91 عاما على سان ریمو- ماغنا کارتا- الدولة الصهیونیة!
نواف الزرو
91 عاما انقضى على مؤتمر "سان ریمو" الاستعماری الذی عزز "وعد بلفور" الذی کان منح الوطن العربی الفلسطینی للحرکة الصهیونیة التی أقامت دولتها على أنقاض الشعب الفلسطینی!
فی الخامس والعشرین من نیسان/ 1920 کان عقد ذلک المؤتمر الاستعماری الخطیر.. المؤتمر الذی حمل اسم سان ریمو- بلدة إیطالیة- الذی ضم دول الحلفاء الاستعماریة، والذی صادق على وعد بلفور وکان أحد أهم المؤامرات الدولیة آنذاک لـ"توطین الیهود فی فلسطین"، واعتبر- وفق بیان فلسطینی- المؤتمر کجالب للمصائب والویلات لأرض فلسطین وشعبها، حیث منحت دول التحالف آنذاک تخویلا رسمیا إلى بریطانیا بفرض سلطة الانتداب على فلسطین، لصالح "تأسیس وطن قومی للشعب الیهودی فیها".
ولهذا لم یکن غریبا أن تطلق العصابات الصهیونیة على اتفاقیة "سان ریمو" أنها "ماغنا کارتا" الیهود، أی "المیثاق العظیم لتحریر الیهود"، وهو میثاق شارکت فی دعمه عصبة الأمم حین کان أعضاؤها الدائمون بریطانیا وفرنسا وإیطالیا والیابان.
جاءت قرارات المؤتمر مخیبة لآمال العرب، إذ قرر الحلفاء وضع سوریا تحت الانتداب الفرنسی، ووضع العراق تحت الانتداب البریطانی، ووضع فلسطین تحت الانتداب البریطانی، وکان ذلک سعیًا لتحقیق وعد بلفور للیهود فیها، ولم یکن قرار الانتداب فی سان ریمو إلا تطبیقًا لاتفاقیة سایکس ـ بیکو المشهورة، وإصرارا قویا من فرنسا على احتلال سوریا.
وما أن صدر قرار مؤتمر سان ریمو لدول الحلفاء "1920"، الموافقة على تصریح بلفور وانتداب بریطانیا على فلسطین، حتى سارعت الدبلوماسیتان البریطانیة والصهیونیة إلى العمل فی عصبة الأمم المتحدة للحصول على صک الانتداب البریطانی، لیکون بمثابة تصدیق رسمی لذلک القرار، ویتضمن الخطوات الکفیلة بتنفیذ تصریح بلفور، أی: بناء الوطن الیهودی بإشراف الانتداب البریطانی، وقد وُضعت مسوّدات صک الانتداب، کتصریح بلفور، بالتشاور السری بین الحکومة البریطانیة والمنظمة الصهیونیة العالمیة، وبمعزل تام عن عرب فلسطین.
وما بین زمن سان ریمو وقراراته الاستعماریة، والیوم بعد 91 عاما، وما تشهده الدولة الصهیونیة من دعم ومساندة من الإدارة الأمریکیة والاتحاد الأوروبی وخاصة من جانب بریطانیا، ، یعزز ما هو کامن فی الوعی العربی من أن الدول العظمى لیست فقط قد ساندت الحرکة الصهیونیة فی الماضی ما قبل قیام دولتهم على حساب القضایا العربیة، بل تواصل بلا توقف دعمها وتزویدها بکل مقومات التفوق والغطرسة العسکریة، وخلقت من إسرائیل دولة تنتهک کافة المواثیق الأممیة، وتخترق کافة القوانین الدولیة، وتدوس على قرارات الأمم ومجلس الأمن الدولی.
نتوقف الیوم لنستحضر ذلک المؤتمر النکبوی للذاکرة الفلسطینیة والعربیة کی لا ننسى وکی لا تنسى الأجیال نکبة فلسطین العربیة!.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS