قرصنة صهیونیة جدیدة ولصوصیة معلنة لنهب مقدرات شعبنا وامتنا من النفط الغاز على سواحل المتوسط
أکرم عبید
لقد أثبتت الوقائع العلمیة, اکتشاف کمیات کبیرة من الغاز والنفط فی بلدان الحوض الشرقی للبحر المتوسط , وخاصة فی سوریة ولبنان وفلسطین المحتلة بما فیها قطاع غزة المحرر والمحاصر .
وقد أکدت المؤسسة الأمریکیة للأرصاد الجیولوجیة فی تقریر أصدرته بدایة العام الماضی یؤکد بان الحوض الشرقی للبحر المتوسط یحتوی کمیات کبیرة من الغاز تقدر بمائة وعشرین تریلیون قدم مکعب من الغاز ومن الممکن استخراج هذه الکمیات الکبیرة بواسطة التکنولوجیا الحدیثة المتطورة . وأضاف التقریر الأمریکی بان هذه المنطقة تحتوی مخزونا نفطیا کبیرا یقدر بحوالی 1,7 بلیون برمیل . وقررت السلطة الفلسطینیة عام 1999 التوقیع على اتفاق یمنح کل من الشرکة البریطانیة للغاز وشرکة أخرى مقرها العمة الیونانیة أثینا مملوکة لعائلة عربیة من أصول لبنانیة الحق بالتنقیب عن النفط والغاز وحفرت الشرکة البریطانیة بئرین فی العام 2000 سمی الأول Gaza Marina – 1 / والثانی Gaza Mina – 2
وقدرت الشرکة البریطانیة کمیات الغاز المکتشفة مقابل سواحل قطاع غزة المحاصر بحوالی 4. 1 تریلیون قدم مکعب تبلغ قیمتها حوالی أربعة بلیون دولار
لکن البروفیسور الصهیونی شوسودوفیسکی قال مؤکدا أن حجم کمیات الغاز اکبر بکثیر مما أعلنت عنه شرکة التنقیب البریطانیة فی السواحل الفلسطینیة مقابل قطاع غزة . لکن سلطات الاحتلال الصهیونی وبعد إسقاط النظام المصری وتفجیر أنابیب الغز المصری الذی ینهبه الکیان الصهیونی منذ توقیع اتفاقیات کامب دیفید الخیانیة وبأسعار زهیدة جدا ومغریة للکیان الصهیونی الذی تعر ض لازمة حقیقیة بعد التفجیر الثانی لأنابیب الغاز من قبل أبناء الشعب المصر ی الغیورین على مصالح شعبهم وأمتهم الذین طالبوا المجلس الانتقالی بتعدیل اتفاقیة الغاز مع العدو الصهیونی الذی استقوى بالإدارة الأمریکیة التی ضغطت على المجلس الانتقالی المصری الذی تجاوز تطلعات الشعب المصری العظیم لیستجیب صاغر ا للإدارة الأمریکیة المتصهینة ویستأنف تصدیر الغاز کما کان فی عهد النظام المصری المخلوع .
لقد عززت هذه الأزمة القناعة لدى سلطات الاحتلال الصهیونی التی تتخوف من قیام نظام مصری جدید بعد الانتخابات القادمة معادی للکیان الصهیونی قد یلغی اتفاقیات کامب دیفید الخیانیة وقد یطالب سلطات الاحتلال بتعدیل أسعار الغاز بموجب اتفاق جدید یتوافق مع الأسعار المتداولة فی الأسواق الدولیة التی تتجاوز السعر السابق بخمسة أضعاف وهذه من حق الشعب المصری.لذلک سارعت سلطات الاحتلال الصهیونی ومن خلال ما یسمى وزارة البنیة التحتیة الصهیونیة بقیادة المجر م عوزی لانداو بمطالبة الشرکة الأمریکیة " نوبل انرجی للغاز " بالعمل لتطویر حقول الغاز بالقرب من شواطئ غزة لسد النقص فی حال أوقفت الحکومة المصریة العمل بالاتفاق القدیم بعید الانتخابات المصریة القادمة وتم الاتفاق بین الوزارة الصهیونیة والشرکة الأمریکیة على تقدیم آلیة العمل للتنقیب فی موعد أقصاه منتصف تموز الشهر القادم
