عش الارهاب ومکب الطغاة

نـــزار حیدر

  بالضد من ارادة الله تعالى الذی شاء لارض الحرمین فی الجزیرة العربیة ان تکون مصدر الهام لکل البشریة من اجل حیاة افضل فی ظل التعایش والمودة والاعتراف بالاخر وحریة التعبیر واحترام الارادات، الا ان سلطة آل سعود الفاسدة حولتها الى عش للارهاب ومکب للطغاة، یتجمع فیها اسوأ شریحتین على وجه الارض، الا وهما الارهابیون القتلة والطغاة المستبدون، لماذا؟.

لقد قیل قدیما ان (شبیه الشئ منجذب الیه) و (الطیور على اشکالها تقع).

فمنذ ان اقام آل سعود سلطتهم فی الجزیرة العربیة بالقوة والقتل والهدم والغزو البربری الارعن، یظلهم الحزب الوهابی ویمدهم بشرعیة (الدین) المزیف، وهم یمارسون القتل والتدمیر الذی شرعنوه بفتاوى التکفیر والتضلیل التی یصدرها فقهاء البلاط والمدعومة باموال البترودولار واموال الحج التی ینفقها المسلمون فی مواسم الحج والعمرة، وکذلک بالماکینة الاعلامیة المرعبة التی تدیرها اجهزتهم الاستخباراتیة.

  وبعودة سریعة الى کل المصادر التاریخیة التی تتحدث عن بدایات نشوء سلطة آل سعود فی الجزیرة العربیة وتحالفهم من (الوهابیة) سیکتشف المرء حقیقة فی غایة الاهمیة ربما غابت او غیبت عن الرای العام عقودا متمادیة، وهی ان عدد ضحایا تشیید آل سعود لدولتهم فی الجزیرة العربیة هو اضعاف عدد ضحایا تشیید الیهود لدولتهم فی فلسطین، هذا من الناحیة العددیة، اما من الناحیة المعنویة فان الخطر الذی تمثله ولا تزال سلطة آل سعود على الانسانیة وعلى الاسلام لا یمکن ان یقارن بای خطر آخر، لانها وظفت الدین واحد اقدس ادواته (الحج) واماکنه المعظمة لدى الناس (مکة المکرمة والمدینة المنورة) فی خدمة اهدافها الدنیویة التی تاسست على مبدأ الغاء الاخر مهما کان او یکون.

   لقد اقام آل سعود سلطتهم على شیئین رئیسیین:

   الاول: هو الارهاب وبنوعیه السیاسی والدینی، فالغوا التعددیة المذهبیة المعمول بها فی ارض الحرمین قرونا طویلة من الزمن لیفرضوا على الناس (مذهبا) واحدا فقط لا غیر، ثم کفروا الاخرین.

   الثانی: هو الطغیان من خلال توظیف الدین المزیف والمال الحرام والاعلام المضلل، وسعیهم الحثیث للتدخل فی شؤون العالم الاسلامی بالقوة والفرض او بالطمع وشراء الذمم والاصوات والمواقف السیاسیة.

   ولذلک ظلت هذه السلطة الفاسدة ترعى الارهاب وتصدره الى العالم منذ نشاتها الاولى، بل انها حولت الجزیرة العربیة، بمدارسها ومؤسساتها الدینیة الى حاضنة دافئة للارهاب الذی عشعش وفرخ ونما فیها ترعاه فتاوى القتل والتکفیر والمناهج التعلیمیة التی تحرض تلامیذ المدارس، وهم بعد اطفال یافعین، على الکراهیة والحقد وامتلاک الحقیقة المطلقة والتکفیر.

   ولم تکتف بذلک، وانما راحت هذه السلطة الفاسدة تدعم کل ما یمس الارهاب بشئ من قریب او بعید، فانفقت اموال المسلمین الطائلة على مجموعات العنف والارهاب فی کل مکان، خاصة فی البلدان الفقیرة کافغانستان والباکستان والشرائح الفقیرة المنتشرة فی العالم العربی والاسلامی، تدعمها وترعاها وتنشئها وتنظمها وتدربها وتحرضها بفتاوى التکفیر والمال الحرام والاعلام المضلل.

