الجمعه 11 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

ضربة استباقیة اسرائیلیة

  

فجأة اکتشفت حکومة بنیامین نتنیاهو رئیس الوزراء الاسرائیلی فضائل العملیة السلمیة وبدأت تقود حملة دبلوماسیة لاستئنافها فی محاولة من جانبها لاغراء السلطة فی رام الله ورئیسها محمود عباس للعودة الى مائدة المفاوضات مجددا والتراجع عن الذهاب الى الامم المتحدة لنزع اعتراف بدولة فلسطینیة مستقلة على حدود الرابع من حزیران (یونیو) عام 1967.

نتنیاهو یبنی مناورته الجدیدة على ارضیة القبول باقتراح الرئیس الامریکی باراک اوباما الذی ورد فی خطابه الذی القاه امام منظمة الایباک (اللوبی الاسرائیلی فی واشنطن) ولیس على اساس خطابه الاول الذی طالب فیه بتسویة على اساس حدود عام 1967.

الفرق کبیر بین الخطابین، فالاول عرّض الرئیس الامریکی لهجمات شرسة من قبل الحکومة الاسرائیلیة اتبعتها بحملة انتقادات عنیفة فی الصحف الموالیة لاسرائیل، وتحریض مکثف لجماعات الضغط الیهودیة ضد الرئیس الامریکی الامر الذی دفعه فی نهایة المطاف الى التراجع وطلب الصفح والغفران.

الذهاب الى الامم المتحدة للحصول على اعتراف بالدولة الفلسطینیة المستقلة خطوة صغیرة ضخمتها السلطة الفلسطینیة بشکل مبالغ فیه، لانها لا تعنی عملیا ای انجاز، ولا تزید عن کونها اضافة توصیة جدیدة من جمعیة عامة بلا صلاحیات الى اکثر من ستین قرارا صدرت عن المنظمة الدولیة طوال السنوات الخمس والستین الماضیة ولم یطبق ای منها.

ومع ذلک، فطالما ان اسرائیل ترید عرقلة هذه الخطوة فان التحدی الابرز هو المضی فیها قدما وعدم التراجع عنها، والوقوع بالتالی فی مصیدة المناورة الاسرائیلیة الجدیدة التی اطلقها نتنیاهو.

هناک مخاوف ان تتراجع السلطة الفلسطینیة عن مضیها قدما فی خطوتها هذه، منبعها الضغوط المالیة الضخمة التی تمارسها واشنطن والدول المانحة المؤتمرة بامرها علیها، بحیث لم تعد قادرة على دفع رواتب جیش من الموظفین تعداده 150 الف موظف.

نتنیاهو کشف انه توصل الى صیغة مشترکة مع الادارة الامریکیة حول استئناف المفاوضات وفق ما ورد فی خطاب اوباما الثانی، ای انه یرید ان یتغطى بالغطاء الامریکی، وان یفجر خلافا بین السلطة والادارة الامریکیة اذا ما رفضت الاولى، ای السلطة المبادرة الجدیدة.

بمعنى آخر یفرض نتنیاهو شروطا تعجیزیة على السلطة لکی ترفض مبادرته هذه، عندما یقول انها لا تتضمن اشارة الى حدود عام 1967، ومشروطة باعتراف الجانب الفلسطینی بیهودیة اسرائیل اولا، وعدم الذهاب الى الامم المتحدة ثانیا.

ما یریده نتنیاهو ان یقول للعالم انه عرض مبادرة على الطرف الفلسطینی جرى الاتفاق على بنودها مع واشنطن، ولکن الطرف الفلسطینی رفضها، وبذلک یتحمل بسبب رفضه هذا، مسؤولیة انهیار العملیة السلمیة، او بالاحرى عدم استئنافها مجددا.

هذه مناورة مکشوفة، فالعالم باسره یعرف ان نتنیاهو هو الذی دمر عملیة السلام باصراره على استمرار الاستیطان فی الاراضی المحتلة، وهدم منازل فی القدس المحتلة ورفضه کل استجداءات الادارة الامریکیة لوقف مؤقت للاستیطان لا یزید عن شهرین.

من الواضح ان السلطة الفلسطینیة وضعت کل بیضها فی سلة الذهاب الى الامم المتحدة، وکل المؤشرات الاولیة تشیر الى انها ستحصل على ما ترید اذا لم تتراجع عن هذا الموقف استجابة لضغوط واشنطن وتل ابیب والمعاناة المالیة المترتبة علیها، ولکن السؤال هو عن ما یمکن ان یتبع الاعتراف الاممی.

سلطة رام الله قالت انها ترید عامین لاستکمال بناء البنى التحتیة للدولة الفلسطینیة، ومهلة العامین باتت على بعد شهر من انتهائها، ولا نعرف ماذا سیفعل الدکتور سلام فیاض الذی لم تنقطع قصائد المدیح به وادارته الاقتصادیة من الادارة الامریکیة والحکومات الاوروبیة الاخرى. فهل سیستقیل من منصبه اذا ما خذلته هذه الدول وتخلت عنه ولم تعطه الدولة التی وعدته ورئیسه بها، ام انه سیستمر فی البناء الى اجل غیر مسمى حتى عنوان البقاء على الارض؟

الشعب الفلسطینی یجب ان لا یصبر طویلا على هذه المناورات وان لا ینخدع بوعد جدید بدولة وهمیة واعتراف صوری من منظمة دولیة تسیطر علیها اسرائیل مدعومة بالفیتو الامریکی.

الشعب الفلسطینی یجب ان یتحرک وباقصى سرعة ممکنة فی انتفاضة شاملة یجدد خلالها مطالبه باستعادة الارض کاملة دون ای نقصان.

( عن القدس العربی اللندنیة )

ن/25

 

 

 

 

 

 


| رمز الموضوع: 143252







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)