة والتجنیس الذی منح لهم، بدعوى الحقوق التاریخیة والدینیة أو بدوافع إنسانیة.

2- قانون المستشارین  والخبراء کمدخل للهجرة الیهودیة الفلسطین، وإن کان هذا القانون غیر معلن لکن یصاب المرؤ بالذهول حینما یرى أن جل خبراء وحکومة الانتداب ومستشاریها من الیهود البریطانیین أو من الیهود من جنسیات أخرى.

 

3-  قانون الاستثمار والذی کان یبیح للمستثمرین الیهود الاستثمار فی فلسطین، ولا یخفى أن تمویل هؤلاء المستثمرین کان من الصهایننة.

 

4- قانون الزراعة والعمالة، عملت حکومة الانتداب على إیجاد فرص للمزارعین الفلسطینیین فی السیاحة وسکک الحدید .. تارکین أرضهم، وتم جلب المزارعین الصهاینة والعمالة الیهودیة لیزرعوا تلک الأراضی بعقود ثم آلت ملکیتها لهم. کما سنت قانون استصلاح الأراضی والذی سلمت ناصیته للیهود.

کل هذا التواطؤ المقصود لجلب هذه الوجوه الغریبة لفلسطین لم یمنع الیهود من ممارسة أشنع حملة قرصنة بشریة منظمة فی تهجیر الصهاینة من کل بقاع الأرض لفلسطین، غیر آبهین بالقوانین والإجراءات البریطانیة التی کانت متساهلة ومنحازة بطریقة مقصودة، فنحن أمام خبرین نشرا فی جریدة فلسطین فی عدد الخمیس الأول من حزیران من عام 1939 (1)وجاء فی الخبر الأول تفاصیل عن فضیحة  التهریب البشری والتی کان أبطالها محام یهودی وضابط بریطانی کبیر، وسوّق الیهود فی صحافتهم هذا الأمر على أنه فساد إداری مقابل مال، وهذا قد یکون صحیحا، ولکن أجزم بأن هذا جزء من تنظیم مخطط وخلایا ممولة من المنظمات الصهیونیة المنتشرة بکل مکان، والملفت للنظر أن الإجراءات مع هؤلاء من قبل حکومة الانتداب لم تکن صارمة، بل کانت تتردد ما بین الفصل من العمل أو الاستدعاء والطلب، مما ینبی بسکوت مقصود وغض طرف مخطط على هذه القرصنة البشریة، کما أن هذا یشیر للنفسیة الصهیونیة البغیضة التی لا تراعی إلا وذمة بأحد، حتى فی أشد المقربین والحلفاء مثل بریطانیا، فقد یعجز أی باحث مهما أوتی من قوة أن یحصی عدد الانتهاکات الصهیونیة لقوانین الانتداب البریطانی، وعلیه فإن الصهاینة کانوا یعملون بدرایة ودراسة وتخطیط مسبق، وصناع القرار فی غیاب عرضی أو مقصود، وما زال الیهود مستمرین فی منهجیتهم فی العمل، وأتساءل هنا: هل ما زلنا نحن العرب والمسلمین غائبین أو مغیبین؟؟؟ أم أن بوادر الیقظة تطرق أبوابنا؟

الصحیفة محفوظة ضمن أرشیف مرکز العودة الفلسطینی فی لندن وحدیثا أضافها على موقع المرکز على الشبکة العنکبوتیة ویمکن الوصول له من خلال هذا الرابط

  http://www.prc.org.uk/newsite/ar/prc-home-ar .

ن/25

 

 

 

 


| رمز الموضوع: 143255







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)