الاحد 13 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

ســقـوط خـرافــة الاسـتـقـرار

ســقـوط خـرافــة الاسـتـقـرار

 محمد حسنین هیکل

 

لم أکن أرید أن أفتح فمی وأتکلم، قد قلت ما فیه الکفایة، أو هکذا أعتقد.

ولم أکن أرید لأحد من جیلی ـ وربما جیل آخر بعدنا ـ أن یفتح فمه هو الآخر وأن یتکلم، فقد قالوا ما فیه الکفایة وزیادة.

کان من واجبنا جمیعاً أن نسکت وأن نتابع حوار التاریخ الجاری الآن فی مصر، وهو فی واقع الأمر بین طرفین:

ـ طرف یمثل الطموح.

ـ وطرف یمثل القدرة.

أی انه حوار بین جیل جدید من الشباب تصدى لشحنة متفجرة وخطرة لم یکن هناک من یعرف کیف یستطیع الاقتراب منها وفک عقدها، وقد فعلها هذا الجیل بحسن تصرف، وکفاءة علم، وبأدوات عصر. هذا هو الطرف الأول الذی دخل الساحة الآن.

والطرف الثانی هو القوات المسلحة، وهو القدرة الحارسة لسیادة الدولة وحمایة الشرعیة فیها ـ الشرعیة لا السلطة، شرعیة فی دستور حقیقی، على أساس عقد سیاسی واجتماعی بین طبقات الشعب کلها.

الطرف الأول وهو جیل الشباب، هاله ـ مثل ما هال أجیالاً أخرى فی الوطن ما جرى له وما وقع للشرعیة فیه، وما هو مترتب على الشرعیة وتابع لها مثل السلطة والحکم، ومثل القانون وتطبیقه وبما یحقق مطالب العقد الاجتماعی بین جمیع قوى الشعب.

 وبالطبع فلیس جیل الشباب الطالع، والقوات المسلحة للوطن، هما الطرفین الوحیدین على أرض الوطن، فهناک قوى کثیرة وطبقات متعددة وأجیال متعاقبة موجودة فی الساحة، وکلها فی أقصى درجات التنبه، وتلک هی الکتلة الأکبر والأقوى على الساحة، لکن صوت الحوار بین الشباب الطالع بالطموح، والقوات المسلحة المسؤولة بالواقع هو نقطة الترکیز هذه اللحظة.

ولم أکن أرید لنفسی ولا لغیری من جیلی أن نتدخل، فکلنا الآن فی الغروب أو على مشارفه، والصبح والظهر والعصر لها أصحابها.

لکننی أجد نفسی مدفوعاً إلى الکلام، لأنی أخشى من عدة محاذیر:

1 ـ أخشى أن یطول الحوار، وان تزید تکالیفه وأن یختل سیاقه، وأن تترتب على ذلک اثقال من کل نوع: وطنی وسیاسی واجتماعی واقتصادی ونفسی وفکری، وکلها أثقال فادحة.

2 ـ أن هناک قوى خارجیة بدأت تطل على الساحة لأن لها فیها مصالح حیویة، خصوصاً وأن هناک عندنا من قطع على نفسه تعهدات لا نعلم عنها شیئاً، وإن کنا نستشعر أثرها.

3 ـ أن هناک عناصر وسط الساحة الداخلیة قد تغریها الساحة المفتوحة الآن، مع انتهاز الفرص واللعب، إما بشطارة أو بغلاظة لتحقیق نزعات وأهواء شخصیة وفردیة أو غیر ذلک.

والمشکلة:

ـ مفاجأة دخول هذا الجیل من الشباب وبأدوات عصره.

ـ ومع عجز النظام القائم على السلطة عجزاً کاملاً عن الفهم والاستجابة واستقوائه بغرور سلطة مطلقة فی یده وقصور فکر راح یرتب لتأییدها بالتوریث الفعلی وبمساعدة شیوخ من بقایا کل العصور، إلى جانب عناصر مستجدة تصورت إمکان اللعب فی فراغ تسبب فیه قهر استولى على کل وسائل التعبیر والتنویر وترک هامشاً مرئیاً ومسموعاً ومقروءاً لمجرد التنفیس عن البخار حتى لا یحدث الانفجار مع تعامل بولیسی، کل هذا لم یجعل الحکم بولیسیاً فقط. ولکن جعل البولیس هو الحکم!

والذی حدث أن رؤوس النظام ـ مع أنه من الصعب تسمیته بنظام، لأنه بالفعل، «اولیجارکی» (تحالف عناصر مال وسلطة سلاحها القمع الأمنی) ـ لم تفهم شیئاً ولم تستطع ان تلحظ تغییراً فی مجتمع أصبح أقوى من أی قمع، والنتیجة أن الانفجار وقع.

 ومن الغریب أن یفاجأ أحد، لأن الشواهد کانت هناک من زمن طویل، وقد لمحها کثیرون ونبهوا ولا أتجاوز إذا قلت اننی کنت واحداً منهم حتى انی منذ سنة ونصف سنة تقریباً، وفی حدیث منشور فی «المصری الیوم» قلت أن کافة الطرق انسدت أمام النظام، أو هی على وشک، واقترحت ترتیبات انتقالیة تسعى إلى دستور جدید یعد له مجلس لأمناء الدولة والدستور واقترحت له بالفعل أسماء وطلبت إلى غیری أن یقترح، وبالفعل فإن نقاشاً جاداً دار فی ذلک الوقت، لکن صوت النقاش جرى کتمه بدعاوى کثیرة، منها هذه الخرافة التی سموها «الاستقرار»، فی حین ان «الاستقرار» معناه الحقیقی الاتساق مع مبادئ الحریة والعدل وکرامة الإنسان.

والآن وقد وقع ما کان محتماً أن یقع، فقد تغیرت أشیاء کثیرة واستجدت حقائق جدیدة، وقوى جدیدة، ومطالب جدیدة.

لقد جرى فی مصر شیء کبیر خلال أسبوع واحد من ینایر 2011.

ففی یوم الأربعاء 26 ینایر وبکل ما وقع فیه من أول قطع الاتصالات بحرب الکترونیة شنت على قوى الأمل فی الأمة ـ سقطت الوزارة.

وفی یوم الخمیس 27 ینایر سقطت فکرة تأیید النظام عن طریق التوریث، وبدعوى «الاستقرار».

وفی مظاهرات «الجمعة» حدث ما هو أخطر، ترنحت رئاسة النظام ذاتها، وبدت مغیبة غیر قادرة على قرار، ولا على کلمة، وکان الصمت المخیف الذی ساد على قمة النظام لعدة ساعات طوال یوم الجمعة، وحتى قرب منتصف اللیل فی انتظار کلمة أذیع رسمیاً أن رئیس مجلس الشعب سوف یقولها، حاملة أنباء جدیدة لا یمکن أن یکون لها غیر معنى خروج الرئیس، إلى أن حدث تغییر أصبح فیه الرئیس نفسه هو المتکلم لیقول کلاماً أبعد ما یکون عن الواقع المستجد، کما لو أن الصوت الذی یسمعه الناس کان من خارج الزمن ومن خارج التوقیت ومن خارج الواقع.

وفی الیوم التالی کان النظام کله، ولیس موقع القمة فیه، یترنح أمام الداخل والخارج، مع إعلان حالة الطوارئ وانسحاب البولیس من الشوارع ونزول القوات المسلحة لفرض حظر تجول أرادت بعض عناصر السلطة استغلاله لإحداث حالة فوضى تخیف، وتهدید یدفع الناس إلى القلق على حیاتهم وممتلکاتهم وبالتالی یعیدهم فی الصباح بالفعل إلى حظیرة النظام مرتعدین.

لکن الشباب ومعهم قوى شعبیة جرارة کانوا قد کسَّروا کل الحواجز، وکسَّروا کل القیود، وخرجوا إلى ثورة حقیقیة تطالب بتغییر عند الجذور والأصول.

وهکذا جاء صباح السبت 29 ینایر وإذا الشعب والجیش کلاهما فی الشارع، وأهم الأشیاء الآن هذه اللحظة أن تبین الأمور جلیة أمام الکل، بحیث یظل الطرفان جنباً إلى جنب، والى هدف معلوم، ولیس وجهاً لوجه، والى مجهول لا یعرفه أحد، وهذه قضیة القضایا الیوم.

والسؤال المهم هذه اللحظة هو ـ ماذا نرید؟!

کان الشعب ـ وهذه حقیقة لم یعد فی مقدور أحد أن یجادل فیها ـ یرید إسقاط النظام، ممثلاً برئاسته، وفی الحقیقة فإنها لم تکن هناک دولة، ولا کان هناک نظام، وإنما کانت هناک مجموعة سلطة.

ولکل من یرید أن یرى ویسمع ویفهم فإن مطلب الشعب وصل بالفعل، بصرف النظر عن الشکل إلى تأکید مطلبه الأول وهو أن رئاسة السلطة انتهت.

وسواء سقطت رئاسة «حسنی مبارک»، أو لم تسقط، فإن هذه الرئاسة بأی معیار قد انتهت، لأنها ببساطة فقدت أی بقایا للشرعیة.

ذلک ان للشرعیة علامات وأمارات:

 رضا وقبول طوعی من الناس ـ وذلک ضاع

 ومکانة وهیبة ـ وهذه تداعت أمام جماهیر الداخل وأمام المنطقة، وأمام العالم، لم یعد فی مقدور أحد أن یقدم نفسه للناس ممثلاً لمصر ورمزاً لها.

لم یعد فی مقدور أحد على قمة یستطیع منها أن یوجه الشعب المصری، فیطیع، أو یصدر قانوناً فیلزم. ولم یعد فی مقدور أحد أن یخاطب العالم العربی، فیسمع ولم یعد فی مقدور أحد أن یواجه العالم الخارجی، فیأخذ جداً ما یقوله.

حتى عام مضى وربما أقل، کان فی مقدور الرئیس «حسنی مبارک» أن یتحرک ـ أن یفعل شیئاً، ولم یتحرک، بل لعله حتى یوم الجمعة الفائت کان فی مقدوره أن ینقذ شیئاً، لکنه تردد.

لقد تصورت ـ وتصور غیری ـ أنه حین أعلن أنه هو الذی سوف یتکلم مساء الجمعة الفائت، أنه سوف یقول للناس کلاماً محدداً.

تصورت أنه سوف یقول لقد وصلتنی الرسالة، وأدرکت مضمونها، وسوف أتصرف:

1 ـ سوف تکون هذه آخر فترة لرئاستی، ولن أرشح نفسی، ولن أرشح ابنی من بعدی للرئاسة.

2 ـ سوف أصدر قراراً بحل مجلس الشعب الذی مثَّل انتخابه أکبر عملیة استفزاز للمشاعر والأصول والحدود والکرامات.

3 ـ سوف أصدر قراراً بتنحیة وعقاب عدد من المسؤولین ممن یسمون الحرس القدیم والحرس الجدید، لأنهم استهتروا بالشعب وأساءوا إلیه.

4 ـ سوف أتشاور فی إنشاء هیئة شعبیة تمثل کل قوى الشعب، لتشرف على مرحلة انتقالیة، تمهیداً لقیام عهد جدید یمثل إرادة الشعب وطموحه.

5 ـ اننی أرى أن البحر المیت للسیاسة فی مصر قد تدفق علیه الماء، الذی فتح المجرى جیل جدید خرج لیمسک بمقدرات المستقبل، وسوف أبذل جهدی للمساعدة فی إبقاء بحر السیاسة مفتوحاً، خوفاً من الصخور والعواصف والوحوش!

لکنه لم یقل شیئاً من ذلک، وتکلم وکأن ما حدث مجرد زوبعة عابرة یمکن احتواؤها ببعض الإجراءات العاجلة، حتى تهدأ الریح، ویسکت الغضب، وکذلک بدأت النهایة.

 وبصراحة فإن الملک «فاروق» کان أعقل یوم 26 (26 أیضاً) من یولیو سنة 1952، فقد فهم وأصدر مرسوماً بأنه ونزولاً على إرادة الشعب قرر التنازل عن العرش.

فهم العرش الملکی ولم تفهم رئاسة ما یُسمى بالنظام الجمهوری، وکذلک انتهى کل شیء، رغم أنه لا یزال هناک من یحاول إنقاذ ما یمکن إنقاذه.

الحقیقة أن معرکة الرئیس حسنی مبارک الآن هی محاولة استرداد السلطة، لأنه بالفعل ومنذ سنوات کان قد تنازل عنها لابنه.

لقد جرى التعامل مع السلطة کما لو أنها ملکیة خاصة.

ومنذ سنوات ترک المالک أموره لابنه فی القاهرة، وجلس هو بعیداً یستریح وینعم بالشیخوخة فی آخر العمر، وفی خیاله ان ابنه سوف یحول «الدکان» إلى «سوبر مارکت» حدیث، مستعیناً ببعض الأعوان الجدد من أصدقائه.

والصور کلها تبدو وکأنها مشهد من قصة لـ«نجیب محفوظ».

کأن «سی السید» فی روایة «نجیب محفوظ» وقد ترک «المحل» لابنه وأصحابه، وانصرف إلى حیاته لیعتنی بصحته، ویسافر هنا وهناک، ویتسامر ویحکی الحکایات، ویلقی بالنکات مع هذا وذاک، حتى فاجأه من یخبره بأن المحل أفلس، وأن الدائنین أطبقوا علیه، وأن البنوک تطالبه بمستحقاتها، وأن ممتلکاته وأرصدته جرى الحجز علیها، فإذا هو یعود مهرولاً لیکتشف أن الذی یتعامل معه بمنطق المالک وموظفیه وعُماله هو فی حقیقة أمره وطن، وأن هذا الوطن له شعب، وأن هذا الشعب یتجدد أجیالاً وأجیالاً، وأن هناک الآن جیلاً جدیداً خرج یطلب الحق فی الحریة والحیاة، والکرامة والعدل.