   کما انها ظلت تدعم کل طاغوت یحکم فی بلاد العرب والمسلمین، حتى اذا حان اجله وسقط عن عرشه الذی یبنیه على جماجم الابریاء وباموال الشعب المغلوب على امره، استدعته الیه لیقیم تحت سلطتها بعیدا عن غضبة الشعب الحر، کما هو الحال الیوم مع طاغوت تونس الخضراء الذی تحمیه سلطة آل سعود على الرغم من دعوات التونسیین لتسلیمه وتقدیمه الى العدالة لینال جزاء ما اقترف من آثام وجرائم ضد شعبه الابی، لیس اقلها سرقة المال العام وقتل الشعب ومصادرة حریته وارادته، والاتجار بالمخدرات وحیازة الاسلحة، کما جاء فی نص مذکرة الاعتقال التی اصدرها المدعی العام التونسی.

  وکلنا نتذکر جیدا حجم الدعم المالی والسیاسی والعسکری والدبلوماسی الذی قدمته سلطة آل سعود الى الطاغیة الذلیل صدام حسین وعلى مدى اکثر من عقدین من الزمن، فلقد ظل آل سعود یدعمون ماکینته العسکریة فی حروبه العبثیة التی حصدت ملایین الارواح واهلکت الحرث والنسل، ولولا انه ارتکب جریمة غزوه للجارة الکویت لکان الطاغیة الان یتنعم بحمایة آل سعود بعیدا عن قبضة العدالة التی انزلت بحقه اشد عقاب یستحقه على ما ارتکب من جرائم ضد الانسانیة یندى لها جبین البشریة.

ولان سلطة آل سعود تمثل خطرا حقیقیا على الاسلام والبشریة وقیمها الحضاریة، ولذلک ارى انه قد حان الوقت لیزیح المسلمون، بل والعالم، آل سعود عن السلطة ویرمون بهم فی مزبلة التاریخ الذی سیکشف للرای العام عن حجم جرائم هذه الاسرة الفاسدة التی ارتکبتها ضد کل من خالف حزبها الوهابی فی رای او موقف او مبدا او تشریع، فعلى الرغم من انها تحاول الهروب الى الامام من خلال التدخل فی شؤون البلاد العربیة التی تشهد شعوبها ثورة شعبیة تغییریة ضد النظام السیاسی العربی الفاسد، کما هو الحال مع الیمن السعید والبحرین الشهیدة على ید قوات درع الجزیرة، الا انها سوف لن تفلت هذه المرة من النهایة الحتمیة لکل حکم ظالم وطاغیة مستبد، فلقد ازف وقت التغییر على ید الشعوب المظلومة والمقهورة مهما فعل الطغاة ومهما تفرعن الحکام ومهما استخدموا من قوة وعنف ضد الشعوب المطالبة بالحریة والکرامة.

   لقد حان الوقت لیسأل المسلمون عن مصیر اموالهم التی ینفقونها فی مواسم الحج والعمرة؟ فهل یعرفون مثلا ان اموالهم ینفقها امراء آل سعود على ملذاتهم فی عواصم العالم الغربی کنیویورک ولندن وباریس ومثیلاتها فیما یموت یومیا ملایین اطفال المسلمین من الجوع والعری وسوء التغذیة وانعدام ابسط ظروف الصحة العامة؟ وهل سال المسلمون آل سعود عن مصیر الدخل الیومی لبلاد الجزیرة العربیة من البترول فقط والذی یقدر باکثر من (ملیار) دولار یومیا؟ هل یعرف المسلمون بان آل سعود یودعون هذه الاموال الطائلة فی المصارف والبورصات العالمیة خاصة فی نیویورک لانقاذ الاقتصاد العالمی من الانهیار والذی یدعم (اسرائیل) بلا حدود؟.

  ان سلطة آل سعود اولى بالزوال من ایة سلطة أخرى فی العالم العربی لانها جمعت کل مساوئ النظام السیاسی العربی الفاسد، ویکفینا للتدلیل على هذه الحقیقة ان نتذکر بان البلاد فی ظل سلطتهم الفاسدة لا یتمتع فیها المواطن بابسط حقوقه الانسانیة، فالشعب عبید واماء للاسرة الحاکمة، وان التمییز على اساس المذهب و (العائلة) والمنطقة فی اسوأ حالاته، کما ان المرأة لا تتمتع بآدمیتها ابدا، لدرجة انها، مثلا، لا یحق لها ان تقود سیارة فی شوارع البلاد، کما انها محرومة من السفر لوحدها مهما کان السبب.

