معاداة السامیة اختراع یهودی أصبح حقیقة مسلمة
بعد سنین طویلة من الاضطهاد والاحتقار للیهود على مستوى أوربا بسبب أفعالهم المشینة، تمکن الیهود من السیطرة على مراکز القرار فی العالم عن طریق الأموال الضخمة التی امتلکوها , والطرق الملتویة التی یشتهر بها یهود .بعد ذلک اخترع الیهود فکرة أسموها (معاداة السامیة) لتکون حصنا وسیاجا یحمی تلک الانجازات والمکاسب التی حققوها فیحاسب ویحاکم کل من یقترب من ذلک الحصن . وتکون تلک الفکرة سوطا مسلطا على کل من تسول له نفسه توجیه أی نقد أو اتهام لکل من ینتمی للدیانه الیهودیة فی العالم مهما کان منصبه أو إلى أی جهة ینتمی .
ما هی السامیة : أصل کلمة السامیة تعود إلى سام بن نوح علیه السلام حیث کان لنوح علیه السلام ثلاثة أبناء هم سام وحام ویافث .
وهذا کما جاء فی سفر التکوین من العهد القدیم :
5: 32 و کان نوح ابن خمس مئة سنة و ولد نوح ساما و حاما و یافث .
9: 18 و کان بنو نوح الذین خرجوا من الفلک ساما و حاما و یافث و حام هو أبو کنعان
9: 19 هؤلاء الثلاثة هم بنو نوح و من هؤلاء تشعبت کل الأرض .(سفر التکوین ).
فی هذه النصوص تنسب التوراة الکنعانیین إلى حام ولیس الى سام ولعل ذلک أمر مقصود لیتمیز الیهود بأنهم المختصین بهذا النسب دون غیرهم .علما إن الإمام ابن کثیر ینسب العرب إلى سام فیقول : عن سعید بن المسیب أنه قال: " ولد نوح ثلاثة سام ویافث وحام وولد کل واحد من هذه الثلاثة ثلاثة فولد سام العرب وفارس والروم ".وولد یافث الترک والسقالبة ویأجوج ومأجوج وولد حام القبط والسودان والبربر "(البدایة والنهایة ج1ص130).
وؤید ذلک ابن خلدون حیث یقول : ثم اتفق النسابون ونقلة المفسرین على أن ولد نوح الذین تفرعت الأمم منهم ثلاثة سام وحام ویافث وقد وقع ذکرهم فی التوراة وأن یافث أکبرهم وحام الأصغر وسام الأوسط وخرج الطبری فی الباب أحادیث مرفوعة بمثل ذلک وأن سام أبو العرب ویافث أبو الروم وحام أبو الحبش والزنج وفی بعضها السودان وفی بعضها سام أبو العرب وفارس والروم ویافث أبو الترک والصقالبة ویأجوج ومأجوج, وحام أبو القبط والسودان والبربر ومثله عن ابن المسیب ووهب بن منبه . (ج2ص6 ).
ویقول هنری عبودی ( مؤلف کتاب معجم الحضارات السامیة ) :المنطقة السامیة المؤلفة من شبه الجزیرة العربیة وامتدادها , إلى سوریة وبلاد ما بین النهرین وبلاد کنعان .(معجم الحضارات السامیة ص6).