ببساطة: الوطن أکبر من أن یتحول إلى ملکیة أحد.

والشعب أکبر من أن یتحول إلى عمال وموظفین لدیه.

هناک شعب ورجال وشباب.

ثم وهذه نقطة مهمة: هناک جیش، وهو نفس جیش الشعب ورجاله وشبابه.

وهناک هذه اللحظة حوار بین الطرفین.

وأهم ما یجب إدراکه: أن هناک صفحة تطوى.

کان النظام ـ أو ما یدعى بالنظام ـ یتداعى تاریخیاً من سنوات، ثم راح یتداعى سیاسیاً، وحین حدثت انتخابات مجلس الشعب الأخیرة، نهایة لمشاهد متعاقبة من الانهیارات، أسوأ من انهیار صخور «المقطم» فی «الدویقة»، إذا بالشعب، الذی قیل إنه انتخب الحزب الوطنی بنسبة 99% کما أعلن، کان هو الشعب الذی ثار على النظام وبنسبة 99%، حقیقیة هذه المرة ولیست من صنع وزارة الداخلیة، وقد ثار علیه، ونزع عن الحکم کل أقنعة الشرعیة، وجعله واقفاً أمام العالم کله کالطاووس، الذی نزعت العاصفة کل ریشه الملون، وترکته عاریاً فی عرض الطریق.

والآن، ما العمل؟!

لا بد أن یُقال إن الموقف عند الذروة، إذ لا یصح معها التعلق بالأوهام، ولا یُسمح فیها بالصدام فی الظلام. وهناک حقائق لا بد أن تکون أمام الجمیع:

1 ـ إن الرواسی فی الوطن فی حالة سیولة خطرة، ولا یمکن ترکها للمصادفات.

2 ـ لیس بین الشعب وشبابه وبین الجیش وقواته خلاف، فقد انتهى زمان، وبدأ زمان.

3 ـ إن هناک قوى خارجیة وإقلیمیة ترى حالة السیولة، وتتخیل أن لها فرصة فی إعادة تشکیلها، وقد أقول انه طبقاً لمعلومات تبدو موثوقة، فإن إسرائیل سألت فی القاهرة عما إذا کان هناک شیء تستطیع أن تفعله للمساعدة، وکانت الحکومة الأمیرکیة هی التی ردت تقول: إن أی عمل من جانبکم سوف یزید من تعقید الموقف، فاترکوه لنا ولأصدقائنا فی الإقلیم، ونحن معکم نرى أن زماناً انتهى فی مصر، وزماناً ثانیاً على وشک أن یبدأ، ونحن مع أصدقاء لنا نستطیع أن نرتب بأفضل مما تقدرون علیه (لحفظ ما یُسمى بالاستقرار وما یُسمى بالسلام).

4 ـ إن هذا الزمان الجدید الذی تظهر بوادره یجب ألا یُترک للولایات المتحدة تسیر فیه هنا، أو تشجع هناک.

5 ـ إن عقلاء هذا الشعب لا بد لهم أن یتحرکوا، وأن یوجدوا صلة حوار ما بین الشباب والجیش ثم ماذا؟!!!!

ن/25


| رمز الموضوع: 143194







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. أسير إسرائيلي: إذا أردتم أن تعرفوا عدد الأسرى إسألوا سارة نتنياهو
  2. إصابة 9 جنود إسرائيليين بينهم نائب قائد فرقة وقائد كتيبة في الشجاعية بغزة
  3. في إطار جمعات الغضب.. مدن إيرانية تنظم وقفات تضامنية مع غزة
  4. صنعاء تستهدف "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتي.. وتُهاجم هدفاً في يافا المحتلة
  5. كتائب القسام توقع قوة إسرائيلية في حقل ألغام.. وجنود الاحتلال بين قتيل وجريح
  6. المشّاط للإسرائيليين: لا تراجع عن إسناد غزّة.. الزموا الملاجئ ردّنا سيكون مزلزلاً
  7. الإدارة الأميركية ترضخ.. القوات اليمنية تستفرد بالعدو الصهيوني
  8. انصار الله: إعلان ترامب فشل لنتنياهو
  9. سرايا القدس تسيطر على مُسيرة إسرائيلية شرق مدينة غزة
  10. العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي.. هجوم استعراضي موجه للداخل الصهيوني
  11. عدوان أمريكي إسرائيلي غاشم على اليمن بعشرات الطائرات
  12. وزير الخارجية الإيراني: الدعم القاتل لإبادة نتنياهو الجماعية في غزة، وشن الحرب نيابةً عنه في اليمن، لم يُحققا شيئاً للشعب الأميركي
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)