 اما عن (الفتاوى) التی یصدرها فقهاء بلاط الاسرة الحاکمة، والتی اضحکت المفجوع وابکت المسرور، فحدث عنها ولا حرج، فلقد حولت هذه الفتاوى (الدین) الى اضحوکة یسخر منها القریب والبعید، فضلا عن انها تحولت الى اداة سیاسیة بید الاسرة الحاکمة، کفتاوى تحت الطلب، فهی تعتبر مرة، مثلا، الطاغیة صدام کافر لا یستتاب، واخرى شهید یرتع ویلعب فی الجنة، هکذا.

  انهم یبذلون الیوم اعظم الجهود من اجل الهروب الى الامام من خلال التدخل فی شؤول البلاد العربیة الاخرى، ففی الیمن السعید یحاولون سرقة جهود وتضحیات الشعب الیمنی الذی یضحی من اجل الحریة والدیمقراطیة والتعددیة والتداول السلمی للسلطة، کما انهم تدخلوا عسکریا، وامام مرأى ومسمع العالم، فی البحرین فی سابقة خطیرة لیس من اجل انقاذ الشعب البحرینی من مخالب اسرة آل خلیفة الفاسدة، وانما من اجل قمع الثورة وقتل الابریاء وسحق الشعب الاعزل الا من ایمانه بالله تعالى وبقضیته الانسانیة العادلة.

  انهم یحاولون التعویض عن هزائمهم السیاسیة المذلة التی منوا بها فی عدد من المناطق الساخنة، کالعراق ولبنان وفلسطین ومصر وتونس وغیرها من البلدان التی اکتشفت شعوبها مدى خطورة سیاسات آل سعود بخصوص بلدانها وقضایاها الداخلیة.

  واذا کان آل سعود یتصورون بان الرای العام، المحلی منه والدولی، سینسى جرائمهم الجدیدة فی البحرین الشهیدة، والتی تضاف الى جرائمهم المستمرة فی مختلف دول العالم، خاصة العربی والاسلامی، فانهم واهمون، ففی العالم الیوم العدید من المنظمات الحقوقیة والانسانیة التی تعمل على تنظیم واعداد مذکرات اعتقال ضد عدد من المسؤولین والامراء لتقدیمهم الى العدالة فی الوقت المناسب، فالجرائم ضد الانسانیة لا تسقط بالتقادم ابدا، وان ذاکرة الناس لا تنسى ابدا، ولعل فی تجربة القائد العسکری السابق لصرب البوسنة (راتکو ملادیتش) خیر دلیل على ذلک، فعلى الرغم من مرور اکثر من عقدین من الزمن على الجرائم التی شارک فیها أو ارتکبها هذا المجرم، وکل محاولاته التهرب والاختفاء الا انه فی نهایة المطاف وقع فی قبضة العدالة وسیلقى مصیره المحتوم کما لقی آخرون امثاله، وسیشهد العالم قریبا محاکمة المجرمین من آل سعود وهم یقفون خلف القضبان، جزاءا وفاقا.

  واننی شخصیا اذ اشد على ید کل من یعمل بصمت على تهیئة الملفات اللازمة لتجریم آل سعود فی المحاکم الدولیة، خاصة فیما ارتکبوه فی البحرین الشهیدة مؤخرا، فاننی اذکر ببعض جرائمهم التی اقترفوها عبر قوات درع الجزیرة، وهی القوات العسکریة الوحیدة التی اعلن آل سعود عن أن مهمتها فی البحرین هی قمع الشعب وتصفیة آثار الثورة على الفساد والارهاب والظلم، منها:

   اولا: التدخل فی شؤون الاخرین بلا تفویض، فلقد دخلت قواتهم الى البحرین من دون ای تفویض من الشعب او حتى من ممثلیه الحقیقیین، کقوى المعارضة مثلا او منظمات المجتمع المدنی او ما اشبه.

   ثانیا: اثارة النعرات الطائفیة بکل وسیلة ممکنة، والتی بدات بفتوى طائفیة ولم تنته بجرائم قوات درع الجزیرة، لدرجة انهم قتلوا وعذبوا على الهویة، وفتشوا الناس فی الشوارع على الهویة، ما قد ینذر باندلاع حرب طائفیة فی عموم المنطقة، بعد ان سممها آل سعود بالسیاسات الطائفیة البغیضة.

   ثالثا: استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرین سلمیا، ما ادى الى قتل الابریاء العزل من ابناء البحرین.

   رابعا: قیادة ملفات التحقیق مع المعتقلین فی السجون وممارسة مختلف الوان التعذیب النفسی (الطائفی) والجسدی ضدهم لحملهم على الاعتراف بما لم یفعلوه لا من قریب ولا من بعید، ما ادى الى استشهاد عدد منهم تحت التعذیب، فیما اصیب آخرون باضرار جسدیة کبیرة.

   خامسا: الاعتداء على المؤسسات الدینیة (المساجد) وتدمیرها وحرق ممتلکاتها، وبینها القرآن الکریم.

   سادسا: اغتصاب النساء والاعتداء على الاعراض، سواء فی السجون والمعتقلات او فی الشارع العام وفی الازقة والطرقات، خاصة فی القرى النائیة عن اعین الاعلام، بعد ان قطعوا عنها الکهرباء لتسبح فی ظلام دامس، ارتکبوا فی جنحه کل انواع الجرائم بحق الابریاء.

   هذه بعض الجرائم التی ارتکبتها قوات آل سعود فی البحرین الشهیدة، وکلها ترقى الى جرائم حرب ضد الانسانیة، یجب ان یحاکم علیها آل سعود وینالوا جزاءهم العادل، فالى متى تظل هذه الاسرة الفاسدة تمارس کل ما من شانه الوقوف ضد ارادات الشعوب التواقة للحریة والکرامة والعیش الرغید؟ الى متى یظل آل سعود یقایضون امنهم واستمرارهم فی السلطة بالبترول الذی هو ملک الشعب ولیس ملکهم الخاص؟ الى متى یظل الغرب، خاصة الولایات المتحدة الامیرکیة، تقایض مبادئ مثل الحریة والدیمقراطیة وحقوق الانسان، بالبترول القادم من آبار الجزیرة العربیة وبقیة دول منطقة الخلیج الفارسی؟.

   ان المجتمع الدولی سیخسر صداقة شعوب المنطقة اذا ظل یکیل بمکیالین فی مواقفه ازاء ما یجری فی العالم العربی، فیتدخل بکل ما اوتی من قوة فی لیبیا مثلا، فیما نراه یغض الطرف عما یجری فی البحرین الشهیدة، الا اللهم بعض الکلمات التی سمعتها الشعوب من الرئیس اوباما، وهی لا تعدو رمادا تذروه الادارة الامیرکیة فی العیون ظنا منها بان الرای العام فی المنطقة سیخدع بمثل هذه الکلمات المعسولة التی لا تغنی ولا تسمن من جوع، فهی لم توقف حملات الدهم والاعتقال والاغارة على المنازل الامنة التی یتعرض لها الابریاء لیلیا، کما انها لم توقف مهزلة المحاکم الصوریة ضد الابریاء العزل من الناشطین البحرینیین، وهی لم توقف التمییز الطائفی والاعتقال على الهویة والاهانات الطائفیة التی یتعرض لها البحرینیون یومیا على ید السلطة الحاکمة وقوات آل سعود، فضلا عن انها لم توقف التعذیب القاسی الذی یتعرض له المعتقلون فی سجون البحرین على مدار الساعة.

   ان على المجتمع الدولی ان یتعامل بمصداقیة اکبر مع قضایا الشعوب المطالبة بالحریة والدیمقراطیة والحیاة الحرة الکریمة، من خلال الوقوف على مسافة واحدة من کل الثورات فلا یدعم واحدة ویساهم فی قمع أخرى، فان ذلک یعرض مصداقیته للشک والریبة والتساؤل، ما سیدفع الشعوب المظلومة الى ان تعادی وقد تحقد على کل القیم التی یدعی الغرب انه یدافع عنها ویتمنى ان تعیش فی ظلها کل شعوب العالم، خاصة العربی، فاین واقع مواقفه وحقیقة مصداقیته من ادعاءاته وما یقوله فی خطابه السیاسی وفی اعلامه؟ انها المهزلة التی ستنتج حربا جدیدة ضد قیم الغرب المنافق، تقودها هذه المرة الشعوب التی بدات تشعر بانها ضحیة الازدواجیة فی المواقف الغربیة، ولذلک ستکون هذه الحرب، اذا ما اشتعل اوارها بسبب نفاق الغرب والولایات المتحدة تحدیدا، اشد خطرا على مصالح الغرب، لان الشعوب لا ترحم من یخذلها ویقف الى جانب جلادها، کما هو الحال مع شعوب منطقة الخلیج الفارسی وتحدیدا البحرین والجزیرة العربیة.

   ان من مصلحة المجتمع الدولی ان یساعد فی ازاحة کل النظام السیاسی العربی الفاسد عن السلطة فی کل البلاد العربیة، لان بقاء ای جزء منه فی السلطة سیفسد النظام السیاسی الجدید الذی ستشیده الشعوب المتحررة للتو من ربقة الاستبداد والدیکتاتوریة، فمثل النظام السیاسی فی البلاد المتشابهة، کمثل الجسد الواحد، فاذا اصیب بالسرطان فی جزء منه یجب ان یستاصل عن بکرة ابیه ولو صادف ان بقیت خلیة سرطانیة واحدة فی الجسد لم تستاصل، فانها ستاتی مرة اخرى على کامل الجسد لتقضی على حیاته.

   ان النظام السیاسی الدیمقراطی الذی تعمل شعوب العالم العربی على تشییده على انقاض النظام السیاسی العربی الفاسد، الشمولی والبولیسی، سیظل فی خطر دائم لازالت هناک خلایا سرطانیة لم یساعد المجتمع الدولی على استئصالها من الجسد العربی، واقصد به تحدیدا سلطة آل سعود التی ستفعل المستحیل من اجل افشال الجهد الکبیر الذی تبذله الشعوب العربیة المتحررة للتو من الدیکتاتوریة، لان الدیمقراطیة والوراثة على طرفی نقیض لا یجمع، کما ان الحریة وحقوق الانسان والتداول السلمی للسلطة والعدالة فی تکافؤ الفرص للجمیع من دون تمییز، کلها مبادئ وقیم تتناقض مع سلطة الاسرة والعشیرة، ولهذا السبب فان آل سعود یعتبرون ان وجود النظام الدیمقراطی على حدود دولتهم، الیمن السعید مثلا، وقبلها العراق، استفزاز دائم ومستمر لسلطتهم القبلیة والوراثیة، وهو یضع نظامهم على کف عفریت ویعرض شرعیته الى التساؤل، فکیف ستغمض لهم عین قبل تدمیر کل محاولات الشعوب الرامیة الى بناء النظام الدیمقراطی؟ خاصة وانهم یمتلکون کل الادوات اللازمة لممارسة مثل هذا التدمیر کالخداع الدینی والاموال الطائلة والاعلام المضلل وشبکة العلاقات الدولیة الواسعة.

   انهم سیظلون یتآمرون على قضایا الشعوب المتحررة ما اسعفهم الظرف الى ذلک، ولهذا السبب فانهم یمثلون خطرا دائما وداهما على مصائر ثورات التحرر فی العالم العربی، ولذلک یجب ازاحتهم عن السلطة لحمایة ثورات الشعوب وقضایاها العادلة.

   تاسیسا على هذه الحقیقة، فان من الضروری بمکان التعجیل فی ازاحة آل سعود عن السلطة، فلمن یرید ان یطمئن على دیمقراطیته علیه ان یساهم فی هذا الجهد، ولمن یرید ان یقضی على الارهاب فی العالم فان علیه ان یساهم فی هذا الجهد، ولمن یرید ان یحمی مصالحه الاستراتیجیة علیه ان یشارک فی هذا الجهد، وللفقراء والمظلومین الذین یئنون تحت کابوس الانظمة السیاسیة الفاسدة وحکم الطغاة، فان علیهم کذلک ان یساهموا فی هذا الجهد، لان زوال سلطة آل سعود عن الوجود سیساهم فی انطلاق ارادة الشعوب المقهورة التی تکبلها سلطة الانظمة الاستبدادیة والدیکتاتوریة البولیسیة التی تدعمها سلطة آل سعود بکل ما تملک من اجل ان تبقى فی السلطة تدور فی فلک سیاساتها.

ن/25