الاحد 13 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

خیارات إسرائیل للتعاطی مع إنهاء الانقسام

حسام الدجنی

 

لا أحد یستطیع أن ینکر حجم التخبط الصهیونی فی التعاطی مع ملف إنهاء الانقسام وعودة الوحدة الوطنیة الفلسطینیة، لأن من شأن ذلک أن یتسبب فی:

1- نزع المبررات الصهیونیة بعدم وجود شریک فلسطینی قوی وموحّد للسلام.

2- زیادة العزلة السیاسیة على إسرائیل.

3- انکماش المشروع الصهیونی.

4- زیادة النفقات على قطاع الأمن الذی سیتأثر فی حال أوقفت السلطة الفلسطینیة ما بات یعرف بالتنسیق الأمنی مع الجیش الإسرائیلی.

5- شرعنة حرکة المقاومة الإسلامیة حماس دولیاً.

ولکن التساؤل الأبرز یتمحور حول خیارات إسرائیل فی التعاطی مع المصالحة، ومؤشرات تحقیق ذلک...

أولاً: الخیار الدبلوماسی

لجأت إسرائیل للخیار الدبلوماسی منذ اللحظة الأولى لإعلان الاتفاق، حیث قادت الحکومة الصهیونیة سلسلة اتصالات وجولات خارجیة شملت أوروبا وأمریکا وغیرهما من الدول والعواصم، من أجل حث الرئیس محمود عباس للعدول عن قراره بالتوقیع على مصالحة فلسطینیة مع حماس، ولحتى کتابة هذه السطور لم تیأس إسرائیل، وقد یکون هذا الحراک الدبلوماسی یقف خلف اعتذار وزیرة خارجیة الاتحاد الأوروبی کاترین اشتون عن حضور حفل احتفال المصالحة الفلسطینیة بالقاهرة.

ثانیاً: الخیار السیاسی

ستعمل إسرائیل على الهروب نحو الأمام من خلال الضغط على الولایات المتحدة الأمریکیة لتجدید شروط الرباعیة الدولیة على حرکة حماس، وحثها على مقاطعة أی حکومة فلسطینیة لا تلتزم بشروط الرباعیة فی اعادة لنفس المشهد السیاسی الفاشل الذی مارسه المجتمع الدولی على حکومة حماس العاشرة، والحادیة عشرة، وقد تنجح اسرائیل فی تحقیق ذلک کون الرئیس باراک اوباما بدأ یستعد للانتخابات الأمریکیة المزمع عقدها قریباً.

ثالثا: الخیار الاقتصادی

بدأت اسرائیل منذ اللحظة الأولى لتوقیع الاتفاق التلویح بالورقة الاقتصادیة کإغلاق المعابر، ووقف تحویل المستحقات الضریبیة للسلطة الفلسطینیة، ووقف التعامل مع البنوک الفلسطینیة وغیرها من الخطوات العقابیة المخالفة للقانون الدولی، من أجل الابقاء على الانقسام بین شطری الوطن، وقد یرجح البعض سیناریو رفع الحصار عن قطاع غزة ونقله إلى الضفة الغربیة، وفی حال تحقق ذلک تکون الشرارة الاولى لاندلاع الانتفاضة الثالثة ضد اسرائیل.

رابعا: الخیار العسکری

قد تلجأ اسرائیل إلى الخیار العسکری من خلال اغتیال شخصیات سیاسیة او میدانیة لاستدراج السلطة الفلسطینیة لتبنی خیار الکفاح المسلح وممارسته للدفاع عن شعبها وسیادتها، وهذا السیناریو قد یتحقق قبل استحقاقات سبتمبر، لخلط الأوراق فی مجلس الامن، وتمریر هذا التاریخ دون تحقیق الشعب الفلسطینی أی انجازات سیاسیة تذکر، وفرض مزید من العزلة السیاسیة على اسرائیل.

خامسا: الخیار الأمنی

قد یکون الخیار الامنی من أهم وأخطر الخیارات التی ستسعى اسرائیل إلى ممارسته، کونه یعبر عن السلوک العدوانی للصهاینة، ویتمثل فی استخدام اسرائیل للطابور الخامس المنتشر فی صفوف الفلسطینیین والمسیطر على مفاصل هامة فی النظام السیاسی الفلسطینی، والذی سیعمل على عرقلة المصالحة من خلال ممارسة الاغتیال السیاسی، أو ممارسة الدعایة والتحریض السیاسی على طرف من الاطراف، أو رفض الانصیاع لأوامر القیادة بالافراج عن المعتقلیین السیاسیین، أو غیرها من المسلکیات التی تؤجج الصراع وتفسد فرحة المصالحة والوئام...

أعتقد أن طریق المصالحة لیست مفروشة بالورود وإنما هی محفوفة بالمخاطر، ویعترضها ألغاماً کثیرة لذا یجب على ابناء شعبنا مزید من الیقظة وتفویت الفرص على کل المتربصین بالمصالحة، حتى نصل جمیعاً إلى بر الأمان.

ن/25


| رمز الموضوع: 143175







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. أسير إسرائيلي: إذا أردتم أن تعرفوا عدد الأسرى إسألوا سارة نتنياهو
  2. إصابة 9 جنود إسرائيليين بينهم نائب قائد فرقة وقائد كتيبة في الشجاعية بغزة
  3. في إطار جمعات الغضب.. مدن إيرانية تنظم وقفات تضامنية مع غزة
  4. صنعاء تستهدف "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتي.. وتُهاجم هدفاً في يافا المحتلة
  5. كتائب القسام توقع قوة إسرائيلية في حقل ألغام.. وجنود الاحتلال بين قتيل وجريح
  6. المشّاط للإسرائيليين: لا تراجع عن إسناد غزّة.. الزموا الملاجئ ردّنا سيكون مزلزلاً
  7. الإدارة الأميركية ترضخ.. القوات اليمنية تستفرد بالعدو الصهيوني
  8. انصار الله: إعلان ترامب فشل لنتنياهو
  9. سرايا القدس تسيطر على مُسيرة إسرائيلية شرق مدينة غزة
  10. العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي.. هجوم استعراضي موجه للداخل الصهيوني
  11. عدوان أمريكي إسرائيلي غاشم على اليمن بعشرات الطائرات
  12. وزير الخارجية الإيراني: الدعم القاتل لإبادة نتنياهو الجماعية في غزة، وشن الحرب نيابةً عنه في اليمن، لم يُحققا شيئاً للشعب الأميركي
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)