qodsna.ir qodsna.ir

الغضب الفلسطینی المشروع والشجب المرفوض!!

زیاد أبو شاویش

 

تعقیباً على عملیة مستوطنة "ایتمار" بالقرب من نابلس انبرت الولایات المتحدة الأمریکیة وبریطانیا والرباعیة لشجبها باعتبارها عملاً وحشیاً یقوض عملیة السلام فی الشرق الأوسط، ورغم أن السلطة الفلسطینیة ممثلة برئیسها عباس ورئیس وزرائها فیاض نددوا بالعملیة واعتبروها عملاً إرهابیاً تحاربه سلطتهم فی الضفة المحتلة إلا أن الرد الإسرائیلی جاء عنیفاً وشاملاً ویتجاوز کافة الأعراف والقوانین الدولیة، ولم نسمع أی طرف من هؤلاء یتفوه بکلمة واحدة ضد سلطات الاحتلال التی تمارس القتل والحصار والتجویع ضد الفلسطینیین بشکل یومی.

المعاییر المزدوجة أمر تعودناه من الغرب تجاه ما یحدث فی فلسطین المحتلة، کما أن المساندة الأمریکیة والبریطانیة والفرنسیة للعدو الصهیونی بات أوضح من أن یشرحه أحد، لکن الأمر غیر المفهوم أن تقوم السلطة الفلسطینیة بالشجب وتعطی غطاء للاحتلال لیبطش بالشعب فی الضفة دون أن تتضح تفاصیل العملیة ومن وراءها، وکان الأکرم لهذه السلطة أن تتحفظ على الإدلاء بأی رأی طالما لم تعرف الجهة المنفذة وطالما وقعت العملیة فی حدود الأرض المحتلة عام 1967، کما کان علیها أن تعید التأکید بأن هؤلاء المستوطنین یقیمون فی أرضنا بطریقة غیر شرعیة وأن اقتلاعهم بکافة الطرق حق وواجب على کل فلسطینی وعربی، وأن وجود هؤلاء فی حد ذاته هو المعوق والمخرب لعملیة السلام الوهمیة التی یروج لها فی تل أبیب وواشنطن.

الغضب الفلسطینی الذی یتصاعد باستمرار بسب کل ما تقوم به سلطات الإحتلال وعصابات المستوطنین وجد تعبیراً له فی الهجوم على مستوطنة مقامة على أرض محتلة ومقتل خمسة من المستوطنین، ومنطقی أن هذا الأمر سیتکرر ما بقی الاحتلال وما بقیت المستوطنات، وبدلاً من تصریحات الشجب من کل مدعی الحرص على الأمن والسلام کان یجب علیهم البحث فی أسباب ودوافع هذا الغضب، وکیف یمکن تطبیق قرارات الشرعیة الدولیة والقانون الدولی بما فی ذلک حقوق الإنسان وکرامته التی یزعم هؤلاء أنهم سدنتها والمدافعین عنها.

بعد عملیة الهجوم المذکورة قامت دولة الاحتلال بحملة بطش واسعة النطاق فی نابلس وقراها واعتقلت عشرات المواطنین الفلسطینیین، کما حاصرت العدید من القرى ومنعت عنها الإمدادات ولم تکتف بذلک بل اتخذت قراراً فی حکومتها العنصریة ببناء آلاف الوحدات السکنیة فی مختلف المستوطنات وتوسیع عملیات الاستیطان فیها مدعیة أن توسیع الاستیطان هو الرد الأمثل على العملیة ویحمی هؤلاء المستوطنین، وأیضاً لم نسمع ولا کلمة حول ذلک رغم أن ضرب المستوطنات أمر مشروع ویدخل تحت عنوان مقاومة الاحتلال بینما کل الاستیطان وبکل أشکاله یخالف الشرعیة والقانون الدولی.

کل من شجب العملیة فی مستوطنة "ایتمار" بالضفة یجب أن یعلم أن هذا الشجب سیزید من الغضب الفلسطینی ولا یحل المشکلة التی خلقتها "إسرائیل" والدعم الأمریکی الغربی لها. وأن الفلسطینیین الذین یعرفون أنهم الشعب الوحید فی هذا الکون تحت الاحتلال والذین تنتهک حقوقهم یومیاً وتتم سرقة أرضهم ومیاههم وحیاة أبنائهم لن یترددوا فی تفجیر هذا الغضب، وأن توقیت الانفجار بات قریباً، وعلى العالم أن یتحمل مسؤولیته تجاه هذا الأمر.

ن/25

 

 

 


| رمز الموضوع: 143154