الاحد 13 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

الجوانب السریة للتحالف السعودی ـ الإسرائیلی

مهدی دارس ناظم رویا

 

 

کما یقول المثل الصینی القدیم، بالإمکان إستخدام الأزمات کفرصة من قبل البعض. فإن تل أبیب، واشنطن والناتو یستفیدون من الإنقلابات المفاجئة الحاصلة فی العالم العربی. فهم لا یحاربون الطموحات المشروعة للشعوب العربیة فحسب، بل و یدیرون بذکاء المشهد الجیو ـ السیاسی العربی کجزء من استراتیجیتهم للسیطرة على أوراسیا.

 

الصراعات الطائفیة فی مصر: وسیلة لإضعاف الدولة المصریة

 

ما یحکم مصر الیوم حکومة عسکریة عبارة عن حرکة مضادة للأهداف والتطورات الثوریة. فبالرغم من الإصرار المتزاید للشعب المصری، لا یزال النظام القدیم موجوداً فی مکانه. مع ذلک، فإن أسس هذا النظام بدأت تصبح أکثر إهتزازاً فی الوقت الذی یصبح فیه الشعب المصری أکثر رادیکالیة فی طلباته.

کما کان الحال فی حقبة مبارک، فإن النظام العسکری،یسمح أیضاً، للطائفیة بالإنتشار فی مجهود من أجل خلق إنقسامات داخل المجتمع المصری. ففی أوائل عام 2011، عندما هاجم مصریون بقوة مبانٍی حکومیة اکتشفوا أوراقاً سریة تظهر بأن النظام المصری کان یقف خلف الهجمات على المجتمع المسیحی المصری.

 

مؤخراً، هاجم متطرفون سلفیون أقلیات مصریة، لیس فقط مسیحیین وإنما مسلمین شیعة أیضاً. ویشیر ناشطون مصریون وقادة فی المجتمعین القبطی والشیعی بأصابعهم الى الحکومة العسکریة فی القاهرة، إسرائیل، والعربیة السعودیة.

 

الحکومة العسکریة المصریة، تل أبیب، والسعودیون، کلهم جزء من تحالف مشؤوم. هذا التجمع هو العمود الفقری للبنیة الإمبریالیة الأمیرکیة فی العالم العربی. فهم یعتمدون على واشنطن. وهم منتصرون بالقدر الذی تظل فیه الولایات المتحدة مهیمنة فی منطقة جنوب غرب آسیا وشمال أفریقیا.

 

السعودیین یعملون الآن مع واشنطن فی مصر لتأسیس حکومة إسلامیة مفترضة. وهذا العمل یتم من خلال أحزاب سیاسیة موَّلها السعودیون وساعدوا على تنظیمها. فما یُدعى بالحرکات السلفیة الجدیدة أمثلة رئیسة وأولیة على هذا الأمر. ویبدو أیضاً بأن حرکة الإخوان المسلمین، أو على الأقل بعض فروعها، قد تم إنتخابها لتکون ضمن هذه الحکومة ( لتحییدها لصالحهم من خلال إستیعابهم ضمن المجموعة الموجودة).

 

التحالف السعودی – الإسرائیلی وسیاسة الإنقسام

 

أصبحت علاقات السعودیین مع تل أبیب فی السنوات الأخیرة أکثر نفاذاً ووضوحاً للعیان. هذا التحالف الإسرائیلی ـ السعودی السری موجود ضمن سیاق تحالف خلیجی ـ إسرائیلی أوسع. فالتحالف مع إسرائیل یتکون من خلال تحالف إستراتیجی بین العائلات الملکیة الحاکمة فی العربیة السعودیة والمشیخات العربیة فی الخلیج الفارسی.

 

تشکل إسرائیل والعائلات الخلیجیة الحاکمة، معاً، خط الجبهة الأمامی بالنسبة لواشنطن وحلف الناتو ضد إیران وحلفائها فی المنطقة. کما أن هذا التحالف یعمل لصالح واشنطن، أیضاً، لجهة زعزعة إستقرار المنطقة. فجذور الفوضى الموجودة فی جنوب غرب آسیا وشمال أفریقیا هی نتاج هذا التحالف الخلیجی – الإسرائیلی.

 

إنساجاماً مع خط الولایات المتحدة والإتحاد الأوروبی، کان هذا التحالف المکون من إسرائیل والحکام الخلیجیین هو الذی عمل على خلق الإنقسامات العرقیة بین العرب والإیرانیین، الإنقسامات الدینیة بین المسلمین والمسیحیین، والإنقسامات المذهبیة بین السنة والشیعة. ” إنها سیاسة الإنقسام” أو ” الفتنة” التی عملت على إبقاء العائلات الخلیجیة الحاکمة موجودة فی السلطة وعلى إبقاء إسرائیل فی مکانها. فإسرائیل والعائلات الخلیجیة الحاکمة لن یُکتب لها البقاء من دون الفتنة الإقلیمیة.

 

إن تل أبیب والسعودیین هم کاتبو الإنشقاق الحمساوی ـ الفتحاوی وکذلک إقصاء غزة عن الضفة الغربیة. لقد عملوا معاً فی حرب 2006 ضد لبنان بهدف سحق حزب الله وحلفائه السیاسیین. کما تعاونت العربیة السعودیة أیضاً فی نشر الحالة الطائفیة والعنف المذهبی والطائفی فی لبنان، العراق، الخلیج الفارسی، إیران، والآن فی مصر.

 

لقد خدمت کلُّ من إسرائیل والحکومات الملکیة الخلیجیة واشنطن فی هدفها لجهة تحیید إیران وحلفائها فی نهایة الأمر، بالإضافة الى تحییدها أی شکل من أشکال المقاومة ضد الولایات المتحدة فی جنوب غرب آسیا وشمال أفریقیا. هذا هو سبب تسلیح البنتاغون القوی والشدید لتل أبیب والمشیخات الخلیجیة. کما کانت واشنطن تبنی أیضاً الدروع المضادة للصواریخ فی إسرائیل والمشیخات العربیة ضد إیران وسوریا.

 

إیرانوفوبیا

 

کان تحالف المشیخات الخلیجیة وإسرائیل مفیداً فی خلق موجة من التخویف من ایران الإیرانوفوبیا ( ایرانوفوبیا الإرهاب الإیرانی المزعوم) فی العالم العربی. فالهدف النهائی التخویف من ایران هو تحویل إیران وجهة نظر الرأی العام العربی الى عدو للشعوب العربیة، وبذلک یتم تحریف الإنتباه عن الأعداء الحقیقیین للعالم العربی، تحدیداً القوى الإستعماریة الجدیدة التی تحتل الأراضی العربیة وتسیطر علیها ومن بینها الکیان الصهیونی.

 

إن الإیرانوفوبیا حالة ذهنیة، وسیلة من وسائل البروباغندا. فالهدف الإستراتیجی هو عزل إیران وإعادة تصور المشهد الجیوسیاسیة لجنوب غرب آسیا وشمال أفریقیا. بالاضافة الى ذلک، تم إستخدام الإیرانوفوبیا من قبل العائلات الخلیجیة الحاکمة، بدءاً من الإمارات العربیة المتحدة وصولاً الى العربیة السعودیة والبحرین، کتوجیه وعذرکاذب لقمع شعوبهم، المطالبة بالحریات الأساسیة وبالحقوق الدیمقراطیة فی هذه المشیخات.

 

إن تحالف 14 آذار فی لبنان، الذی یتکون من مجموعة من الوکلاء التابعین للخلیجیین والأمیرکیین وحلفاء لإسرائیل، إستخدموا أیضاً الإیرانوفوبیا و”سیاسة الإنقسام” فی محاولة للهجوم على حزب الله وحلفائه فی لبنان. أما الهدف النهائی فهو إضعاف وتقویض العلاقات اللبنانیة – الإیرانیة والعلاقات اللبنانیة ـ السوریة. وقد قام تحالف 14 آذار، تحدیداً تیار المستقبل الذی یسیطر علیه الحریری، بإستیراد ما یدعى بالمقاتلین السلفیین التابعین لفتح الإسلام بهدف  توریطهم فی مهاجمة حزب الله. کما کان لتیار المستقبل دور فی المشروع الإسرائیلی ـ السعودی فی زعزعة إستقرار سوریا وإزالتها من “الکتلة السیاسیة المقاومة”.

ن/25

 

 


| رمز الموضوع: 143182







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. أسير إسرائيلي: إذا أردتم أن تعرفوا عدد الأسرى إسألوا سارة نتنياهو
  2. إصابة 9 جنود إسرائيليين بينهم نائب قائد فرقة وقائد كتيبة في الشجاعية بغزة
  3. في إطار جمعات الغضب.. مدن إيرانية تنظم وقفات تضامنية مع غزة
  4. صنعاء تستهدف "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتي.. وتُهاجم هدفاً في يافا المحتلة
  5. كتائب القسام توقع قوة إسرائيلية في حقل ألغام.. وجنود الاحتلال بين قتيل وجريح
  6. المشّاط للإسرائيليين: لا تراجع عن إسناد غزّة.. الزموا الملاجئ ردّنا سيكون مزلزلاً
  7. الإدارة الأميركية ترضخ.. القوات اليمنية تستفرد بالعدو الصهيوني
  8. انصار الله: إعلان ترامب فشل لنتنياهو
  9. سرايا القدس تسيطر على مُسيرة إسرائيلية شرق مدينة غزة
  10. العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي.. هجوم استعراضي موجه للداخل الصهيوني
  11. عدوان أمريكي إسرائيلي غاشم على اليمن بعشرات الطائرات
  12. وزير الخارجية الإيراني: الدعم القاتل لإبادة نتنياهو الجماعية في غزة، وشن الحرب نيابةً عنه في اليمن، لم يُحققا شيئاً للشعب الأميركي
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)