وبذلک تتعمد سلطات الاحتلال الصهیونی التمادی فی غیها وطغیانها فی الاعتداء على الشعب الفلسطینی ونهب ثرواته الوطنیة سواء فی الأراضی المحتلة أو الأراضی المحررة فی قطاع غزة المحاصر وهذا ما یفرض على السلطة الفلسطینیة التحرک بشکل متسارع عبر الجامعة العربیة ومن خلالها لمجلس الأمن الدولی للتحرک العاجل لوقف هذا الاعتداء الصارخ على شعبنا الفلسطینی الذی یستهدف سرقة موارده من النفط والغاز کما رقت قبلها المیاه التی تشکل أزمة حانقة لشعبنا فی الأراضی المحتلة فی الضفة الغربیة وقطاع غزة المحاصر وبصراحة إذا لم تتحر ک الجامعة العربیة بشکل جدی لمواجهة سلطات الاحتلال الصهیونی قد تتمادی فی العدوان والطغیان لتستهدف الغاز المکتشف فی المیاه الإقلیمیة اللبنانیة المحاذیة للمیاه الإقلیمیة لفلسطین المحتلة وقد تسبب هذه الجریمة حرب فی المنطقة لا یعلم بنتائجها إلا الله لان حزب الله المجاهد وجه إنذاراً شدید اللهجة لسلطات الاحتلال الصهیونی بأنه سیقطع الید التی تمتد للثروات الوطنیة اللبنانیة إن کانت فی البر والبحر وهذا ما یفر ض على فصائل المقاومة الفلسطینیة المقاومة أن تحذوا حذوا حزب الله لتمنع هذه الجریمة بالقوة مهما حصل وهذا یحتاج من هذه الفصائل العمل على تشکیل مرجعیتها الوطنیة لقیادة الشعب الفلسطینی بعد تراجع الرئیس الفلسطینی المنتهیة ولایته عن اتفاق المصالحة الموقع بالقاهرة الشهر الماضی فی لقائه مع قناة L B C اللبنانیة قبل أیام قلیلة للتهرب من استحقاقاتها الوطنیة استجابة للإغراءات الصهیوامریکیة کمقدمة للعودة للمفاوضات العبثیة والتهرب من استحقاقات أیلول وطرح الاعتراف بالدولة الفلسطینیة بعد فشل المفاوضات العبثیة بسبب مواقف سلطات الاحتلال الصهیونیة الیمینیة العنصریة المتطرفة الرافضة للسلام العادل والشامل بموجب القرارات الدولیة الخاصة بالقضیة الفلسطینیة وفی مقدمتها القرار 242 / 338 / والقرار 194 الخاص بعودة کل اللاجئین الفلسطینیین للأراضی التی شردوا منها بالفصول الإجرامیة الدامیة من قبل عصابات الاحتلال الصهیونی منذ احتلال فلسطین عام 1948 بدعم ومساندة بریطانیا والإدارة الأمریکیة وفرنسا وغیرها .
وهذا ما یثبت بالدلیل القاطع أن الصراع العربی الصهیونی صراع وجود ولیس نزاع على حدود کما یتشدق البعض وهذا ما یفرض على شعبنا الفلسطینی وطلائعه المقاومة التنبه لمخاطر المرحلة الحالیة وفی مقدمتها محاولات العدو الصهیوامریکی التضلیلیة التی یتعمد خلالها العبث بمصیر ومستقبل شعبنا وشرفاء امتنا واستهداف حقوقه الوطنیة والقومیة ومحاولة تفکیک الترابط بین المقاومة وقوى الصمود والممانعة لکسر إرادتها الصمودیة وإخضاعها للشروط والاملاءات العدوانیة للسیطرة على مقدراته وثرواته وسرقتها جهاراً نهاراً وهذا ما یفرض على شرفاء الأمة العربیة والإسلامیة وکل أحرار العالم وفی مقدمتهم قوى المقاومة من فلسطین إلى لبنان والعراق التماسک والترابط لدعم ومساندة حقوق شعبنا فی فلسطین المحتلة ودعم ومساندة شعبنا المقاوم العظیم فی سوریة قلب العروبة النابض بقیادتها التاریخیة بقیادة الرئیس بشار الأسد لتحطیم کل أشکال المؤامرة على صخرة صمودها ودحر الغزاة المحتلین مجرمی الحرب الصهاینة وشرکائهم الأمریکان واستعادة کامل حقوقنا الوطنیة والقومیة المغتصبة .
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS