إیران: سوریة خط أحمر..

إیران: سوریة خط أحمر..

اضطرابات سوریة هدفها المقاومة الإسلامیة فی لبنان، والذود عن دمشق حمایة لبیروت وطهران. هی باختصار المقاربة الإیرانیة لما یجری فی بلاد الشام حیث "لن نسمح بکسر سیّد المقاومة" وفی الوقت نفسه "لن نسمح بقرصنة ربیع الثورات العربیة".

العلاقة مع السعودیة مقطوعة ومع قطر مجمّدة، أما أنقرة فیبدو أن علیها أن تحاذر: سوریة خط أحمر ولو اقتضى الأمر قصف القواعد الأمیرکیة فی ترکیا.. کعادتها عند کل منعطف، تتحرک طهران مباشرة على مستویین: الأول، میدانی عملی یستهدف احتواء ما یجری والحد من تداعیاته والسعی إلى الاستفادة منه.

حراک یصعب على المرء أن یراه وإنما یشعر بنتائجه، وخاصة لدى الحلفاء والأصدقاء الذین تجهد طهران لحمایتهم عند تعرضهم لخطر، أو تطلب عونهم إن احتاجت إلیه، لا تبخل علیهم ولا یبخلون علیها، فی النهایة، کل مکسب یتحقق مکسب لمعسکر المقاومة کله، وکل خسارة خسارة له.

أما الثانی فنظریّ، یستخدم المعلومات الاستخباریة المتوافرة لرسم صورة شاملة وقراءة مکتملة یعود ویستخدمها دلیلاً عاماً لحرکته المیدانیة، هذا کان دیدنها مع متغیرات المنطقة التی بدأت "ثورات" فی تونس ومصر وتحوّلت "حرب استنزاف" فی لیبیا والیمن قبل أن تصبح "ثورة مضادة" فی سوریة، حیث الهدف الأساس، على ما تراه الجمهوریة الإسلامیة، ضرب المقاومة الإسلامیة فی لبنان.

على الأقل، هذا ما تفید به مصادر إیرانیة قریبة من أروقة صناعة القرار فی طهران ترى أن "کتف المقاومة (إیران) ثابتة کالصخر، وقبضتها (حزب الله) فولاذیة، لذلک یترکز الاستهداف على سوریا، الکوع الطری للمقاومة، من هنا، نرى أن المقصود فی استهداف سوری هو حسن نصر الله، ولیس بشار الأسد، هی عملیاً محاولة لتوظیف الفضاء العام لربیع الثورات العربیة فی ثورة مضادة تکون زمام المبادرة فیها للخارج ولیس للداخل، بدأت من لحظة الشروع بالسیناریو اللیبی".

وتؤکد هذه المصادر "أننا لن نسمح بکسر کوع سید المقاومة، بالنسبة إلینا، الدفاع عن أسوار دمشق هو دفاع عن أسوار بیروت وطهران"، مشددة فی الوقت نفسه على أن "ذلک لا علاقة له بعملیة الإصلاح والحراک الداخلی السوری، عملیة کهذه شأن داخلی محض تقرر آلیاته القوى السوریة مجتمعة فی الدولة والمجتمع"، وتضیف "من هنا، فإننا لن نتدخل أبداً فی ما یجری بین المعارضة والموالاة لکننا سنتدخل بحزم ضد من یرید أن یوظف الحراک السوری باتجاه قرصنة ربیع الثورات العربیة".

وتتحدث هذه المصادر باستفاضة عن الدور الترکی فی هذا السیاق، کاشفة عن أن طهران هددت ترکیا بأنها "إذا جعلت أرضها مقراً لاستنساخ السیناریو اللیبی على الحالة السوریة، فإن القوات المسلحة الإیرانیة ستقصف القواعد الأمیرکیة وأی وجود أطلسی على الأراضی الترکیة".

الرسائل الإیرانیة لترکیا لم تکن أقل حزماً على مستویی الخارجیة والامن، والتحذیر واضح: "إیاکم والوقوع فی الفخ الغربی فی سوریة"، تهدیدات بلغت أوجها مع معرکة جسر الشغور فی الشمال السوری، "من هنا کبح الأتراک اندفاعهم فی السیناریو الذی کان معدّاً للحالة السوریة"، وبینه منطقة عازلة وتدخّل أطلسی...

ن/25