یقول الدکتور محمد خلیفة حسن، مدیر مرکز الدراسات الشرقیة بجامعة القاهرة، بأن إطلاق تسمیة "معاداة السامیة" على کراهیة الیهود، هو إطلاق خاطئ ومقصود، لأنه یعنی أن الانتماء إلى الجنس السامی یراد احتکاره من الیهود، بینما الشعوب السامیة أی المنحدرة من سام بن نوح عدیدة، منها الشعب العربی. واللغات السامیة هی التی تنطق بها مجموعة من الشعوب التی استوطنت أساسا بلاد الرافدین( دجلة والفرات بالعراق)، وبلاد الشام، وشبه الجزیرة العربیة، والحبشة، وشمال إفریقیا. وهم السومریون، والآشوریون، والبابلیون، والإیبلاریون، والکنعانیون (ومنهم الفلسطینیون)، والفینیقیون، والأرامیون، والسوریالیون، والعبرانیون( ومنهم الیهود)، والأنباط، وجمیع الشعوب العربیة فی مشرق العروبة ومغربها. واللغات السامیة- وهی من أقدم لغات العالم- تعنی ضمن محتویاتها العدیدة اللغة العبریة واللغة العربیة معا، وإذن فلیس الیهود وحدهم هم السامیون. وقصْرُ نعت السامیة على الیهود نعت مضلِّل، فالعرب مثلا هم أیضا سامیون. ( الیهود ومعاداة السامیة... تاریخ وحقائق معمر فوزی الخلیل)
هل الیهود الآن من أبناء (سام بن نوح ) :
لایشک أحد أن یهود هذا القرن لاینتمون لا من قریب ولا من بعید إلى یهود التوراة الذین کان مستقرهم المنطقة العربیة , لذا فان من الخطأ استعمال البعض لفظ أن الیهود هم من أبناء عمومتنا . وذلک لأنه لا علاقة بین یهود الوقت الحاضر وبین یعقوب علیه السلام أو إبراهیم علیه السلام أو سام ابن نوح علیه السلام ولیس لهم کذلک أی علاقة بالأسباط الأثنی عشر الذین تفرع منهم الیهود القدامى .
ویُعَدُّ العرب أکثر الجماعات السامیة قرباً مما یمکن تسمیته (الخطاب الحضاری السامی الأصلی). کما أن اللغة العربیة أقرب اللغات الحیة إلى السامیة الأصلیة. ومع هذا، ینصرف مصطلح (معاداة السامیة) إلى الیهود دون سواهم. ( موسوعة الیهود والیهودیة والصهیونیة: عبد الوهاب المسیری )فهناک کثیر من القبائل التی اعتنقت الیهودیة کدین مثل القبائل العربیة والرومانیة والفارسیة والخزریة والأفریقیة ...الخ . ولیسوا کل هؤلاء من ذریة سام بن نوح علیه السلام علاوة على اختلافهم بالأعراق والأنساب .
رغم إصرار الصهیونیة على ادعائها (بنقاء العرق الیهودی ) إلا ان کثیرا من مفکری الصهیونیة یدرکون واقعیا عبث وخطأ مثل هذا الطرح . فالمفکر الیهودی (یوسف حاییم برنر) یقول : کل ما نعرفه عن حیاتنا یشیر إلى ان الجماهیر الیهودیة لیس لها السمة الاجتماعیة بالمعنى السوسیولجی , ونحن لسنا شعبا مترابط الأجزاء .(أوهام التاریخ الیهودی ص261).
من المؤکد أن الیهود الحالیین ینتسبون إلى یافث ثالث أبناء نوح وأنهم من أصل أوربی شرقی من قبائل الخزر الترکیة المنغولیة التی کانت تعیش فی أواسط آسیا. (شعوب إسرائیل وخرافة الانتماء للسامیة ص7, 8 )تعرف العرب المسلمون على الخزر وأشاروا إلى تهودهم فی المصادر العربیة القدیمة حیث تم التهود أبان حکم هارون الرشید ویقول یاقوت الحموی فی معجمه : الخزر اسم إقلیم من قصبة تسمى (اتل) وأتل اسم لنهر (نهر الفولغا حالیا ).( أوهام التاریخ الیهودی ص257).
فالخزر شعب انحدر من القوقاز ... ویصیر نسبتهم إلى بدایات الجنس الآری وهم أوثق انتماء وراثیا إلى قبائل (الهون) و(البوجر) وتؤکد المراسلات التی تمت بین (حسدای بین شبروط )رئیس الوزراء الیهودی لدى خلیفة قرطبة وبین (یوسف) ملک الخزر وهی تعرف تاریخیا المراسلات الخزریة تضمنت أسئلة عن السبط الذی ینتمی إلیه الملک یوسف وکان الملک الخزری غیر منحدر من سلالة یهودیة فقد أورد فی إجابته على رسائل حسدای أنساب من نوع مغایر .(أوهام التاریخ الیهودی بتصرف ص258 )وقد نشر کوستلر عام 1955 کتاباً بعنوان قافلة الدیناصور یضم دراسة بعنوان ( یهودا فی مفترق الطرق ) والتی أشار فیها إلى عدم صحة القول بوجود تراث حضاری یهودی مشترک. وفی کتابه القبیلة الثالثـة عشرة: إمبراطوریة الخزر ومیراثها (1976) یناقش کوستلر ظهور إمبراطوریة الخزر الیهودیة وما یسمیه (الشتات الخزری). وقد أثار الکتاب ضجة فی الأوساط الیهودیة والصهیونیة عند صدوره. فالکتاب یذهب إلى أن یهود بولندا، الذین کانوا یشکلون أهم وأکبر تَجمُّع یهودی فی العالم، هم من نسل الخزر وبالتالی فهم مختلفون عرْقیاً وثقافیاً عن بقیة یهود العالم وعن العبرانیین القدامى. ومن ثم فإن کوستلر یهدم الاعتذارات العرْقیة والإثنیة لنظریة الحقوق الصهیونیة التی ترى أن فلسطین من حق الیهود بسبب أصولهم السامیة، أو بسبب تماسکهم الثقافی عبر التاریخ والتفافهم حول فلسطین کمرکز للهویة الثقافیة الیهودیة. (موسوعة الیهود والیهودیة والصهیونیة )
والذین یتابعون دراسة العناصر الیهودیة المختلفة والتی تتکون منها شعوب اسرائیل یدرک انهم یتخلفونانثربولجیا عن یهود التوراة حیث ان هؤلاء قد انقرضوا نهائیا ولم یتبقى منهم إلا قوقعة قزمیة مغلقة هی بقایا السامریون فی نابلس القدیمة (شعوب إسرائیل ومعاداة ألسامیة ص9).
والسامریون الیهود الفلسطینیین هم اصغر فرقة دینیة فی العالم بل هم اصغر شعوب الأرض من عهد موسى إلى الآن . إذ لا یتجاوز عددهم 600 شخص وهم بنو إسرائیل الأصلیون ... ویقیمون فی فلسطین منذ أکثر من ثلاثة آلاف عام .(شعوب إسرائیل وخرافة الانتساب للسامیة ص100)
وانه من المغالطة التاریخیة القول بقرابة یهود أوربا والعالم الجدید بالعرب لا سیما بعد أن اختفى یهود التوراة نهائیا . وانه لا قرابة بین العرب السامیین والیهود الخزر المنغول الآسیویین الباقیین ولا توجد أیة صلة قرابة بین العرب والیهود الذین هم أوربیون سلاف (خزر ) أو آریون أکثر منهم سامیون وهذا یصدق على کل الطوائف الیهودیة وعلى امتداداهم ...إن الیهود الذین یکونون شعوب إسرائیل حالیا والذین جاءوا من أکثر من اثنتین وسبعین دولة لا یؤلفون جنسا واحدا إنما مجموعة أجناس وأخلاط وانه من الخطأ القول بوجود جنس یهودی وإلا کیف یجمع بین یهود الفلاشا ویهود التامیل فی الهند ویهود الصین والترکستان وکردستان والیمن وبولندا أو غیرها من یهود العالم . (شعوب إسرائیل وخرافة الانتساب للسامیة ص8).
إن هدم النظریة القائلة بانتساب الیهود الحالیین إلى یعقوب علیه السلام ومن قبله سام بن نوح علیه السلام وتعریة انتمائهم الحقیقی , یعد من أهم المرتکزات التی یجب أن یبنى علیها محاربة دعوى (معاداة السامیة ) التی یستخدمها الیهود لمعاقبة خصومهم أو من یعترض طریقهم .
مصطلح معاداة السامیة :
إن مصطلح معاداة السامیة فی الأصل لیس مصطلحا یهودیا بل استعمله أعداء الیهود لممارسة الضغط علیهم وتعقبهم . لکن الیهود بدهائهم فهم أذکیاء فی الشر قلبوا استعمال هذا المصطلح لصالحهم .ولم تذکر المصادر التاریخیة العالمیة کلمة السامیین، فاللغات الیونانیة واللاتینیة والفارسیة والهندیة والصینیة لا تذکر کلمة سام وحام أو یافث لذا فأنه یعد وصفا مستحدثا. لقد ظهر هذا المصطلح (معاداة السامیة) فی ألمانیا نهایة القرن التاسع عشر لتمییز العرق الآری الألمانی عن العرق السامی الیهودی حسب زعمهم . وکان الصحفی (ولیم مار) هو أول من استخدم هذا المصطلح عام 1879م لتمییز الحرکة التی تضاد الیهود آنذاک , تلک الحرکة التی وجدت تأییدا من المستشار الألمانی بسمارک آنذاک , جمعت جمعیة معاداة السامیة 255 ألف توقیع للمطالبة بطرد الیهود , کما حصل حزب معاداة السامیة 15 مقعد عام 1893م . وانتقلت حرکة معاداة السامیة من ألمانیا إلى بقیة دول أوربا حیث تجددت فی روسیا عام 1881م وتم تکوین حرکة لمعاداة السامیة فی النمسا عام 1895 کما نشأت کذلک حرکات معادیة للسامیة فی انکلترا وایطالیا والولایات المتحدة الأمریکیة کل تلک الحرکات کونت لمحاربة الیهود تحت شعار (معاداة السامیة ).
لقد قلب الیهود ظهر المجن على أعدائهم وکما هی عادتهم فکما عاقبوا الشعب الروسی نتیجة مواقفه المضادة للیهود بالثورة الشیوعیة ,استخدم الیهود سلاح أعدائهم لیردوه إلیهم فاستعملوا نفس هذا المصطلح (معاداة السامیة ) لمحاکمة کل من یتعرض لبرامج الیهود الماکرة.
هذه هی المسکنة التی ضربها الله علیهم ولازمتهم على مر تاریخهم الطویل , فی غناهم وفقرهم وفی ذلهم وعلوهم . ولا أدل على ذلک التسویق المذل الخزی والمستمر , للمحرقة النازیة المبالغ فیها , والتی جعلوا منها , ومن تهمة معاداة السامیة مسمار جحى فی حلق الشعوب الغربیة , لابتزازها ونهب خیراتها وخاصة ألمانیا فهم عالة على کل من آواهم , وهذا ما یشهد به تاریخهم (کتاب نهایة إسرائیل ص115).
إن فکرة معاداة السامیة وهی ظاهرة کراهیة الیهود، هذه النغمة التی یعزف الیهود علیها لاستدرار العطف علیهم، وقد ردّ هذه الظاهرة نفسیاً إلى اللاشعور وذلک لعدة أسباب:
1- غیرة الشعوب الأخرى من الیهود لأنهم أکبر أبناء الله وآثرهم عنده حاشا لله.
2- تمسّک الیهود بطقس الختان الذی ینبه لدى الشعوب الأخرى خوف الخصاء ویقصد بذلک النصارى لأنهم لا یختتنون.
3- کراهیة الشعوب للیهود هو فی الأصل کراهیة للنصارى المسیحیین، وذلک عن طریق النقل إذ أن الشعوب التی تُنزِل الاضطهاد النازی بالیهود إنما کانت شعوباً وثنیة فی الأصل، ثم تحولت إلى النصرانیة بالقوة الدمویة، فصارت هذه الشعوب بعد ذلک حاقدة على النصرانیة لکنها بعد أن توحدت معها نقلت الحقد إلى الأصل الذی تعتمد علیه النصرانیة ألا وهو الیهودیة.(الموسوعة المیسرة فی الأدیان والمذاهب والأحزاب المعاصرةج2ص235 ).
کیف استخدم الیهود مصطلح معاداة السامیة :
کما سبق أن ذکرنا إن معاداة السامیة قد استخدمها الیهود للتصدی لکل من تسول له نفسه الصدام مع الیهود, ولکن من یطلع على مفردات هذا الاستخدام یرى العجب کیف حاصر الیهود کل من انتقدهم أو احتج على ممارسة خاطئة اقترفها الیهود أو فساد نشروه. بهذا المصطلح حاسب بل وحاکم الیهود العلماء والمفکرین والدول والمؤسسات وغیرها بحجة معاداة السامیة .
لقد استغل الیهود القوانین الدولیة بتجریم انتقاد الأعراق أتم استغلال فادعوا بأنهم الوحیدین المنتسبین لسام بن نوح وبذلک حولوا العداء للیهودیة إلى عداء للسامیة وذلک لان عداء الیهود مستساغ عند کثیر من مجتمعات العالم والتهمة( بعداء الیهود) قد یعطی انطباع إن العملیة من صنع الیهود وهم مشهورون بالمکر والدهاء .
أما (معاداة السامیة) فهذا مصطلح قد یمرر على الکثیر دون الانتباه على ان الیهود هم من وراءه أو المستفید الوحید منه .کمثال صارخ على استخدام سلاح معاداة السامیة والتلویح به تهدید رئیس الطائفة الیهودیة فی النمسا (أریل موزیکانت )ل السیاسی النمساوی المعروف ( یورغ هایدر) انتقد موزیکانت بشدة من اسماهم بـ ( المعادیین للسامیة ) الذین یحملون إسرائیل مسئولیة إشعال نار الحرب فی لبنان ویطالبون بقطع علاقات النمسا مع إسرائیل, لیس إلا لان ذلک السیاسی النمساوی قد انتقد إسرائیل فی استمرار اعتداءها على لبنان واستهداف المدنیین ومرافق الخدمات العامة والجسور وقتل جنود الأمم المتحدة, (راجع صحیفة 26 سبتمبر الثلاثاء 08 أغسطس-آب 2006).
وهذا کتاب "سارکوزی ، إسرائیل.. والیهودیة" للکاتب بول إیریک بلانرو یناقش مسألة مهمة فی فرنسا تتعلق بحریة التعبیر ودور التجمعات واللوبیات الیهودیة فی فرنسا ، انتهاء بالسیاسة الفرنسیة الخارجیة المتعلقة تحدیدا بإسرائیل.
ففیما یتعلق بحریة التعبیر فی فرنسا ، یکفی أن نشیر إلى أن الکتاب قد طبع ونشر فی بلجیکا بعد أن فشل المؤلف فی إقناع أی من دور النشر المعروفة فی فرنسا بفحوى الکتاب. دور النشر الفرنسیة اعتقدت مخطئة أن الکتاب یتناول (معاداة السامیة) وأنه یمثل مجازفة کبرى. من الواضح أن هؤلاء الناشرین یتملکهم الخوف من التعامل مع الملف الإسرائیلی ، أو الدور الذی یلعبه الیهود داخل فرنسا (الدستور الأردنیة 5-9-2009).
لقد وصل شیوع هذا المصطلح والتمادی فی استخدامه إلى أن بدأ یطرح حتى فی بلداننا العربیة التی تعتبر الجبهة الأولى فی التصدی للمشروع الیهود حیث تعتبر فی حالة حرب مع هذا الکیان.
فقد أقام نوعام نیر، وهو یهودی مغربی دعوى قضائیة فی مدینة الصویرة (على الأطلسی جنوب الدار البیضاء) ضد ثلاثة من أعضاء الجمعیة المغربیة لحقوق الإنسان، وقال إنهم (مناهضون للسامیة)، وذلک فی سابقة هی الأولى من نوعها، باعتبارها المرة الأولى التی یصل فیه خلاف سیاسی على هذا النحو إلى القضاء فی المغرب. وتعود الواقعة إلى یوم 27 من الشهر الماضی، حین قامت مجموعة من الشبان شارکوا فی معسکر صیفی نظمته الجمعیة المغربیة لحقوق الإنسان، فی مدینة آسفی (جنوب الدار البیضاء) بجولة سیاحیة جماعیة فی مدینة الصویرة , التی لا تبعد کثیرا عن آسفی. وقالت مصادر الجمعیة ان الشبان, أثناء مرورهم فی بعض الشوارع , کانوا ینشدون شعارات مساندة للشعب الفلسطینی , ومناهضة لإسرائیل .(صحیفة الشرق الأوسط الأربعاء 09 رمضـان 1431 هـ 18 أغسطس 2010 العدد 11586).
لقد أصبح اتهام (معاداة السامیة) مرعبا حتى للکنیسة الکاثولیکیة ذات الشیوع الواسع فی العالم والمکانة المعروفة بل حتى بعد أن قدموا خدمة للیهود فی تبرئتهم من دم المسیح (حسب ادعائهم ).فبعد أن صرح المطران کیرلس بسترس، مطران الروم الکاثولیک فی الولایات المتحدة الأمیرکیة، الذی أشار على هامش أعمال السینودس(إننا نحن المسیحیین لا یمکننا الحدیث عن أرض المیعاد حقا حصریا ومطلقا للشعب الیهودی.. فقد أبطل هذا الحق بمجیء المسیح).. وأکمل: (إنه لم یعد هناک شعب مختار، فکل الرجال والنساء من کل الدول أصبحوا شعبا مختارا).الشاهد أنه فی النص الأول الکامل لتقریر ما بعد المناقشة الصادر عن الجمعیة الخاصة من أجل سینودس الشرق الأوسط بتاریخ 18 أکتوبر (تشرین الأول) المنصرم نقرأ فی شان الحوار مع الیهودیة ما نصه: (ترفض کنائسنا معاداة السامیة والیهودیة. إن صعوبة العلاقات بین الشعبین العربی والیهودی سببها الصراع السیاسی الحالی. ونحن نمیز بین الواقع الدینی والواقع السیاسی). (صحیفة الشرق الأوسط ).
لقد اتهم اللوبی الصهیونی فی واشنطن دکتورة دالیا مجاهد عضو المجلس الاستشاری للأدیان التابع للبیت البیض ب(معاداة السامیة) بمجرد مشارکتها فی ندوة تحوی عضوة فی حزب التحریر الذی تتهمه الولایات المتحدة (بمعاداة السامیة) .وما قصة الفیلسوف الفرنسی روجیه غارودی الذی تعرض لحرب شعواءإلى تجریمه (بمعاداة السامیة) عام 1998م عبر محکمة فرنسیة فقط بتشکیکه بالمحرقة الیهودیة فی کتابه (الأساطیر المؤسسة للسیاسة الإسرائیلیة) حیث عزل وتخلى عنه کل المقربین حتى وفاته .
ومن الطریف انه لم یسلم حتى مایکل جاکسون المغنی الأمریکی الشهیر من تهمة (معاداة السامیة) عندما سجلت له مکالمة هاتفیة واصفا الیهود بأنهم طفیلیون .ومن الذین اتهموا (بمعاداة السامیة) أیضا فاروق حسنی مرشح مصر لإدارة قسم التربیة فی الأمم المتحدة وبعد فشله فی الوصول إلى هذا المنصب وعزوه السبب إلى اللوبی الیهودی قامت قیامة الیهود ووصفوه بأقذع وأقذر العبارات ومنها (معاداة السامیة).
کما تعرض فالدهایم مستشار النمسا إلى حملة شعواء من قبل الیهود عند استلامه رئاسة النمسا وما ذلک إلا انه عندما کان أمینا عاما للأمم المتحدة صدر قرار بان الصهیونیة حرکة عنصریة.
أن من یفعل الخطأ یشعر بأنه مرصود ومتابع ومتهم فتراه خائفا من کل شاردة وواردة وهذا مصداق قول ربنا فی کل من اعتدى وظلم قال تعالى : { ...یَحْسَبُونَ کُلَّ صَیْحَةٍ عَلَیْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى یُؤْفَکُونَ }المنافقون4 یقول الإمام السعدی : { یَحْسَبُونَ کُلَّ صَیْحَةٍ عَلَیْهِمْ } وذلک لجبنهم وفزعهم وضعف قلوبهم، والریب الذی فی قلوبهم یخافون أن یطلع علیهم.فهؤلاء { هُمُ الْعَدُوُّ } على الحقیقة هـ.
أن استخدام الیهود لهذا المصطلح (معاداة السامیة ) بهذه الشراسة إنما یدل على خوفهم وهلعهم وهذا یدل على ان بناءهم خاوی وضعیف فهم یخافون من کل شیء وکما قال تعالى {وَمَثلُ کَلِمَةٍ خَبِیثَةٍ کَشَجَرَةٍ خَبِیثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ }إبراهیم26
بخلاف الواثق من نفسه صاحب الحق وکما قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ کَیْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً کَلِمَةً طَیِّبَةً کَشَجَرةٍ طَیِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِی السَّمَاء }إبراهیم24.
لقد أتقن الیهود اللعبة وحولوا باطلهم إلى حق وخدعوا الشعوب وحولوا العداء للیهود إلى عداء للسامیة فغیروا المصطلحات وجعلوا الیهودیة والسامیة شیء واحد وأصبحت هذه الوسیلة مصدر إرهاب لکل من تسول له نفسه التعرض لأی شیء له علاقة بالیهود . بینما نحن أصحاب الحق لم نجید الدفاع عن حقنا رغم امتلاکنا کل الوسائل التی تمکننا من الدفاع عن هذا الحق .
(ولید ملحم مرکز بیت المقدس للدراسات التوثیقیة الیمن – صنعاء)
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS