الاحد 13 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

اردوغان والابتزاز الاسرائیلی

 

اردوغان والابتزاز الاسرائیلی

 

شهدت مدینة جنیف لقاء بین وفدین ترکی واسرائیلی بهدف تسویة الخلافات بین الجانبین، وبما یؤدی الى استئناف العلاقات بالشکل الذی کانت علیه قبل المجزرة التی ارتکبتها قوات کوماندوز بحریة اسرائیلیة على ظهر سفینة ترکیة کانت تحمل ناشطین ومواد طبیة ضمن قافلة لکسر الحصار المفروض على قطاع غزة.

الاتراک اصروا على تقدیم الحکومة الاسرائیلیة اعتذارا واضحا لا لبس فیه او غموض عن هذه المجزرة، وتقدیم تعویضات مالیة الى اسر الضحایا الذین یبلغ تعدادهم تسعة اشخاص، کانوا عزلاً لا یحملون ای اسلحة وقتلوا بدم بارد.

الاسرائیلیون عرضوا صیغة مخففة تعبر عن اسفهم لحدوث الهجوم، مع استعداد لدفع التعویضات شریطة عدم اقدام ترکیا على ای ملاحقات قانونیة لاحقاً، وعودة السفیر الاسرائیلی الى مقر عمله فی انقرة.

الهوة بین الجانبین مازالت واسعة، وقد تزداد اتساعاً بعد التصریحات التی ادلى بها دانی ایالون وکیل وزارة الخارجیة الاسرائیلیة، واعترض فیها على تقدیم ای اعتذار، بحجة ان القوات الاسرائیلیة المهاجمة تصرفت من منطلق الدفاع عن النفس.

السید رجب طیب اردوغان الذی اثار اعجاب مئات الملایین من المسلمین عندما تصدى لاکاذیب شمعون بیریس رئیس اسرائیل الحالی اثناء مشارکتهما فی ندوة فی اطار منتدى دافوس الاقتصادی واصراره على رفع الحصار الحالی المفروض على قطاع غزة، من الصعب ان یقبل بأی تسویة لا تتجاوب مع الشروط الترکیة.

قبل یومین صرح السید اردوغان بان میاه البحر الابیض المتوسط کلها لن تغسل دماء الشهداء الاتراک الذین سقطوا برصاص القوات الاسرائیلیة، وهذا التصریح هو الرد الاقوى على الابتزاز الذی تمارسه الحکومة الاسرائیلیة ضد ترکیا.

اموال التعویضات مهما کبر حجمها لن تعید الشهداء الى ذویهم، کما ان ای اعتذار مهما بدا قویاً فی عباراته لن یهدئ من غضبة الشعب الترکی تجاه الاسرائیلیین لیس فقط بسبب قتلهم تسعة من ابنائهم، وانما بسبب تهویدهم للقدس المحتلة، وحفریاتهم تحت المسجد الاقصى، وقبل هذا وذاک حصارهم المفروض، ومنذ اربعة اعوام، على ملیونی فلسطینی فی قطاع غزة.

الحکومة الترکیة یجب ان تأخذ ملف الارهاب الاسرائیلی ضد سفنها وناشطیها الى المحاکم الدولیة المتخصصة فی جرائم الحرب، لملاحقة کل الذین ارتکبوا هذه المجازر او اصدروا الاوامر بارتکابها وانزال العقوبات بحقهم، اسوة بمجرمی الحرب الصرب، والمجرمین النازیین من قبلهم.

فالعلاقات الترکیة الاسرائیلیة دخلت فی مرحلة تأزم غیر مسبوقة، ومن الصعب ان نرى ای تحسن لها بعد الجرائم الاسرائیلیة فی قطاع غزة وفوق سفن الحریة، وبعد ان بدأت الحکومة الاسرائیلیة فی تحریض دول الجوار الترکی ضد حکومة انقرة.

ففور حدوث تدهور فی العلاقات، کثف المسؤولون الاسرائیلیون زیاراتهم لدول مثل قبرص والیونان وبلغاریا ورومانیا، بهدف فرض حصار امنی خانق على ترکیا، ومحاولة احیاء الخلافات القدیمة بین ترکیا وهذه الدول وصب المزید من الزیت على نارها لاشعالها مجدداً وبصورة اقوى، تماما مثلما فعل هؤلاء، ای الاسرائیلیون، عندما ذهبوا الى دول منابع نهر النیل لتحریضها ضد مصر باعادة النظر فی اتفاقات توزیع حصص المیاه وبما یقلص من حصتی کل من السودان ومصر.

ترکیا اردوغان اصلب من ان تخضع لاسالیب الابتزاز الاسرائیلی، خاصة فی الوقت الحالی، الذی یضیق فیه العالم ذرعاً بالغطرسة الاسرائیلیة التی تتجلى فی ابشع صورها من خلال رفض تجمید الاستیطان ونسف العملیة السلمیة بالتالی، وزیادة حدة التوتر فی المنطقة باسرها، نتیجة لذلک.

( عن القدس العربی اللندنیة)

ن/25

 

 

 

 


| رمز الموضوع: 143220







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. أسير إسرائيلي: إذا أردتم أن تعرفوا عدد الأسرى إسألوا سارة نتنياهو
  2. إصابة 9 جنود إسرائيليين بينهم نائب قائد فرقة وقائد كتيبة في الشجاعية بغزة
  3. في إطار جمعات الغضب.. مدن إيرانية تنظم وقفات تضامنية مع غزة
  4. صنعاء تستهدف "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتي.. وتُهاجم هدفاً في يافا المحتلة
  5. كتائب القسام توقع قوة إسرائيلية في حقل ألغام.. وجنود الاحتلال بين قتيل وجريح
  6. المشّاط للإسرائيليين: لا تراجع عن إسناد غزّة.. الزموا الملاجئ ردّنا سيكون مزلزلاً
  7. الإدارة الأميركية ترضخ.. القوات اليمنية تستفرد بالعدو الصهيوني
  8. انصار الله: إعلان ترامب فشل لنتنياهو
  9. سرايا القدس تسيطر على مُسيرة إسرائيلية شرق مدينة غزة
  10. العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي.. هجوم استعراضي موجه للداخل الصهيوني
  11. عدوان أمريكي إسرائيلي غاشم على اليمن بعشرات الطائرات
  12. وزير الخارجية الإيراني: الدعم القاتل لإبادة نتنياهو الجماعية في غزة، وشن الحرب نيابةً عنه في اليمن، لم يُحققا شيئاً للشعب الأميركي
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)